13/07/2024

في إطار زيارته إلى البرازيل: العلاقات التونسية البرازيلية محور اجتماع نبيل عمّار مع نظيره البرازيلي

عقد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، نبيل عمّار، يوم أمس الجمعة، اجتماعا ثنائيّا مع نظيره البرازيلي ماورو فييرا، خصّص للتباحث حول مختلف المسائل المتعلّقة بالعلاقات التونسيّة البرازيليّة والتشاور بشأن عدد من القضايا الإقليميّة والدّوليّة، وذلك في إطار زيارة العمل الرسمية التي يؤديها حاليا إلى البرازيل.

وأكد الوزيران، حسب بلاغ لوزارة الخارجية، متانة علاقات الصداقة التي تجمع تونس والبرازيل، وأهمية تنظيم هذا اللقاء الذي يترجم عزم البلدين على فتح آفاق جديدة للتعاون والشراكة بينهما ،واستغلال المسار الإصلاحيّ الذي يقودانه في بلديهما من أجل مواصلة العمل بهدف الإرتقاء بالعلاقات الثنائيّة وتبادل الخبرات والتجارب في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك، وذلك على أساس الاحترام والمصلحة المتبادلين.

وشدّد الوزيران على أن هذا الاجتماع من شأنه تكريس الديناميكيّة الجديدة للعلاقات التونسيّة البرازيليّة، والتي عكسها نجاح المنتدى الاقتصادي التونسي البرازيلي الذي انعقد يوم 11 جويلية 2024 بساو باولو، حيث مكّن الفاعلين الاقتصاديين بالبلدين من التواصل وربط الصلة فيما بينهم بغية بعث شراكات جديدة ترتقي لما يتوّفر بالبلدين من إمكانيات وطاقات وجب إحكام استغلالها وتثمينها خلال الفترة القادمة.

واتفق الجانبان على ضرورة تفعيل آليات العمل المشترك خلال الفترة القادمة وخاصة عقد الدورة الخامسة للجنة التشاور السياسي، وذلك اعداداً لاجتماع اللجنة المشتركة، بما سيؤسس لمرحلة جديدة للشراكة التونسية البرازيلية، حسب البلاغ.

وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجيّة أن تونس ماضية في إرساء نموذج اقتصادي ينبني على تنويع الشركاء من مختلف الفضاءات خاصّة مع الدول الصاعدة ومن بينها البرازيل، مبرزا أنّه بات من الضروري على كافة الفاعلين في البلدين استغلال الفرص المتاحة في كافة المجالات وتدعيم الإطار القانوني للتعاون الثنائي في القطاعات ذات الأولويّة ،على غرار التربية والشباب والرياضة والنقل واللوجستيك والبيئة والتنمية المستدامة والبحث العلمي والتجديد التكنولوجي والتجارة والاستثمار.

وبيّن أن تونس، بحكم موقعها المتميّز في إفريقيا وروابطها التاريخيّة العريقة مع هذه القارة كجزء لا يتجزأ منها، والبرازيل، بثقلها الاقتصادي والديمغرافي في أمريكا الجنوبيّة، هما أمام فرصة حقيقيّة من أجل العمل لتدعيم الشراكة جنوب – جنوب في اتجاه هذين الفضاءين من جهة، ومنهما إلى فضاءات جديدة من جهة أخرى، وذلك وفق وسائل مبتكرة تأخذ في الاعتبار التحدّيات الداخليّة والإقليميّة في عالم يتأهّب لدخول مرحلة جديدة مازلت ملامحها في طور التشكّل.

وجدّد بالمناسبة، التأكيد على موقف تونس المدافع على مركزيّة الأمم المتحدة في المنظومة الدّوليّة القائمة على أساس القانون الدّولي والقواعد الأساسية للعلاقات الدّولية ،والمساواة والتضامن وتساوي الفرص، وتحقيق النّفع للجميع بدون تفريق أو استثناء.

ولاحظ الوزيران تطابق موقفي بلديهما بشأن مختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث أدانا ما يتعرض له ولايزال الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال الموغل في ممارسته اللاإنسانية وسياساته الاستيطانية ، وأكدا ضرورة الوقف الفوري للعدوان والرفع الكامل للحصار عن قطاع غزة لتأمين وإيصال المساعدات الغذائية والطبية للفلسطينيين.

كما أكّدا انسجام الموقفين التونسي والبرازيلي تجاه عديد القضايا الدّولية الأخرى ،مثل مكافحة التغيرات المناخية وتحقيق التنمية الخضراء والأمن الغذائي ومكافحة ظاهرة الهجرة غير النظامية، فضلا عن ضرورة وضع مقاربة جديدة لطرق ووسائل العمل الدّولي متعدّد الأطراف في بعديها السياسي والمالي ،بما يكرّس القيم المشتركة للبشريّة المتمثّلة في السلام والتّنمية والعدل والإنصاف والدّيمقراطية والحرية، مع التمسك بحق الدول في اختيار السياسات التّنموية والنّظم الاجتماعية التّي تتماشى مع ظروفها الوطنية، ومعارضة التّدخل في شؤونها الداخلية تحت أي ذريعة كانت ومن قبل أيّ طرف يدّعي احتكاره للقيم والمبادئ أو الوصاية على إرادة الشعوب.

ووقّع الوزيران في ختام الاجتماع مذكرة تفاهم للتعاون بين الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس والمعهد الدبلوماسي البرازيلي "ريو رانكو". كما تسلم وزير الخارجية نبيل عمّار من وزير العلاقات الخارجيّة البرازيلي ماورو فييرا، رسالة شخصية موجهة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيّد من الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا.

الاكثر قراءة