الٱن

15/03/2023

القصرين: المحطة الاستشفائية بجبل الشعانبي..أوّل نواة عصرية للتدواي بالمياه المعدنية في الجهة وقبلة سياحيّة واعدة للاستجمام والراحة

على تخوم جبل الشعانبي بمعتمدية القصرين الشمالية وغير بعيد على جبل سمامة ومنطقة بولعابة، تنتصب المحطة الاستشفائية جبل الشعانبي كأول نواة عصرية استشفائية بولاية القصرين، لتصبح منذ أن فتحت أبوابها للحرفاء سنة 2015 مزارا لمحبّي الطبيعة ومقصدا للباحثين عن الراحة والاستشفاء في حمامات مياه طبيعيّة فريدة من نوعها تتراوح درجة حرارتها بين 38 و55 درجة وتحتوي على فوائد استشفائية جمّة.

والمحطة عبارة عن مجموعة من الحمامات التي تحتوي عيونا طبيعية ساخنة على مدار الفصول الأربعة وتتميز بمياه عالية الملوحة تعادل مرة ونصف ملوحة البحر وتعدّ الأفضل وطنيا مقارنة بكل العيون الموجودة في البلاد التونسية، حسب عديد الخبراء اللذين أدوا زيارات مكثفة للمنطقة طيلة السنين المنقضية.

ورغم رمزية المكان في مخيلة البعض على خلفية العملية الإرهابية التي استهدفت دورية تابعة للحرس الوطني بمنطقة بولعابة في فيفري من سنة 2015، إلا أنّ المحطة دحضت هذا الانطباع وأصبحت نقطة جذب للزوار، وقبلة للاستجمام ولنسيان تعب السفر وشقاء العمل، وللاستمتاع بالمياه الطبيعية والهواء النقي والمناظر الخلابة التي تعتبر دواء لكل داء بأقل التكاليف.

وتتكون المحطة الاستشفائية بجبل الشعانبي من مركزين استشفائيين أحدهما مخصّص للرجال والثاني للنساء، وعدد من الجناحات الخاصة، ومقهى ومطعم، وثلاث اقامات بطاقة استيعاب تتجاوز 12 سريرا، ونادي فروسية للأطفال، وفق ما ذكرته المسؤولة على حفظ الصحة بالمشروع، أميرة بركاوي، لموفدة وكالة تونس إفريقيا للأنباء لولاية القصرين في إطار الدورة 20 لبرنامج زوم على الجهات.

وأوضحت بركاوي أن مياه هذه المحطة الاستشفائية تساعد في علاج الأمراض الجلدية والروماتيزم ويشهد الإقبال على حماماتها ذروته في شهري جويلية وأوت، ويستقطب الأشقّاء الجزائريين والليبيين إلى جانب التونسيين من مختلف جهات البلاد وخاصة من متساكني ولايات الساحل والجنوب من مختلف الشرائح العمرية فضلا عن عدد من الحرفاء من فرنسا ودول الخليج.

وبيّنت أن المشروع السياحي الصحي قائم على الماء المعدني الطبيعي الغني بالأملاح المعدنية والصوديوم والكبريت حيث تتجاوز حرارته أحيانا 55 درجة، كما تقوم مصالح المحطة بتحاليل دورية للتأكد من سلامة الماء من البكتيريا في إطار الحرص على تقديم أفضل الخدمات للحرفاء، مشيرة إلى أن العمل جار حاليا على إضافة مركز تدليك وتجميل تحت إشراف طبيب فيزيائي مختص لتشخيص حالة الحرفاء بطريقة حرفية والعناية بهم ومتابعتهم.

ولفتت، بخصوص عملية التنقل الى المحطة الاستشفائية لمن لا يملكون سيارات، الى أنّه يتم التنسيق مع وسائل النقل غير المنتظم بأسعار في المتناول، مؤكدة، بخصوص قرب المحطة من جبل الشعانبي وما يوحي به ذلك للبعض من تهديدات، أنّها تعمل في المحطة منذ سنة 2018 ولم تشهد أو تشاهد أي حادث، كما أن المنطقة لا تشكل خطرا بالمرة ورغم ذلك يتم تأمين جميع الحرفاء.

من جهته، وصف الإعلامي لطفي الهرماسي مشروع المحطة الاستشفائية ببلوعابة بالاستثمار الممتاز الذي يستقطب فئة كبيرة متنوعة، خاصة وأن المنطقة كانت في السابق وجهة لمحبذي التخييم بأسعار رمزية الى حين أن تم التدخل فيها عبر هذا المشروع الخاص.

وأَضاف أن المشروع الاستشفائي يحتوي على مياه معدنية صحية وخدمات متنوعة ذات جودة بما يساهم في دعم السياحة الداخلية بالمناطق الحدودية، ويؤكد أنّ ولاية القصرين قادرة أن تكون وجهة سياحية جد محترمة في ظل توفرها على مقومات سياحة استشفائية هامّة تمثل قوة جذب واستقطاب لليد عاملة.

وقال الهرماسي إن الدولة "لم تلتفت إلى ولاية القصرين ولا سيما جبل الشعانبي والمناطق المتاخمة له والتي لا تزال رهينة الانطباعات والأفكار المسبقة بعد ان كا وجهة التلاميذ والأطفال في فصل الربيع"، وفق تعبيره.

من جهتها، ذكرت حدة دلهومي، وهي من الحرفاء الأوفياء للمحطة الاستشفائية، أنها تتردّد كل أسبوع على المحطة للتداوي من أوجاع الرقبة والمفاصل، خاصة وأنّ حماماته نظيفة ومياهها تحتوي على منافع علاجية هامة لعديد الأمراض.

وقال الحريف كريم خضراوي، وهو عامل يدوي، انه يرتاد الحمام الاستشفائي بصفة دورية حتى ينسى تعب مهنته الشاقة سيما وأن مياهه متفردة ولاوجود لمثيلها بالمرة، حسب رأيه.

وعلى وقع تطلّعات مؤجلة وبين تقاطع الطرقات المؤدية لجبل الشعانبي تنتصب منطقة بولعابة شامخة لتستقطب آلاف الزوار فتشفي آلامهم وتداوي أسقامهم في انتظار من يشفيها ويحقق أماني متساكنيها ببعث مشروع استشفائي عمومي.

الاكثر قراءة