احمد ابو الغيط : الوضع الدولي حساس جدا ويتطلب الحذر

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط الذي يؤدي زيارة بيومين الى تونس ،خلال ندوة فكرية حول العمل العربي المشترك بمقر الأأكاديمية الدبلوماسية الدولية ، يوم أمس الاربعاء ، "انّ الجامعة أنشئت منذ 80 سنة كجهاز تنسيقي للسياسات بين الدول العربية

وتطرق أبو الغيط إلى مسار تأسيس جامعة الدول العربية سنة 1945 ،ومختلف المسارات التي مرّت بها هذه المؤسسة في تعزيز العمل العربي المشترك والدفاع عن القضايا العربية في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية.

وعن الوضع الدولي الراهن، قال إنّه "ينزلق نحو حرب باردة جديدة ربّما تكون بخطورة الحرب الباردة السابقة التي انطلقت أواخر الأربعينيات وانتهت بداية التسعينات" ،متابعا "أنّ الوضع الدولي حسّاس جدّا يتطلّب الحذر".

أمّا عن وضع الدول العربية التي اعتبرها تعيش أصعب الظروف ،قال إنّ تونس تمكنت من تجاوز ازماتها في السنوات 2011 و2012 و2013 بفضل خيارات الرئيس الراحل "الحبيب بورقيبة" المبنية على الفكر والتربية والتعليم ، قائلا أنّ الإنسان المتعلّم لا يقع في الكمين وتونس تحرّكت في الاتجاه السليم.

وفي حديثه عن القضية الفلسطينية ،قال الأمين العام لجامعة الدول العربية إنّ الكيان الصهيوني لن يستطيع إنهاء التواجد الفلسطيني.

كما ألقى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج ،محمد علي النفطي كلمة تطرّق خلالها إلى انخراط تونس في العمل العربي المشترك والدور الذي اضطلعت به دبلوماسيتها صلب جامعة الدول العربية .

وقال إنّ تونس وعلى مرّ العقود ساهمت في أن يظلّ هذا الصرح العربي صامدا للتفاعل مع كلّ الازمات التي شهدها العالم العربي ،مذكّرا بالجهود والمبادرات التي قدّمتها بلادنا لتطوير وإصلاح عمل الجامعة والدفاع عن قضايا الأمّة العربية ،وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية .

وفي هذا الجانب جدّد التاكيد على موقف تونس المبدئي والثابت على مختلف الأصعدة الرسمية والشعبية في دعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استعادة كامل حقوقه المشروعة التي لا تسقط بالتقادم ،وفي مقدّمتها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على كامل أرضه وعاصمتها القدس الشريف.

وأكّد أنّ تونس حرصت أن يكون لها دور طلائعي في العالم العربي ،وهو بعد تتمسك به الدبلوماسية التونسية مهما كانت الظروف ،مذكرا بتنظيمها في فترات مختلفة لثلاثة قمم عربية، وإلى الدور الهام الذي يضطلع به مركز جامعة الدول العربية بتونس وكافة الهياكل والمنظمات العربية المتخصصة ببلادنا باعتبارها رافدا مهما لتعزيز العمل العربي المشترك ،ومعاضدة جهود الجامعة على مختلف الأصعدة الثقافية والإعلامية والعلمية والتكنولوجية

من جهته، قال مدير الأكاديمية الدبلوماسية الدولية ،رياض الدريدي انّ هذه الندوة مناسبة لتأكيد متانة الروابط التي تجمع تونس بفضائها العربي ،وتجسّد تمسكها الثابت بانتمائها للأمة العربية ايمانا منها بعمق هذا الانتماء ،وبضرورة تعزيز أواصر التعاون والتكامل بين الدول العربية لمجابهة التحديات المشتركة وبناء مستقبل مشترك.

وأعرب عن الاستعداد للتعاون مع الجامعة العربية وجميع هياكلها ومؤسساتها في مجال التكوين المشترك أو تنظيم الندوات أو دعم البحث العلمي وصنع السياسات في المجال الدبلوماسي باعتبار اشراف الاكاديمية على عدد من المعاهد والمراكز المتخصصة التي تعدّ روافد مهمة في مجال تطوير الكفاءات العربية في مختلف المجالات كالقانون والاعلام والإتصال والبيئة وغيرها من القطاعات الحيويّة .

يشار الى انّ الندوة الفكرية انعقدت بحضور كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج ،محمد بن عياد ومساعدي الأمين العام للجامعة والمديرين العامين للمنظمات والهياكل العربية المتخصصة ،ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية بتونس وسفير الجمهورية التونسية بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية (عبر تقنية الفيديو) والإطارات العليا والدبلوماسيين الشبان بالوزارة.