الإعداد لاستغلال مركز الاصطياف بالحبيبية للتعاطي مع مسالة الإدمان بالشراكة مع وزارة الصحة
كشف وزير الشباب والرياضة كمال دقيش عن الاعداد المشترك بين وزارتي الشباب والرياضة والصحة لاستغلال مركز الاصطياف والتربصات بالحبيبية بالجديدة من ولاية منوبة للتعاطي مع مسالة الإدمان.
وأضاف في تصريح لصحفية مكتب وات بمنوبة، على هامش اختتامه امس الجمعة، بالمركب الشبابي بمنوبة، الملتقى الوطني للقيادات الشبابية الفاعلة في العمل الجمعياتي بالشراكة مع المؤسسات الشبابية، انه في انتظار اعداد البرنامج الوظيفي للمركز بالتنسيق مع عدة وزارات أخرى وتوضيح معالم المشروع وصبغة الفضاء التي ستكون غير علاجية، قدمت الوزارة نظرة جديدة تشرك كافة المكونات المجتمعية، وهي تواصلية تقوم على استغلال طاقات منشطي ومنشطات القطاع الشبابي في دعم المدمنين نفسيا واجتماعيا.
واعتبر ان التعاطي مع الإدمان ليس صحيا بالعلاج فقط، بل يمثل الدعم النفسي والاجتماعي امرا ناجعا وضروريا، يكون لإطارات الشباب دورا كبيرا فيه لبناء الثقة مع الشباب المدمن والتواصل معهم.
ويأتي هذا القرار بعد أكثر من عامين من تخصيص كامل العقار الماسح ل 211263 متر مربع والمقام عليه المركز، لفائدة الشباب والرياضة في سبتمبر 2020 بصفة نهائية، والجدل حول مدى استمرار وضع الترهل والتخريب به بعد ان طالته أيادي العابثين واتلفت مكوناته وحولته الى خرابة، كانت محل امتعاض المجتمع المدني والسلط المحلية.
ومع اعلان هذه التوظيف المستقبلي للمركز، يأمل الأهالي وممثلو المجتمع المدني ان يستعيد الفضاء الواقع على بعد حوالي 12 كلم من ولاية منوبة، وحوالي 20 كلم عن وسط العاصمة، والمشيد في أواخر السبعينيات، اشعاعه وبريقه وينقذ من الخراب.
فقد كان عبارة عن منزل نزهة وترفيه يتوسط غابة على امتداد 17 هك، وتحيط به بحيرة اصطناعية في شكل هلال، وأصبح بعد الثمانينيات تابعا لوزارة السياحة، ليشهد عددا من أحداث الشغب والعنف، ويقع غلقه لفترة طويلة وتجف بحيرته ويهمل محيطه.
ثم احيل لاحقا وتحديدا في ماي 1989 لوزارة الشباب والرياضة، لتقع إعادة تهيئته، ويضم قاعة كبرى مجهزة بمدفأة ومطعم وغرف للمبيت، فضلا عن موقف سيارات ومشرب، وملاعب، وفضاء للتخييم وفضاء ألعاب، تم استغلالها لمدة ثم سرعان ما فقد إشعاعه شيئا فشيئا ووهنت حركيته النشيطة في التسعينيات، وتعرض للتخريب في ثورة 2011، والسرقة وتواصل العبث به لاحقا، بإضرام النار في فضائه الداخلي وسرقة محتوياته.
اتجهت الأنظار لهذه المركز في اكثر من مناسبة، بتنظيم استشارة وطنية للنظر في اليات تطويره في 2012، ووقع برمجة تهيئته ضمن ميزانية التنمية التكميلية المقترحة ل2012، وإعادة اقتراحه ضمن ميزانية التنمية ل2015 برصد اعتمادات قدرها 510 الف دينار، رصدت، حسب المعطيات الموثقة عن المركز لتهيئة الفضاء لكن اشكال عدم التخصيص العقاري واجه المشروع الى تاريخ التسوية النهائية في 2020.
كما تعددت مقترحات استغلاله، وكان اخرها في مارس 2021، بالإعلان في المجلس الجهوي للشباب والرياضة بولاية منوبة، عن مقترح تحويله الى مركز شبابي ايكولوجي في اطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص، باعتمادات جملية تقدر بحوالي 12 مليون دينار لياتي هذا القرار الاخير وسط امال الاهالي والقائمين على الشان الشبابي ان يكون الحل الجذري والنهائي لمعضلة هذا المركز الانموذج.