28/11/2017

سفير تونس في الهند: لأول مرة توضع خارطة طريق تمهد لتطوير العلاقات بين تونس والهند

أفاد سفير تونس بالهند نجم الدين الأكحل أن الزيارة الأخيرة التي أداها وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي إلى الهند أفضت إلى التوقيع على خارطة طريق هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين البلدين وتمهد لكيفية تطويرها في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وبين في تصريح خاص ل"وات" على هامش دورة تكوينية احتضنتها العاصمة نيودلهي حول التعاون جنوب- جنوب، أن الزيارة كانت بمناسبة انعقاد أول لجنة مشتركة على مستوى وزيري الخارجية وقامت خلالها الهند بالتوقيع على أول خارطة طريق مع بلد عربي تشمل الأمن، والتكنولوجيا وخاصة الأمن السبراني، والبنية التحتية، والنقل، والطاقة، والبحث والابتكار، والصحة، والفلاحة، والنهوض بالاستثمار.

وعن واقع العلاقات بين البلدين أكد السفير نجم الدين الأكحل أنها ممتازة في المستوى السياسي لكنها تبقى دون المستوى المطلوب في المستوى الاقتصادي، مؤكدا أن الطرفين يطمحان لمزيد تطويرها فقد تم الاتفاق على العمل المشترك من أجل الارتقاء بمستوى المبادلات لبلوغ 1 مليار دولار خلال السنوات القادمة مقابل حجم مبادلات لا يتجاوز في الوقت الراهن 370 مليون دولار.

وأضاف ان الجانب التونسي قد اقترح على الجانب الهندي خلال وزارة الخارجية حوالي 10 مشاريع في مجالات الطاقة في الفلاحة والصناعات الغذائية هي الآن في طور الدراسة، كما يجري العمل على بعث مركز تكوين في مجال الطيران بالتعاون مع الهند والاستفادة من تجربتها في هذا المجال.

وأوضح أن العائق الكبير يكمن في غياب النظرة الشمولية التي يتوجب أن تتوفر لدى رجال الأعمال التونسيين عن الهند وعن الفرص المتاحة في هذا البلد الذي يمثل سوقا استهلاكية ب1 مليار و200 مليون مستهلك ، داعيا الفاعلين الاقتصاديين التونسيين ليكونوا أكثر مجازفة والقدوم إلى الهند والتعريف بمنتجاتهم وبالإمكانات المتوفرة لديهم.

ولاحظ أن الاتفاقات التي وقعت بمناسبة اللجنة المشتركة الأخيرة بين اتحاد الصناعة والفلاحة والصناعات التقليدية ومركز النهوض بالصادرات من جهة ونظرائهم في الهند من جهة أخرى من شأنها أن تشكل لبنة إضافية لما هو قائم والمتمثل أساسا في عمل شركات السيارات مثل "تاتا" و"ماهندرا" وشركات عاملة في مجال الكهرباء في تونس، فضلا عن مجال الفسفاط الذي شهد بعض التعطيل خلال السنوات الآخيرة جراء الاضطرابات الاجتماعية.

وأشار إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه نساء الأعمال في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فقد رافقت مجموعة من نساء الأعمال التونسيات وزير الخارجية في زيارته للهند، وبحثن مع نظيراتهن الهنديات فرص التعاون في انتظار مشاركتهن في التظاهرة الاقتصادية العالمية لنساء الأعمال التي ستحتضنها تونس في مارس المقبل .

وبخصوص الجالية التونسية في الهند أوضح السفير التونسي أنها ضعيفة جدا من حيث العدد لكن في المقابل يستفيد زهاء 100 طالب سنويا من منح في إطار برنامج الهند للتعاون الاقتصادي والتكنولوجي "ايتاك" لمتابعة دراساتهم في مجال التكنولوجيا والفلاحة.

وبين أنه يمكن الاستفادة من التطور التكنولوجي للهند وتجربتها في مجال البحث والابتكار فهي من البلدان التي تخصص له موارد هامة وتتعامل مع عديد البلدان المتقدمة في المجال. وذكر بأن تونس شاركت من 23 إلى 24 نوفمبر الجاري في القمة العالمية الخامسة للأمن السبراني التي احتضنتها نيودلهي، والتي تبحث بالخصوص حوكمة الانترنات .

وعن آفاق العلاقات بين تونس والهند أفاد السفير نجم الدين الآكحل، بأنه يجري الإعداد للاحتفال خلال 2018 بالذكرى الستين لارساء العلاقات الدبلوماسية بين تونس والهند، مذكرا بأن الهند كانت من أول الداعمين لتونس في سعيها للحصول على الاستقلال حيث فتحت في نوفمبر 1952 مكتبا للحزب الدستوري وكانت مدافعا عن حق الشعوب في التحرر واستعادة السيادة الوطنية والاستقلال أمام مجلس الأمن.

الاكثر قراءة