الوثائقي "460 وأولئك الآخرون" يقدم بطريقة استقصائية طرحا مغايرا لمسألة المفقودين من المهاجرين عبر مراكب الصيد
02/11/2017

الوثائقي "460 وأولئك الآخرون" يقدم بطريقة استقصائية طرحا مغايرا لمسألة المفقودين من المهاجرين عبر مراكب الصيد

تم مساء أمس الاربعاء، عرض فيلم وثائقي طويل (47 دقيقة) بعنوان "460 وأولئك الآخرون" لصاحبه عبد اللطيف قروري، تلاه نقاش حول موضوع الهجرة على مراكب الصيد، وذلك بفضاء كارمن بتونس العاصمة.

وتروي قصة الفيلم الذي "أنجز بطريقة استقصائية وبمقاربة علمية مخبرية"، بحسب مخرج الشريط ومنتجه، عبد اللطيف قروري، حول مأساة إنسانية تحدث بصفة مستمرة لتونسيين ولعابرين من بلدان إفريقية وعربية غرقوا وغرقت مراكبهم في البحر، ذات يوم وتحولوا إلى أرقام في مختلف المقابر التونسية.

وحول رمزية اختيار الرقم "460" كعنوان لهذا الشريط، قال المخرج في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء : "بعد طول بحث الأم زكية، في تونس وفي الخارج، عن ابنها المفقود محمد عطية الله، نزل خبر وفاته كالصاعقة إذ كشفت التحاليل الجينية عن مأساة تتمثل في غرق ابنها ذات مارس 2011 ليظل في قلب المتوسط لما يزيد عن شهر  قبل أن يعثر الحرس البحري عن جثته المتعفنة ليدفن فيما بعد في قبر مجهول يحمل رقم 460 في مقبرة بصفاقس لا تبتعد عن عائلة الفقيد سوى بضعة أمتار..."

وأضاف أن هذا الرقم (460) أصبح عنوانا للشريط بعد أن اتخذ الموضوع بعدا آخر في مستوى التناول وانتهج زاوية علمية استقصائية، مشيرا إلى أن فكرة الشريط ارتكزت في البداية على مسألة خطورة الهجرة عبر مراكب الصيد، ليشرع في الاشتغال عليه مع معهد بانوس باريس في إطار اختصاص الهجرة واللجوء الذي تدعمه الكنفدرالية السويسرية والاتحاد الأوروبي.

وأوضح منتج الشريط أنه اعتمد على دائرة بحث تقوم على مقاربة علمية ترتكز على اختصاصين اثنين وهما الطب الشرعي والتحليل الجيني، فضلا عن معطيات وأرقام حول العثور على جثث أو عمليات إنقاذ، مستقاة من مصادر في الحرس الوطني البحري المختص في حراسة الحدود البحرية.

وأنجز عبد اللطيف قروري شريطه السينمائي بتمويل ذاتي ضعيف معتمدا على نفسه كتابة وإنتاجا وإخراجا ليبدي عدد من "الأصدقاء استعدادهم للمشاركة في اختصاصات معينة من تصوير ومونتاج وميكساج...) وذلك إيمانا منهم بطرافة الفكرة وأهمية القضية.

وشارك في مونتاج هذا الشريط الذي "يعالج قضية شغلت الرأي العام في تونس ورافقتها مزايدات مختلفة الأنواع "، وفق المصدر ذاته، ياسين بن منصور فيما اهتم ناصر عثماني، بالميكساج. أما الجانب الموسيقي فأمنه كل من زهرة الأجنف ونصير شمّة ومرزوق الماجري ليعتني سليم بلجة وعمر قيراط بالصور.

وفي سياق متصل، أبرز صاحب شريط "460 وأولئك الآخرون" أن نتيجة البحث عن المفقودين في إيطاليا لم تكشف عن جديد ولم يكن الأمر كما ظن الأولياء بأن أولادهم يقبعون في سجون أو معتقلات إيطالية، بل الأغرب من ذلك أن أحد المفقودين ممن ظنت والدته أنه حي استنادا إلى أحد الفيديوهات التي شاهدتها، اتضح أنه مجرد تشابه لا غير، وغالبا ما يتم التصريح بهويات خاطئة خشية الترحيل".

وتابع : " تواصل كوارث الموت بسبب الهجرة على مراكب صيد، حيث تحصي المنظمة الدولية للهجرة غرق وهلاك 3200 شخصا خلال السداسية الأولى من سنة 2017، يدل على أن الرسائل الهادفة لهذا الفيلم الذي أنتج سنة 2015 ما تزال حية وتحتل آخر المستجدات"، على حد تعبيره.

وتمحور النقاش إثر عرض الشريط حول مواضيع متعددة تتعلق خاصة برقمنة المقابر لتي تضم جثثا مجهولة الهوية وطرق الدفن المعتمدة في ظل عدم معرفة ديانة الشخص المتوفي، إذ يتم الإلتجاء عادة للتأكد من عملية الختان بالنسبة للرجال فيما تتعذر معرفة ديانة جثث الإناث، فضلا عن الخوض في مسائل فلسفية للذات البشرية التي تحدد هويتها مجرد أرقام على غرار رقم بطاقة التعريف الوطنية ورقم جواز السفر والمعرف الوحيد وغيرها مما يجعل رقمنة الجثة لا تختلف كثيرا عن رقمنة الإنسان طوال حياته، وفق عدد من المتدخلين.

وطرحت خلال النقاش مسألة فتح الحدود التي تتحمل مسؤولياتها الدول بعد أن كانت أقرت في الفصل 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أنه "لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة. كما يحق لكل فرد أن يغادر أية بلاد بما في ذلك بلده..."

 

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة