الٱن

24/02/2019

"لا هكا لا هكا" لنضال السعدي: كوميديا ساخرة عن مظاهر السلوك المجتمعي في تونس

حلّ جمهور غفير بالمسرح البلدي بالعاصمة، مساء السبت، لمواكبة العرض الأول لمسرحية "لا هكا La Hakka" بالعاصمة، وهي عمل مسرحي يصنّف ضمن الـ "وان مان شو" أخرجه سامي منتصر وبرع في أدائه الممثل نضال السعدي. ويندرج تقديم هذا العمل، ضمن فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان الضحك التي انطلقت يوم 19 فيفري وتختتم اليوم الأحد 24 فيفري.

والمصطلح "لا هكا لا هكا" مستمدّ من اللهجة العامية التونسية ويعني "الوسطية" والاعتدال، وهذا ما تُبرزه المعلّقة الإشهارية للعمل، حيث يظهر فيها نضال بلباس عصري واضعا فوق رأسه شاشية، وذلك يعني الجمع بين الأصالة والحداثة.

ولكنّ المصطلح "لا هكا هكا" وظّفه السعدي في أحداث الـ "وان مان شو" ليعبّر عن حالة الانفصام في الشخصية أو "السكيزوفرينيا" التي يعيشها التونسي. وعدّد بعض المواقف منها العلاقات العاطفية وعلاقة سوّاق سيارات التاكسي بالحرفاء والضيافة، فأجرى مقارنة بين سلوك التونسيين والفرنسيين.

إطلالة نضال السعدي على الركح، استُقبلت بوابل من التصفيق والتحيات وهتافات الإعجاب، إثر ذلك دخل الممثل في تفاصيل المسرحية، ليحكي تجربته مع السينما وسعادته بحصوله على بجائزة أفضل ممثل في الدورة 17 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش (30 نوفمبر - 8 ديسمبر 2018) عن دوره في فيلم "في عينيا" لنجيب بالقاضي.

ارتكزت أحداث " لا هكا لا هكا" على جانب من السيرة الذاتية للمثل نضال السعدي بين طفولة عاشها في تونس، ثم هاجر في سن العاشرة إلى فرنسا ليعود إلى تونس في سنه العشرين. وهذه المسيرة الحياتية الحافلة بالتجارب، مكّنت صاحبها من تجسيدها على الركح بطابع كوميدي ساخر، وقد أثار فيها عدّة قضايا اجتماعية أهمها الميز العنصري.

وعاد السعدي إلى ماضيه وطفولته مع الدراسة، فأجرى مقارنة بين نظاميْ التعليم في تونس وفي فرنسا، واختزله بطريقة هزلية ساخرة بين تعامل المربي التونسي مع التلميذ مقابل تعامل المربي الفرنسي. وتطرّق إلى صعوبة تأقلمه مع الحياة الدراسية في فرنسا خاصّة مع التلامذة الفرنسيين، فوقف عند الفرق بين سلوك التلميذ التونسي والتلميذ الفرنسي.

لم يتوّقف نضال السعدي عند أسلوب التمثيل فحسب، في هذا العمل، بل رواح بينه وبين الرقص والغناء، وأثار قضايا الرشوة والفساد والبيروقراطية وغياب المضامين الهادفة في الإعلام. كما تطرّق إلى ظاهرة "الميز العنصري" في الجنس (رجل / مرأة) وفي اللون (أبيض / أسود). ثمّ قدّم رفقة ثلاث فتيات مشهدا للرقص الإفريقي كانتصار منه للمساواة والعدالة والإنسانية.

وسبق أن قدم نضال السعدي العرض الأول لهذا العمل بمدينة مونتريال الكندية، وطاف به داخل عدد من جهات الجمهورية شملت قابس ونابل والكاف والمنستير والمهدية والقيروان وباجة، قبل أن يقدم لأول مرة مساء السبت لجمهور تونس العاصمة.

والممثل نضال السعدي عرفه التونسيّون في الدراما الرمضانية من خلال مسلسل "أولاد مفيدة" وذاع صيته بين أهل الفن في تونس، فكانت له تجربة سينمائية مع المخرج نجيب بلقاضي في فيلمه الأخير "في عينيّا"، حيث توّج بجائزة أفضل ممثل عن أدائه المتميز في هذا العمل.

   

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة