الٱن

21/12/2024

معرض "فنانون وحرفيون رغم روماتيزم" مبدعون يتحدون الآلام

اقيمت، اليوم السبت بقسم طب العظام والمفاصل بمستشفى منجي سليم بالمرسى، تظاهرة "فنانون وحرفيون رغم الروماتيزم"، قدّم خلالها مصابون بمرض الروماتيزم معرضا ضم باقة من الابداعات الفنية والحرفية في الفن التشكيلي والنحت على السيراميك، وكذلك منسوجات وأشهر أنواع الحلويات.

وتوقّف الزوّار، من مرضى الروماتيزم الذين يتلقون بالقسم نفسه حصص علاج ضد التهابات وأمراض المفاصل المزمنة، أمام باقة من المنتوجات المنتقاة بعناية من طرف عارضين بعضهم يقدّم أول مرة منتوجاته للجمهور، مثلما هو الحال بالنسبة للرسّامة سهى سحنون.

وقالت سحنون لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، "لقد ساعدني الفن التشكيلي في التغلّب على مرض الالتهاب في المفاصل والعمود الفقري" مضيفة "الفضل يرجع الى والدي الذي ساهم في استمالتي الى الرسم كهواية ثم أصبحت أكرّس حيزا هاما له".

فقد راوحت هذه الرسّامة، في اعمالها الفنية بين الفن التشكيلي والخط العربي، اذ جسدت بعض لوحاتها جمال الطبيعة وتفاصيلها المدهشة وتضمنت لوحات اخرى تشكيلة من الابداعات في الخط العربي التي جمعت بين الجمال البصري والمعاني العميقة للكلمات.

وأوضحت، أن مشاركتها بالعرض في تظاهرة " فنانون وحرفيون رغم الروماتيزم"، مكنتها لأول مرة من الالتقاء بالجمهور، معربة عن رغبتها في المشاركة في معارض أخرى أو تنظيم معرض خاص بها في الفترة المقبلة.

وشاطرتها الرأي، المختصة في صناعة الحلويات سنية الفرشيشي، التي شددت على الأثر الايجابي للنشاط المهني في مساندة مرضى الروزماتيزم ، معتبرة، أن " الممارسة المهنية تمنح المصاب أجنحة للعبور بأمان في رحلة العلاج الطويلة والمزمنة".

وصرحت الفرشيشي، التي عرضت مجموعة من المرطّبات تضم حلويات لبنانية وأخرى تونسية، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء،"انها أمضت حوالي 40 سنة في صناعة الحلويات اذ بدأت في العمل لأول مرة موسميا في العطل ثم تطور الأمر ليصبح قوت يومها مرتبطة بالمحل ذاته الذي صار من أكبر العلامات المنتجة للحلويات في وقت لاحق".

ولئن دفعها المرض الى التوقف وقتيا نتيجة تعكّر حالاتها أثناء مسيرتها المهنية، الا أنها تشبثّت بالعودة الى النشاط وهو ما ساعدها على تجاوز المرض مبكّرا.

من جهتها، اعتبرت الأستاذة الجامعية بقسم طب العظام والمفاصل بمستشفى منجي سليم، كوثر بن عبد الغني، أن مبادرة القسم والمستشفى بتنظيم تظاهرة "فنانون وحرفيون رغم الروماتيزم" يأتي في سياق دعم العلاج للمرضى، مبرزة أن دعوة حاملي المرض يهدف الى تقديم أمثلة حيّة عن مساهمة الفن والحرف في تحدّي التهابات العظام والتغلّب عليها.

وتابعت قولها، "نريد من خلال هذه المبادرة التعريف كذلك بمرض الروماتيزم ورفع ما يمكن أن يشوبه من اعتقادات خاطئة"، مشيرة الى أن يوجد خلط لدى البعض بين الطب في مجالي الروماتيزم وجراحة المفاصل والحال أن كل منهما اختصاص بمفرده ومنفصل عن الآخر.

وأشارت الجامعية، الى أن المريض يمكن أن يشعر بالأوجاع الناجمة عن الروماتيزم في فصل الصيف كما في فصل الشتاء، مبيّنة أن هذا المرض يصيب جميع الفئات العمرية ويمكن أن يخلف عدم تشخيصه وتلقّي العلاج، الاعوجاج والعجز الحركي في اليدين أو في الارجل بما يؤثر على حياة المرضى.

وأكدت أن التشخيص المبكّر لأوجاع المفاصل وانتفاخها يساهم في تحسين العلاج، مضيفة أنه توجد عديد الأدوية لعلاج هذا المرض المزمن بما يحسن نوعية الحياة بالنسبة لحامليه.

من جهته ذكر رئيس قسم طب العظام والمفاصل بالمستشفى، أحمد لعطر، أن التظاهرة التي تنتظم تحت اشراف وزارة الصحة والادارة العامة لمستشفى منجي سليم، تمثل فرصة لتبادل التجارب بين المرضى المبدعين وغيرهم من المرضى الراغبين في التغلّب على هذا المرض.

وبينت المديرة العامة للمستشفى الجامعي المنجي سليم، نزهة موسى، أن الهدف من تنظيم التظاهرة يتمثل في ربط الصلة بين المرضى الذين قاموا باجتهادات وأنشطة فنية حتى يكونوا ملهمين لتحفيز المرضى الآخرين حول أهمية الأنشطة الثقافية والحرفية في المسار العلاجي.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة