28/04/2024

الصحفي التونسي بسّام بوننّي: ما يحصل في غزة اليوم هو اغتيال للحقيقة

احتضن جناح دار "نيرفانا" للنشر بمعرض تونس الدولي للكتاب في دورته الثامنة والثلاثين (19 - 28 أفريل 2024)، مساء أمس السبت، حفل تقديم وتوقيع الكتاب الجديد "طوفان الأقصى- حرب الكلمات والسرديات" للصحفي بسام بوننّي. وتولّت الناشطة الحقوقية شيماء بوهلال تقديم هذا الإصدار وإدارة اللقاء الذي حضره ثلّة من الوجوه الفكرية والسياسية والحقوقية.

يقول بسّام بوننّي في مداخلته إن أهمية هذا الإصدار جعله يستهلّ ترجمته إلى اللغة الأنقليزية. وأكد أن هذا الكتاب "فيه بعد شخصي لأنه يعكس إحساسنا بمظلمة عميقة". وأضاف "على عكس كتابي الأول "Jours intranquilles" (أيام غير هادئة) الذي اهتمّ فيه يإخراج التغطيات الميدانية من وراء الكاميرا وما تخفيه مع تقديم ما شاهدته وإضافة إيضاحات حول ذلك، فإن العمل الجديد يهتمّ باغتيال الحقيقة وهو أخطر ما حصل اليوم من سياسة ممنهجة تجاه فلسطين واغتيال الحقيقة هو فصل من اغتيال الفلسطينيين".

ولفت إلى أن سرديّة "طوفان الأقصى" في الغرب تقوم على تبني الأطروحة الإسرائيلية وبناء سردية إسرائيلية وطمس الهوية الفلسطينية ثم السلاح بعد ذلك. ولاحظ أن الشاب الغربي يمكن أن يتحمّس في البداية للسردية الإسرائيلية ويقع تحت تأثير وسائل الاعلام، لكن هذا الشاب الغربي بدأ يتساءل بعد ذلك وأصبح في حالة تساؤل ولهذا يجب علينا نحن العرب أن نساعده لفهم طبيعة الصراع العربي والاسرائيلي. وقال: "لا ينبغي أن نلوم الطرف الآخر على مواقفه لأنه تنقصه عديد المعلومات والمعطيات وتنقصه الحقيقة".

وأوضح بوننّي أن اتفاقية أوسلو زرعت قطيعة جغرافية بين الضفة وغزة بسبب اختلاف المكونات السياسية والاجتماعية بين الفلسطينيين، داعيا إلى ضرورة التفكير في مصالحة حقيقية بين الفلسطينيين.

وذكر أن الكتاب يؤسّس لسردية جديدة ولا يتبنى سردية سابقة، مضيفا: "عندما نكتب في السياق الحالي لا نكتب لجمهور معين ولذلك أنا اعمل على ترجمة للانقليزية، فهذا الكتاب هو مساهمة أرجو أن تتعزز بإصدارات أخرى". ويقول بسام بوننّي في غلاف كتابه: "معلش".. "لا سمح الله".. "روح الرّوح".. جمل لُغويّة تبدو عاديّة، من حيث الشّكل، لكنّها تحوّلت إلى أيقونات توثّق لعمليّة "طوفان الأقصى". تمخّض عن الحدث الجلل، الّذي انطلقت شرارته في السّابع من أكتوبر/تشرين الأوّل 2023، معجمٌ يُؤسّس لسرديّة جديدة تعيد للقضيّة الفلسطينيّة مكانتها في المنطقة العربيّة والعالم.يضيف الكاتب: "يُقدّم الكتاب عشرات العبارات بما تكتنزه من معان ودلالات، مع الوقوف على خلفيّاتها في الماضي ومحاولة فهم أثرها في الحاضر لاستشراف تداعياتها في المستقبل".أما الدكتور مصطفى البرغوثي ، فيقول في تقديمه لهذا الإصدار: "يمثّل الكتاب وثيقة بحثيّة شيّقة لا غنى عنها لأيّ كاتب أو إعلاميّ أو سياسيّ، بل ولأيّ مواطن عربيّ يريد أن يتسلح بالمعرفة للدفاع عن قضيّة شعبه وقضيّة فلسطين، وآمل لأهمّيّته أن يُترجم ويُنشر بلغات أخرى إلى جانب العربيّة".

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة