الٱن

09/12/2018

مربو الأبقار ومنتجو الحليب في جندوبة يدعون إلى توسيع مساحة الأعلاف المحلية

دعا عدد من مربي الأبقار ومنتجي الحليب بولاية جندوبة وممثليهم المهنيين، وزارة الفلاحة والموارد المائية والتجارة ومن خلالها الحكومة، إلى ضرورة تغيير إستراتجيتها المتعلقة بتربية الماشية والقائمة على توريد العلف المركب، الذي من شانه استنزاف العملة الصعبة بالإضافة الى ما يشهده القطاع من عزوف المربين على الإنتاج، وتراجع إنتاج الحليب وارتفاع سعر اللحوم الحمراء.  

واعتبروا في تصريحات لمراسل وكالة تونس إفريقيا للأنباء بالجهة أن الاعتماد على الإنتاج المحلي للذرة ومخلفات اللفت السكري والسرغو أو ما يعبر عنه محليا ب"الفيتورة" والفول والمنجور والكلزة والشعير والقرفالة واللفت العلفي وعباد الشمس العلفية والبرسيم وقوالب الفصّة وغيرها من الأعلاف المحلية كبدائل محلية تمتلك في تونس مقومات إنتاج واسعة وأكثر قيمة غذائية واقل كلفة، واكدوا ان تطوير منظومة الحليب والحفاظ على توازن السوق المحلية، يتطلب العمل على توسيع مثل هذه الزراعات وتشجيعها، وفق تقديرهم.  

وقال احد منتجي الحليب واللحوم الحمراء والبيضاء بجندوبة وهو ايضا عضو النقابة التونسية للفلاحين بالجهة عبد الرزاق جابه، ان ارتفاع تكلفة العلف المركب الذي بلغ أرقاما قياسية فاقت 950 دينارا للطن الواحد، وما تتطلبه البقرة الواحدة في اليوم (وهو بين 8 و10 كلغ يوميا)، لم يعد قادرا على توفير عوامل استقرار نمو القطيع وتطويره وهو امر لا يشجع على تربية الماشية بل يدفع إلى التخلص منها، وذلك ما يحدث حاليا في عديد الجهات من خلال توسع دائرة التهريب.  

وأضاف ذات المصدر أن البنك المركزي التونسي، اكد على موردي مكونات العلف المركب بضرورة التخفيض في الكميات الموردة وفي ما يقرض لمربي الأبقار، وذلك بالنظر إلى تراجع حجم العملة الصعبة، واكد انها مناسبة لدعوة الديوان الوطني لتربية الماشية لتوفير المرعى والعودة إلى سالف نشاطه وتشجيع مربي الأبقار والفلاحين عموما على توسيع المساحات المخصصة لزراعة الذرة العلفية وبقية الأنواع المحلية، كما يستوجب من وزارة الفلاحة تغيير إستراتيجيتها ضمن هذا الوضع المستجد.  

وأكد عدد من مربي الابقار بجندوبة على غرار شرف الدين التواتي، والناجي الجماعي، وحسن الطرخاني، ونعمان العشي، ونجيب المشرقي أن ارتفاع سعر العلف المستورد بات مقلقا لهم كمربين وكمنتجين وخاصة للفلاحين الصغار الذين يستأثرون بالعدد الأكبر من القطيع، وهو ما يستدعي في نظرهم استغلال الأراضي البعلية والأراضي السقوية لتوسيع المساحات المخصصة لمثل هذه الأعلاف واستكمال مصنع اللفت السكري للمساحة القادر استيعابها والتي تفوق 4500 هكتار عوضا عن 1000 هكتار مستغلة حاليا، لاسيما وان مسالة التغذية تستحوذ على نحو 70 بالمائة من كلفة إنتاج القطيع.  

واستند رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحين بجندوبة عمر الغزواني في تصريحه لمراسل وكالة تونس إفريقيا للانباء المتعلق بنظرة اتحاد الفلاحين لواقع العلف في تونس والداعم لتثمين الأعلاف المحلية وتطويرها وفق أهداف واضحة، إلى الدور الذي يلعبه مربو الماشية ومنتجو الحليب واللحوم في استقرار السوق المحلية لاسيما في ظل التقلبات العالمية لمادة العلف، والأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، داعيا إلى إطلاق استشارة فلاحية موسعة يشارك فيها المعنيون وهياكلهم والخروج بمقترحات عملية يكون فيها تشجيع الدولة لمثل هذه الزراعات واضحا ويحدّ من سياسة التوريد التي تبقى رهينة تقلبات ومتغيرات السوق العالمية.  

وينتج هكتار واحدا من الذرة التي تزرع بداية من شهر فيفري إلى موفى شهر جويلية بمعدل فترة 100 يوم بقاء في الأرض، بين 50 و55 طنا، وتستهلك البقرة الواحدة معدل 30 كلغ من هذا العلف، وتعوض 2.5 كلغ من الذرة نحو 1 كلغ من الأعلاف المركبة، وينتج كلغ واحد من العلف المركب لترين من الحليب الذي يبيعه المنتج ب980 مليم، فضلا على أن علف الذرة التي تخزن خضراء ومغلفة بمادة البلاستيك تساهم أكثر في جودة الحليب وتسمين العجول، وينتج هكتار واحد من اللفت العلفي في تونس حسب تجارب سابقة نحو 150 طنا، وفق ما أكده مهندس مختص في التغذية الحيوانية علاء اليحياوي.  

وتستورد الدولة مكونات العلف المركب المتكونة من قوالب الفصة وقوالب اللفت السكري والذرة والشعير والصوجا والتريتيكال عن طريق شركات خاصة بعد ان تخلى الديوان الوطني لتربية الماشية وتنمية المراعي عن القيام بهذا الدور في سبعينات وثمانينات القرن المنقضي.  

ومن جهته اكد المدير الجهوي لديوان تربية الماشية وتنمية المراعي بجندوبة عبد الله التواتي ان ارتفاع اسعار العلف المركب مرتبط بعاملين وهما ارتفاع كلفة السوجا والذرة في السوق العالمية باعتبارهما مكونين اساسيين من مكونات العلف المركب، ويبلغ ثمن الطن الواحد للسوجا على سبيل المثال 1500 دينار بعد ان كان لا يتجاوز في سنوات قليلة فليلة سابقة 900 دينار، ومرتبط كذلك بعامل انزلاق الدينار التونسي.  

وأضاف ان العلف المركب غذاء تكميلي لانتاج الحليب وليس اساسيا وهو ما يستوجب ضرورة التوسع في المساحات العلفية الخضراء والاستفادة من مخلفات وفواضل الزراعات الصناعية على غرار اللفت السكري والطماطم، خاصة وان الجهة تمتلك مقومات طبيعية قادرة على تحقيق ذلك.  

ودعا الى ضرورة التنسيب بين ما يمتلكه مربو الابقار من مساحات وعدد رؤوس الابقار المنتجة للحليب.  

يذكر يوجد بولاية جندوبة 22 الف راس من الابقار الأصلية و37 الف رأس مهجن، وتصل نسبة صغار الفلاحين المنتجين للحليب الى 85 بالمائة من جملة الفلاحين المربين.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة