تونس تحتفل باليوم العالمي للأراضي الرطبة
تحتفل تونس اليوم السبت، باليوم العالمي للأراضي الرطبة، الموافق للثاني من شهر فيفري من كل سنة.
وستحتضن منطقة غار الملح (ولاية بنزرت)، وهي أوّل منطقة في شمال افريقيا والعالم العربي، تتحصل على جائزة مدينة "رامسار"، فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للاراضي الرطبة وذلك يوم 13 فيفري 2019.
واختار المحتفلون باليوم العالمي للاراضي الرطبة، وهم 169 بلدا موقعا على اتفاقية "رامسار"، هذه السّنة، موضوع "الأراضي الرّطبة والتّغير المناخي"، لتبيان دورها في التّكيف طبيعيا مع تغيّر المناخ، في ضوء نتائج تقرير، نشره مرصد المناطق الرطبة المتوسطية في اكتوبر 2018 تحت عنوان "المناطق الرطبة المتوسطية الرهانات والافاق: الحلول للمناطق الرطبة المتوسطية المستدامة"، تشير الى أنّ 95 بالمائة من مواقع الأراضي الرطبة، "هي مناطق ساحليّة ومهدّدة بالانغمار بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر".
ويتوقع هذا التّقرير "أن تكون الأراضي الرّطبة السّاحلية وغير المحميّة، أكثر تأثراً بتغيّر المناخ، مشيرا في المقابل إلى أنّ الحفاظ عليها واستعادتها، يعدّ وسيلة فعّالة للغاية للتّخفيف من حدّة تأثيرات تغيّر المناخ على النّاس وعلى التّنوع البيولوجي".
ودعا التقرير أصحاب القرار الى مزيد التّحسيس بأهمية الأراضي الرّطبة وكذلك مشاركة أصحاب المصلحة في إدارتها من أجل الحفاظ على رفاه الإنسان وتعزيز الترتيبات القانونية والسياسية الوطنية للحفاظ على جميع الأراضي الرطبة.
وأوصى، كذلك، بوضع استراتيجيات التأقلم للأراضي الرطبة الساحلية والداخلية وتنفيذها من أجل الحد من تأثيرات تغير المناخ.
وتنظم تونس في اطار احتفالها باليوم العالمي للاراضي الرطبة، تظاهرة في منطقة غار الملح (يوم 13 فيفري الجاري)، ببادرة من الادارة الجهوية للغابات ووكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي وكل شركاء مشروع الحفاظ على الأراضي الرطبة الساحلية ذات القيمة البيئية العالية ببحيرة غار الملح "جام وات". علما وان تونس تمتلك 46 موقعا مسجلا ضمن هذه اتفاقية "رامسار".
ويهدف مشروع "جام وات"، الذي يشرف عليه الصندوق العالمي لحماية الطبيعة، مكتب شمال أفريقيا، إلى المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإيكولوجية لمنطقة غار الملح من خلال إنشاء نظام متكامل لإدارة الموارد المتاحة و لممارسات الإدارة الفعالة.
ويتضمن برنامج التظاهرة التعريف بالرؤية الوطنية لضبط وتفعيل الاستراتيجية الوطنية للأراضي الرطبة علاوة على ابرام اتفاقية شراكة بين "جام وات" والادارة العامة للغابات. كما سيتم عرض الاستراتيجية الوطنية للتصرف المندمج في المناطق الساحلية مع توقيع مذكرة تفاهم، الى جانب تقديم الركائز الاستراتيجية لمشروع بحيرة غار الملح وانشطة برنامج 2021/2019.
وأصبحت الأراضي الرطبة ذات القيمة البيئية العالية في المنطقة المغاربية مهددة بسبب الأنشطة البشرية (النفايات والصيد الجائر والتوسع العمراني والتجفيف لغرض الزراعة الى جانب انخفاض وبطئ الإجراءات الإدارية وضعف التنسيق والتكامل في التخطيط الإقليمي والفصل بين التنمية والمحافظة، وفق تقرير مرصد المناطق الرطبة.
وكشف التقرير ذاته أنّ المناطق الرّطبة في تونس تشهد ضغطا سكّانيا كبيرا باعتبار أنّ 8ر6 بالمائة من السّكان (حوالي 1ر1 مليون نسمة) يقطنون على بعد يقل عن 2 كلم من المناطق الرطبة، وهي فضاءات عرفت انفجارا ديمغرافيا خلال 25 سنة الاخيرة، تجاوز 94 بالمائة (مقابل 38 بالمائة كمعدل وطني).
وتعد اتفاقية "رامسار" (نسبة الى مدينة "رامسار" الايرانية) معاهدة دولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة من أجل وقف الزيادة التدريجية لفقدان الأراضي الرطبة في الحاضر والمستقبل وتدارك المهام الإيكولوجية الأساسية للأراضي الرطبة وتنمية دورها الاقتصادي والثقافي والعلمي وقيمتها الترفيهية.
ودخلت اتفاقية "رامسار" حيّز التنفيذ في سنة 1975. وقد انضمت اليها، منذ ذلك الحين، حوالي 90 بالمائة من البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة، من كافة المناطق الجغرافية في العالم، لتصبح "الأطراف المتعاقدة".