بنزرت-انتخابات محلية: مراوحة بين الوضوح والضبابية بشان التمشي الانتخابي وتحسين جودة الحياة بالعمادة ابرز انتظارات المواطنين
بالتوازي مع تقدم تنفيذ مختلف مراحل الانتخابات المحلية، المقررة ليوم 24 ديسمبر المقبل، يسعى المواطنون، بالاعتماد على ما توفره الهيئة العليا المستقلة للانتخابات من معلومات، باساليب مختلفة، وما تقدمه مختلف وسائل الاعلام من توضيحات، الى فهم مختلف مراحل العملية الانتخابية ودور المجالس المحلية، لذلك تراوحت الانطباعات العامة بين الفهم الكامل للتمشي الذي تم اعتماده والاستفسار بخصوص مختلف مراحل العملية ، ويبقى الجامع بين الطرفين، الانتظارات الكبيرة من تركيز المجلس الوطني للجهات والاقاليم، مرورا بانتخاب المجالس المحلية كمرحلة اولى، وهو ما يمثل بالنسبة لهم "قطعا مع الماضي، ومن اجل تحسين ظروف العيش محليا بالأساس قبل المرور للجهوي والوطني".
وفي هذا الصدد اعتبر فؤاد المحمد، من عمادة بنزرت الجنوبية (موظف) ان التمشي الانتخابي الذي تم اعتماده، أولى خطواته القطع مع الماضي وبالتالي يضع أولى أحجار البناء القاعدي، ومن ميزاته، ان قراراته تضمن التوازن بين المحليات فالجهات والأقاليم، كما يمارس المجلس صلاحيات الرقابة والمساءلة في مختلف المسائل المتعلقة بتنفيذ الميزانية ومخططات التنمية، معربا عن امله في معاضدة المجلس المحلي وتحسين أداء وظيفة البرلمان، وتفعيل مبدأ اللامركزية، والمساعدة في تحقيق التنمية المحلية والجهوية المعطلة .
وراى ابن عمادة سيدي احمد صابر الهقاري، (سائق سيارة أجرة نقل ريفي)، ان دستور 25 جويلية 2022، وضع تمشيا إنتخابيا جديدا يختلف عن سابقه، فإلى جانب إنتخابات مجلس نواب الشعب الذي يمارس وظيفته التشريعية، أفرز التمشي الجديد الإنتخابات المحلية، للحصول على ممثل عن كل عمادة، معتبرا ان الإنتخابات المحلية، تمثل الخطوة الأولى التي سيتم من خلالها تكوين المجالس الجهوية ومجالس الأقاليم ثم إنشاء المجلس الوطني للجهات والأقاليم، والذي يعتبر الغرفة التشريعية الثانية التى "ستعاضد بالتأكيد مجلس نواب الشعب"، وفق تعبيره، مع "ممارسة دور المراقب لتنفيذ الميزانية وبالتالي مراقبة عمل الحكومة"، وفق قوله.
واعرب الهقاري عن امله في ان تساهم المنظومة الانتخابية الجديدة في تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين المحليات والجهات والأقاليم، وان تساهم في تحقيق التنمية من خلال النظر في المطالب النابعة من الشارع، مؤكدا في هذا الجانب ان المجالس المحلية، هي أفضل تمثيل شعبي للمدن والأحياء والضواحي، لانها أدرى بحاجياتها، باعتبار قربها من الناس والأكثر إتصالا بهم.
وقال المواطن لطفي العميري بعمادة الشنانة (عامل يومي)، انه وجد نوعا من الصعوبة والضبابية في فهم التمشي الانتخابي المعتمد، انطلاقا من المجلس المحلي ووصولا الى المجلس الوطني للاقاليم والجهات، معربا عن امله في ان تحقق المجالس المحلية وبالأخص المجلس المحلي بعمادته، الإضافة في حياة المتساكنين وان يسهم في النهوض بالواقع التنموي للعمادة، وفي المقابل اعرب لطفي الجويني من عمادة بازينه (أستاذ مميز فوق الرتبة)، عن وضوح التمشي الانتخابي المعتمد بالنسبة له، واعرب في المقابل عن شكوكه بخصوص الجدوى من المجالس المحلية اذا ما تمت مقارنتها بالمجالس البلدية المنتخبة.
ومن جهته، اكد عبد الرحمان الغريبي من عمادة منزل جميل (تاجر) انه استعان كثيرا بالومضات التي بثت بالمناسبة على مواقع اعلامية والتغطيات الصحفية، لفهم التمشي والمسار الانتخابي، معربا عن مله في "انتصار تونس وشعبها، وتحسن وضعية التونسي المادية"، وفق تعبيره.
كما اشار عبد الرحمان مقنين من عمادة بنزرت الشمالية (موظف بإحدى الإدارات العمومية) ، بخصوص التمشي الانتخابي، الى انه اصبح "واضحا" من خلال الومضات التفسيرية واصبح المسار انطلاقا من المجلس المحلي و صولا الى المجلس الوطني للأقاليم والجهات "مفهوما" بالنسبة له، مضيفا ان من ابرز انتظاراته من الانتخابات المحلية، التركيز خاصة على مراجعة القوانين والتشريعات التي لها صلة بالتنمية المحلية وبالتالي النهوض بالإقتصاد على المستوى المحلي مع رفع نسبة التشغيل.
واعتبر عدنان العلوش من عمادة الحبيب الحداد (صاحب سيارة اجرة -لواج-) بدوره ان التمشي الانتخابي رغم حداثته "واضح"، باعتباره يكرس البناء القاعدي، الهادف الى خلق تنمية عادلة انطلاقا من المحلي نحو الجهوي ثم المركزي، معربا في ذات السياق عن امله في تنمية المناطق المهمشة، وذلك بتعميم العدالة والقضاء على التفاوت المحلي والتفاوت الجهوي.
كما اعربت الفة زروق (اطار سام بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي) من ذات العمادة، عن املها الكبير في التمكن من خلال المنظومة الانتخابية المحلية الجديدة، من تحقيق التنمية الشاملة في العمادة وتحسين ظروف عيش للمتساكنين، واعرب محمد العلوش من ذات العمادة (تلميذ بصدد الاعداد لاجتياز امتحان الباكالوريا) عن امانيه الكبيرة في نجاح الانتخابات المحلية بما يساهم في خلق التنمية بالمناطق المهمشة خاصة والمنسية، وقال محمد الصالح زروق (مدير مدرسة متقاعد) ان التمشي الجديد يعطي "تمثيلية اصدق محليا" لتلبية حاجيات المنطقة.