معرض حداثة تونس
26/03/2018

معرض حداثة تونسية...معرض يأخذ الزائر في رحلة يستحضر فيها أهم الأحداث التي عرفتها تونس بين 1830 و 1930

"الحكم نتيجة الحكمة والعلم نتيجة المعرفة. فمن لا حكمة له لا حكم له ومن لا معرفة له لا علم له" تستقبل مقولة "ابن العربي" زائر معرض "حداثة تونسية" إلى جانب مقولات باللغتين العربية والفرنسية يتقدمها العلم التونسي مرفوقا بمعلومات مهمة حول تاريخ اعتماده على الشكل الذي نعرفه اليوم منذ سنة 1831 بعد أربع سنوات من التفكير في إعداده بقرار من حسين باي الثاني منح إيالة تونس راية خاصة بها، وأقره الدستور في غرة جوان 1959 كعلم وطني للجمهورية التونسية. 

المعرض الذي يأخذ الزائر في رحلة مؤثرة يستحضر فيها أهم الأحداث التي عرفتها تونس بين 1830 و1930 وما يميز الحياة فيها، جرت مراسم افتتاحه للعموم مساء الجمعة 23 مارس 2018 بحضور مديره "عبد الحميد الأرقش" وعدد كبير من الزوار من مختلف الأعمار تجولوا في رواق مدينة الثقافة بعيون يسكنها الفضول لاكتشاف تاريخ تونس والاطلاع على وثائق نادرة من بينها وثيقة إلغاء الرق في تونس الذي تم على مراحل في عهد المشير أحمد باي الأولى كانت الأمر الصادر في 1841 والقاضي بمنع بيع الرقيق في الأسواق المخصصة وهدم الدكاكين المعدة لذلك، وسوق العبيد هو المعروف اليوم بسوق البركة بني في القرن السابع عشر، ثم جاء قرار منع بيع العبيد انطلاقا من الموانئ التونسية وتحريرهم، وفي ديسمبر 1842 صدر أمر يقضي بأن كل مولود في المملكة التونسية حر لا يباع ولا يشترى وأخيرا جاء القرار الشهير في جانفي 1946 والقاضي بإلغاء جميع أشكال الرق في البلاد التونسية ويعرض "حداثة تونسية" نماذج من ردود الفعل الدولية على هذا القرار التونسي الرائد

ولم يخف زوار معرض "حداثة تونسية" في افتتاحه للعموم انبهارهم بلوحات الفنانين الذين رسموا "بورتريات" لرموز العصر (1830_ 1930) أمثال "أحمد باي"، "خير الدين باشا"، "المنصف باي" وغيرهم...

ويقدم معرض "حداثة تونسية" الكثير من الوثائق النادرة حول سير العمل في المدرسة العسكرية بباردو (1840) ومكوناتها، ووثائق أخرى حول قواعد التعليم الزيتوني والمخطوطة الأصلية ل"إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان" لأحمد ابن أبي الضياف (1804_ 1874)

ولا يغفل معرض "حداثة تونسية" حدث تأسيس البريد التونسي (1888) من خلال عدد من الوثائق والآلات والصور التي توثق للأمر، مرورا بالسينما وتكريم خاص ل"ألبار صمامة شيكلي" والمصور "ألبار صولي" الذي كان مهندس أول عرض سينمائي في تونس (1897)

 

ومع صوت "صليحة" لا يستطيع الزائر أن يتجاوز الردهة الخاصة بجماعة تحت السور ويستحضر عالمهم الصاخب إبداعا، ليتوقف عند صور النقابي "محمد علي الحامي"، مرورا بوثائق وصور أخرى للطاهر الحداد والاحتفاء بكتابه "أمرأتنا في الشريعة والمجتمع" ووصولا إلى "توحيدة بن الشيخ" أول امرأة تونسية تتحصل على الباكالوريا وأول طبيبة تونسية بعد ذلك، لتنتهي دورة المعرض الآسر ببيت أبي القاسم الشابي الشهير "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر".

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة