03/05/2025

اليوم الوطني للديبلوماسية: إضاءات على مسيرة وثوابت الديبلوماسية التونسية منذ الاستقلال وإلى اليوم في تظاهرة احتفالية

قال وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي، اليوم السبت، إن الدبلوماسية العصرية التونسية تستند إلى مقاربات جديدة تستجيب للتحديات الراهنة وتتناغم مع المتغيرات السياسية والمناخية والعلمية والتكنولوجية، مشيدا بمسيرة الديبلوماسية التونسية الملتزمة بالذود عن مصالح البلاد العليا وإشعاع صورة تونس كدولة محبّة للسلام وراعية للحوار ومناصرة للقضايا العادلة، ومتمسّكة بالقانون الدولي وباحترام سيادة الدول واستقلالية قرارها.

 

وأضاف النفطي، لدى إشرافه على تظاهرة احتفالية انتظمت بمقر الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس، بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للدبلوماسية، أن السياسة الخارجية التونسية ماضية في التمسك بالشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن تونس وهي على مشارف الاحتفال بسبعينية وزارة الخارجية، تحتفل هذه السنة بمرور 80 سنة على إقامة جامعة الدول العربية و80 سنة على إنشاء منظمة الأمم المتحدة اللتين انخرطت فيهما تونس قبل استقلالها.

 

وأكد أن تونس منخرطة في كافة البرامج الأممية، وهناك مشاريع تعاون مع مختلف الهيئات والأجهزة التابعة لها، فضلا عن أنها كانت من الدول الأوائل التي أوفدت جنودا لحفظ السلام في الكونغو، وهي منخرطة في أي مسار سلمي يوفر حظوظا أوفر للإنسانية قاطبة من أجل تنمية متضامنة وعادلة ومستدامة، مذكّرا بالمسيرة الطيبة للدبلوماسية التونسية طيلة 7 عقود، باعتبارها كانت إحدى أعمدة دولة الاستقلال وإحدى رافعات التنمية.

 

وأبرز الحاجة الملحة لإصلاح النظام الدولي، خاصة بعد فشل المنظومة الأممية وآلياتها في معالجة التحديات الجيوستراتيجية المعاصرة والأزمات والمآسي التي تعاني منها الشعوب، وخاصة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان مستمر في ظل صمت رهيب للمجتمع الدولي. مشدّدا على أنّ تونس متمسّكة بدعمها الثابت واللامشروط لحقوق الشعب الفلسطيني.

 

كما أثنى الوزير من ناحية أخرى، على الجهود الكبيرة التي تبذلها البعثات الديبلوماسية والقنصلية في الخارج، مشيرا إلى حرص الوزارة على تعزيز التواصل مع الجالية التونسية وتطوير الخدمات القنصلية عبر الوسائل الرقمية الحديثة.

 

من جانبه، أفاد مدير المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر خالد عبيد، الذي أدار لقاء انتظم بمناسبة الاحتفالية، بأن الفضل في المكانة المتميزة التي تحتلها الدبلوماسية التونسية في العالم، يعود إلى الآباء المؤسسين الذين تمرسوا قبل الاستقلال في العمل الدبلوماسي، من خلال إنشاء مكاتب لحركة التحرر الوطني في بعض عواصم العالم، من أجل التعريف بالقضية التونسية.

 

وأوضح عبيد، أن الفضل في نجاح الديبلوماسية التونسية بعد الاستقلال، يعود الى الخبرة التي اكتسبها الآباء المؤسسون، بما مكن تونس من المساهمة في إنشاء عديد المنظمات الإقليمية، مضيفا أن تونس قد استثمرت في كفاءاتها الديبلوماسية بعد إنشاء وزارة الخارجية في 3 ماي 1956 ، حيث شغل المنجي سليم خطة رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

كما اعتبر أن نجاح الدبلوماسية التونسية طيلة عقود يستند إلى جملة من الثوابت، بدأت قبل الاستقلال وتواصلت إلى حد الآن، وتتمثل أساسا في عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة، والحرص على أن تكون لتونس علاقات متينة مع كل محاور العالم.

 

وبحسب الإحصائيات الرسمية فإن وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، تشرف على 92 مركزا دبلوماسيا من بينها 60 بعثة دبلوماسية و32 بعثة قنصلية. وتمثل النساء 33 بالمائة من مجموع الدبلوماسيين التونسيين.

 

تجدر الإشارة، إلى أن الاحتفال باليوم الوطني للدبلوماسية، الذي انتظم تحت شعار "تعزيز العمل متعدد الأطراف وتدعيم التعاون مع منظومة الأمم المتحدة"، يصادف الذكرى التاسعة والستين لتأسيس وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج.

 

وتضمنت التظاهرة الاحتفالية التي حضرها بالخصوص كاتب الدولة لدى وزير الخارجية محمد بن عياد، ورؤساء وممثلي البعثات الديبلوماسيّة والمنظمات الدولية المعتمدة بتونس، مداخلات قدمها سفراء مباشرون وسابقون بوزارة الخارجية، تطرقت الى النجاحات الدبلوماسية التونسية في العمل متعدد الأطراف، بالإضافة إلى معرض وثائقي للصور رصد أهم مراحل تطور الدبلوماسية التونسية، وعرض شريط وثائقي حول الديبلوماسية متعددة الأطراف.

الاكثر قراءة