تقييم البحث العلمي وتنظيم مؤسسات التعليم العالي محورا مؤتمر الشبكة الافريقية الفرنكوفونية للوكالات الوطنية لضمان الجودة المنعقد يومي 18 و19 ديسمبر بتونس
افتتح المؤتمر السنوي الرابع للشبكة الافريقية الفرنكوفونية للوكالات الوطنية لضمان الجودة، اليوم الاربعاء بتونس، لتتواصل أشغاله على مدى يومين بمشاركة 20 دولة، وذلك بالشراكة مع الوكالة التونسية للتقييم والاعتماد في التعليم العالي والبحث العلمي والوكالة الجامعية للفرنكوفونية.
وأوضحت المديرة العامة للوكالة التونسية للتقييم والاعتماد في التعليم العالي والبحث العلمي، سلمى دمق، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن المشاركين في هذا الملتقى سيتناولون مسألتي تقييم البحث العلمي وهياكل البحث ومدارس الدكتوراه وتنظيم مؤسسات التعليم العالي، وذلك من خلال ثلاث ورشات تتمحور بالخصوص حول الآليات والأدوات الملائمة لتعزيز القدرة التنافسية العلمية وتبادل الخبرات بين أعضاء الشبكة وممثلي الدول المشاركة، اضافة إلى تنظيم مؤسسات التعليم العالي في مناهج التقييم والاعتماد وضمان الجودة والتصنيف على المستوى الوطني.
ولفتت الى أن ممثلي الهياكل العالمية المهتمة بالتعليم العالي والبحث العلمي وضمان الجودة سيتولون تقديم مشاريعهم الحالية والمستقبلية، مضيفة إن الوكالة التونسية للتقييم والاعتماد في التعليم العالي والبحث العلمي ستبرم اتفاقيات شراكة مع عدد من الدول الافريقية.
وأعلنت دمق أن الوكالة التونسية للتقييم والاعتماد في التعليم العالي والبحث العلمي التي تتولّى حاليا تقييم منظومة البحث العلمي، ستطلق في غضون سنة 2025 منظومة اعتماد أكاديمي.
ومن جهته، بيّن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، منذر بلعيد، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن الهدف من انخراط الوكالة التونسية للتقييم والاعتماد في التعليم العالي والبحث العلمي في الشبكة الافريقية الفرنكوفونية للوكالات الوطنية لضمان الجودة (منذ 5 جانفي 2024) يتمثل في العمل على المستوى الافريقي والاقليمي على تحسين جودة التعليم والبحث العلمي والاعتراف بالشهائد وإدماج البحث العلمي على مستوى الحاجيات.
وقال إن تونس ورغم ما تبذله من جهود كبيرة إلا أنها تعرف إشكالا في تثمين نتائج البحث العلمي وتطوير آليات البحث الناتجة عن البحث العلمي، مبينا ان تثمين البحث العلمي يجب أن يكون مرتبطا بالحاجيات والأولويات.
من ناحيته، شدد رئيس الشبكة الافريقية الفركوفونية للوكالات الوطنية لضمان الجودة، لامين كي، على ضرورة دعم مقاربات الاعتماد التي يجب ان تكون مجددة حتى تساهم في تقييم البحث العلمي والتكوين في مرحلة الدكتوراه على المستويين الوطني والإقليمي، داعيا تونس إلى تعزيز الشراكة في هذا المجال مع الدول الافريقية.
واعتبر عميد الوكالة الجامعية للفرنكوفونية، سليم خلبوس، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن التعاون الدولي على مستوى التعليم العالي والبحث العلمي مهم لكن بات من الضروري احداث تعاون جنوب-جنوب بالنظر إلى تغير خاصيات البحث العلمي من إقليم الى آخر، واختلاف امكانات دول الشمال عن امكانات دول الجنوب من ذلك الاعتمادات وطريقة التدريس الى جانب مزايا أخرى تهم كل طرف.
وأضاف إنه من المهم بناء رؤية استراتيجية وطنية ورؤية استراتيجية اقليمية في التعاون مع المنظمات الدولية لتفادي الهيمنة والتبعية والاملاءات الى جانب ارساء منظومة الجودة في البحث العلمي باعتبار أن البحث العلمي مرتبط بتطور المجتمعات والابتكار والجودة وتعدد اللغات والثقافات.
وأشار الى أن حوالي 94 بالمائة من النشريات المرقمنة هي باللغة الانقليزية و6 بالمائة فقط باللغات الأخرى داعيا بعض الدول الى تغيير طريقة اعتماد البحث العلمي حتى لا يتم "الوقوع في هيمنة لغة على أخرى وفق تصريحه.
ويجمع هذا الملتقى السنوي مديري وكالات ضمان الجودة الافريقية مع ممثلي الوكالة الجامعية الفرنكوفونية وكذلك مديري وممثلي الوكالات والشبكات الدولية والإفريقية ومديري المنظمات أو المشاريع الدولية، وكبار مسؤولي التعليم العالي والبحث العلمي، بهدف مناقشة سبل تعزيز الأساليب المبتكرة والممارسات المنسقة المعتمدة في تقييم البحث العلمي وتقييم هياكل البحث ومدارس الدكتوراه من أجل تعزيز القدرة التنافسية للبحث العلمي على المستوى الوطني والإفريقي والدولي.