12/07/2018

مسرحية "الهربة" لغازي الزغباني عمل فني يستفز تابوهات الجسد ، المحرم و المقدس

التقى جمهور مهرجان الحمامات الدولي،ليلة الاربعاء 11 جويلية ،في فضاء دار سيباستيان ،مع العمل المسرحي "الهربة" ،نص و اخراج غازي الزغباني،تمثيل :غازي الزغباني,نادية بوستة و محمد حسين قريع.

يروي العمل قصة شاب متخرّج حديثا و متشدّد دينيّا يهرب من الشرطة وسط أزقّة الأسواق العتيقة بتونس فيجد نفسه مجبرا على الاختباء في غرفة مومس في ماخور المدينة. تزداد الوضعيّة تعقيدا و طرافة بدخول زبون إلى الغرفة ممّا يضطره إلى الاختباء تحت السرير غير قادر إلاّ على الإنتظار.

طيلة هذا الانتظار عاش الجمهور جملة من المواقف الكوميدية الساخرة، مواقف مبنية على جملة من المفارقات: بين تحررها المفرط  وأفكاره المتشددة. من هذه المتناقضات طرح العمل مجموعة من التساؤلات: عن مكانة المرأة في المجتمع، أي نظرة لجسدها، ذلك المشتهى و ذلك الذي تبيعه. ما معنى الشهوة والجنس من منظار المقدس والمدنس؟

حمل كل من غازي الزغباني،نادية بوستة و محمد حسين قريع  شخصيات مثقلة بهموم الواقع.ببراعة و دقة و صدق في الأداء أضفوا عليها أبعادا فنية جديدة جعلت الجمهور يتفاعل معها في مختلف حالاتها.

 نادية بوستة ،ابهرت المتفرجين بجرأتها في تقمص شخصية المومس في أدق تفاصيلها، وانفعالاتها النفسية والجسدية.محمد حسين قريع، ورغم ضيق مساحة دوره (الحريف) كان مقنعا بصدقه و حرفيته. أما غازي الزغباني فقد أثبت تمكنه و إتقانه لتحديات التجربة المسرحية كممثل ومخرج و دراماتورج لنفس العمل، أجاد التعامل مع النص الأصلي لحسن ميلي و طوعه وفق متطلبات الركح باستعمال الأداء و مؤثرات الضوء و الصوت و الفيديو.

" الهربة" مسرحية جريئة  ، مستفزة. بجمالية مختلفة ، كسرت حدود الفضاء الضيق المغلق اين تدور الاحداث و جعلت المتفرج يعيش الوضعيات المختلفة في حميمية مع الممثلين كمن يراقب من ثقب الباب.

 

 

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة