صفاقس : قرية الأطفال آس أو آس المحرس تحتفل بشهر حماية الطفولة خارج أروقة القرية لأول مرة

احتضن المركب الشبابي طريق الميناء بصفاقس، أمس الأحد، تظاهرة تنشيطية مفتوحة، ببادرة من قرية الأطفال "آس أو آس" المحرس، بالشراكة مع جمعية براءة لحماية الطفولة المهددة، والوحدة الأولى لتنشيط الأحياء بصفاقس الراجعة بالنظر للمندوبية الجهوية للشباب والرياضة بصفاقس، وذلك بمناسبة شهر حماية الطفولة، الذي يمتد من 20 نوفمبر إلى 20 ديسمبر.

وأعرب مدير قرية الأطفال "آس أو آس" المحرس، محمد اليعقوبي، في تصريح إعلامي، عن "سعادته بهذه التجربة الجديدة، وهذا النشاط الأول الذي يقام خارج أروقة القرية بعد 24 سنة، منذ إحداث قرية الأطفال آس أو آس المحرس ".

وأضاف اليعقوبي قوله "هذه التظاهرة الأولى التي تقام خارج أسوار القرية بعد 24 سنة منذ إحداثها، تترجم استراتيجيتنا الجديدة المتمثلة في اندماجنا في المجتمع، وانفتاحنا على شركائنا وداعمينا، لاسيما بعد اتفاقية الشراكة مع المركب الشبابي طريق الميناء".

واعتبر أن "هذه التظاهرة ساهمت في دعم وحماية الأطفال، خاصة منهم فاقدي السند، وتسهيل اندماجهم في المجتمع"، مشيرا إلى أنها " تعد فاتحة لشهر حماية الطفولة، وستليها تظاهرات طيلة الشهر لتختتم بنشاط رياضي، يتمثل في كأس حماية الطفولة ".

من جهته، أكد المندوب الجهوي للشباب والرياضة بصفاقس، عمار النصري، أن "هذه التظاهرة تعد فرصة سانحة لتسويق وإيصال صوت الطفل والشباب لجميع شرائح المجتمع"، وثمن "الشراكة بين مندوبية الشباب والرياضة، وقرية آس أو آس المحرس، التي ساهمت وسهلت تنظيم هذا النشاط مع بقية الشركاء الآخرين "، معربا عن أمله في "توسيع هذه الشراكة مع أطراف أخرى في علاقة بالطفولة والطفل".

وذكر ذات المتحدث أن "تونس انخرطت في المعاهدات الدولية التي تعنى بالطفولة والشباب، وبدورها تعمل وزارة الشباب والرياضة على تجسيد سياسة وتوجهات الدولة في حماية الطفولة من آفتي الانقطاع المبكر عن التعليم وتشغيل الأطفال".

من ناحيته، قال رئيس جمعية براءة لحماية الطفولة المهددة، حسام شقرون، "اخترنا في هذه التظاهرة التنشيطية بمناسبة شهر حماية الطفولة الاشتغال من خلال تنظيم ورشة على التربية الوالدية من أجل رفع قدرات الأولياء ودعمهم وتكوينهم عبر الأساليب والتقنيات الحديثة المتصلة بالتربية من أجل تسهيل التواصل مع اليافعين والشباب".

وأكد أن دور جمعية براءة لحماية الطفولة المهددة والمجتمع المدني والجمعية التونسية لقرى الأطفال آس أو آس ومؤسسات الدولة وكل الأطراف المعنية بالطفولة هو "الاستثمار الأفضل في الطفولة ودعم حقوق الطفل".

واعتبر شقرون أن "سياسة حماية الطفولة في تونس ليست مسؤولية العائلة فحسب بل هي سياسة عامة للدولة للاستثمار الأنجع في الطفولة، وأن حقوق الطفل لا تكمن في تنظيم شهر لحماية الطفولة، بل هي ممارسة يومية وجهد متواصل بين جميع المتدخلين في المجال ".

واستهلت هذه التظاهرة التنشيطية المفتوحة، التي أقيمت بمناسبة شهر حماية الطفولة، بتحية العلم التونسي تحت إشراف جمعية الكشاف التونسي والوحدة الأولى لتنشيط الأحياء بصفاقس الراجعة بالنظر للمندوبية الجهوية للشباب والرياضة بصفاقس.

وإثر الكلمات الافتتاحية للمنظمين والضيوف انطلقت أنشطة الورشات المتنوعة وهي ورشة الرسم على القماش وألعاب الشطرنج، وورشة الحكاية الموجهة للأطفال، التي تم تأثيثها من قِبل نادي سفراء قرى الأطفال آس أو آس بالمعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس.

وتنوعت العروض بين الموسيقى أثثتها فرقة المعهد العمومي للموسيقى والرقص بصفاقس، بقيادة الأستاذ محمد أنور اللجمي، والعروض الرياضية الشبابية على غرار العرض الذي أشرف عليه المدربان، نزار الفتوي ورياض عطية، إضافة إلى عرض الدبكة الفلسطينية لنادي الرقص بالمركب الشبابي طريق الميناء صفاقس.

كما تابع الحاضرون ورشة الدفاع عن النفس بمشاركة أبناء قرية الأطفال آس أو آس المحرس، تحت إشراف المدرب علاء الدين سليماني.

كما تضمن برنامج هذا اليوم المفتوح ورشتين تكوينيتين لفائدة أمهات برنامج دعم الأسرة ووقاية الاطفال من الإهمال. وأشرفت على الورشة الأولى التي تمحورت حول موضوع التربية الوالدية، الأخصائية الاجتماعية شيماء الفريجي والباحثتين في القانون، نسيرين تقتق وآمنة كمون والمعلمة نور الهدى داود.

أما الورشة الثانية، التي كان موضوعها الانقطاع المبكر عن التعليم، فكانت تحت إشراف الباحثتين في القانون أنس الطرابلسي وأميرة عيساوي والأستاذة أسماء القفصي والسيد محمد قطاطة.

واختتم اليوم المفتوح بفقرة رياضة للجميع تم خلالها تكريم مجموعة من الضيوف والمشاركين.

يذكر أن اليوم المفتوح، حضره معتمد صفاقس المدينة، خليل العكروتي، والمندوب الجهوي للشباب والرياضة بصفاقس، عمار النصري، ومديرة مركز المندمج بصفاقس، سنية الدشراوي، وعدد من إطارات المؤسسات الجهوية والمحلية التي تعنى بالطفولة.