04/08/2017

تظاهرة "مجالس الحمامات" نجحت في إعادة إحياء حلقات الفكر والنقاش

أكد مدير المهرجان الدولي بالحمامات، معز مرابط أن تظاهرة "مجالس الحمامات " التي انتظمت بفضاء "المارابو" في اطار الدورة 53 لهذا المهرجان، شكلت تحدّيا هاما لهيئة التنظيم وللمشاركين، وهو "تحد نجح في اعادة احياء حلقات الفكر والنقاش حول قضايا العصر في تونس والتي كانت من تقاليد المهرجان في السبعينات"، على حد تعبيره.

واشار المرابط في تصريح لـ (وات)، أمس الخميس خلال اختتام "مجالس الحمامات"، الى أن التظاهرة "نجحت في اعطاء انطلاقة جديدة لحلقات النقاش الفكري التي تجمع المفكرين من مختلف المشارب والجهات والتي تساهم دون شك في اثراء الساحة الثقافية الوطنية"، مبرزا ان هذه الحلقات ستتواصل حتى بعد المهرجان لتكون موعدا قارا من المواعيد الثقافية للمركز الثقافي الدولي بالحمامات.

"مجالس الحمامات " كما قدمها منسق التظاهرة، شفيق غربال، تكونت من ثلاث حلقات اسبوعية لتبادل الافكار والآراء، شارك فيها مفكرون ومبدعون من الجزائر والمغرب وتونس ومن مصر ولبنان. وحاولت هذه الحلقات البحث عن إجابات حول تساؤلات فكرية ابرزها "من نحن؟" و "الى اين نحن ذاهبون في تونس ؟" فاذا هي تعمق التفكير حول دور الفرد الانسان الفنان المبدع والمفكر.

الجلسة الختامية لـ"مجالس الحمامات، أدارتها رشيدة التريكي وشارك في تأثيثها بالخصوص، فاضل الجعايبي من تونس وبيار ابي صعب وداغر شربل من لبنان، واهتمت جلها بالعلاقة بين الثقافة والانتقال في تونس وبدور الثقافة في المساعدة على عبور هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد .

الجلسة لم تقدم إجابات ولكنها ألقت بالحاضرين في حيرة جديدة أساسها تساؤل المفكر المتعلق بتشخيصه للواقع وسعيه لفهم كنهه ليرتكز الحديث حول الفرد المواطن والثورة التي لم تصنع ابداعا ثقافيا بعد ان انحصر النقاش حول الهوية.

بيار ابي صعب تحدث عن "الاستثناء الثقافي التونسي" الذي اعتبره استثناء عربيا لان تونس تخرج من انتقالها دون ان "يتحول الحلم الى كابوس".

وحذر بالمناسبة في تشخيصه للواقع العربي بعد "الثورة" من خطر حقيقي كبير وهو خطر "سرقة الثورات وان يقع العرب في الفخ العظيم بعد ان انقض الغرب بمفهومه الاستعماري المصلحي على حلم الشعوب ليحرمها من حقها في تقرير مصيرها"، وفق تقديره.

ودعا الى ضرورة ان يقرأ الواقع العربي الجديد بعين نقدية وان يعي المثقفون والمبدعون والمفكرون ان بلدان ما يسمى بـ "الربيع العربي" هو "أقرب الى المختبر الكبير الذي يتم فيه تطوير علاقات جديدة غير بريئة مع منظمات غير حكومية باسم دعم قيم كونية كالحرية والديمقراطية وتستغل حب الجيل الجديد للحياة ومن ورائها تأكيد واقع اكثر تعقيدا لا يحق فيه تقرير المصير، واقع تصبح فيها اسرائيل فكرة وليست دولة غاصبة"، على حد تعبيره.

ومن جههته، شدد الفاضل الجعايبي على ضرورة مد الجسور بين الأجيال وان يتم العمل على بناء علاقة جديدة بالمسرح باعتباره عملا وحلما جماعيا هدفه تنمية الفكر ونشر الوعي بعد ان أفلست، على حد قوله فكرة، "مسرح النخبة للجميع".

وأشار المفكر والشاعر داغر شربل، الى ان الشعوب تضيع اليوم لأنها امام أوجاع تقوم على مفارقة عجيبة من ابرزها ان عدد "الحراقة" الذين يهجرون بلدانهم بعد ما يعرف بالثورة على

وحذر من جهته من ان يؤكد الواقع فكرة " ان الشعوب العربية غير قادرة على صناعة ثورة وان أكثر ما يمكن ان تصل اليه هي حروب اهلية"، مبرزا ان تونس تبقى استثناء، قائلا : "هو استثناء تأتّى من الارث البورقيبي الذي منح الحرية للمرأة ليجعل منها اليوم سدا منيعا ومكونا ثقافيا وابداعيا لا يمكن التغافل عنه وعن دوره".

الاكثر قراءة