الٱن

عرض المدحة
15/07/2017

عرض "المدحة": حضرة رجال القيروان والساحل

الصناجق تملأ المكان، ورائحة البخور أيضا... أكثر من خمسين فنانا توزعوا على ركح المسرح الروماني بقرطاج... بنادر ودفوف وآلات إيقاعية ووترية... وجمهور لا يهدأ.
كانت تلك هي أجواء المسرح الروماني بقرطاج ليلة الجمعة 14 جويلية الجاري الذي اهتزت مدارجه مع النشيد الوطني التونسي وصور العلم التونسي الشامخ  في أعالي  "البلفيدير" يرفرف على شاشة  ركح  قرطاج بحضور رئيس حكومة الوحدة الوطنية "يوسف الشاهد" الذي حرص على متابعة عرض "المدحة: حضرة رجال القيروان والساحل" ووعد بحضور عروض أخرى في مهرجان قرطاج الدولي، في رسالة قوية بدعم المهرجان ومساندة الثقافة والمثقفين ، وقد ستقبله الجمهور بحرارة فرد التحية بأفضل منها.
في كل عمل صوفي يستدرج هذا اللون من الزوايا إلى المسارح والعروض الفرجوية الكبرى، تستعيد الأذهان "حضرة" فاضل الجزيري وسمير العقربي وكل الأصوات المتميزة المعروفة وغير المعروفة التي صنعت نجاح هذا العمل... وللموروث الصوفي وقع خاص في أذن السامع وقلبه، لكن "حميدة الجراي" لم يستنسخ المدحة من "الحضرة"، بل صنع "الفرجة" بأسلوب يمزج بين التقليدي والعصري في السينغرافيا والكوريغرافيا وفي التوزيع الموسيقي وقد دمج في التنفيذ الآلات الإيقاعية بالوترية والآلات الغربية أيضا مجددا في تصوره الموسيقي للطرق العيساوية والقادرية والسلامية والقناوية، كما لم يكتف بترديد التراث بل اشتغل عليه كلمة ولحنا مستدرجا ألوانا متعددة من الموسيقى الوترية والشعبية والغربية أيضا، كما أنتج أغنيتين خصيصا للعرض هما "يا رجال صبرة" نظم كلماتها "جابر المطيري" ولحنها "عبد الرزاق طلحة" و"المدحة" واشتغل على كلماتها ولحنها "حميدة الجراي"
وعلى الركح استمتع الجمهور بأصوات كثيرة بعضها معروف مثل "نور الدين الباجي" الذي هز الجمهور بصوته وآدائه المتمكن و"حسين عامر العفريت" الذي لم يعد غريبا على الأجواء الصوفية والبعض الأخر كانوا اكتشاف العرض... منشدون شدوا الجمهور الذي تفاعل بالتصفيق والهتافات والرقص مثل "معز زيتون"
انطلق عرض "المدحة: حضرة رجال القيروان والساحل" بوصلة في مدح الرسول (ص) وعرفت السهرة نسقا متصاعدا بعد ذلك استمتع خلالها الجمهور بمدونة الموروث الصوفي لجهتي القيروان والساحل الذي اكتشفه الجمهور للمرة الأولى ولكنه بدا للسامع مألوفا وتلك هي خصوصية الموروث الصوفي، قريب من أذن السامع، والأغاني قدمت في شكل وصلات مرفوقة بلوحات كوريغرافية 
"المدحة: حضرة رجال القيروان والساحل" وهو العرض الثاني في برمجة الدورة الثالثة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي بالمسرح الروماني كان فرصة ليكتشف الجمهور أن الاشتغال على الموروث الصوفي والتجديد فيه ممكن متى كان مدروسا موسيقيا، وهو أيضا مناسبة للتعرف على المدونة الصوفية لجهة القيروان والساحل وإن أكد "حميدة الجراي" أن بحر هذا الموروث أوسع بكثير مما عرض في المدحة، أما الاستثناء في هذه التجارب عن غيرها وخاصة "الحضرة" و"الزيارة" فهو مقومات الفرجة، والانفتاح على أنماط موسيقية متعددة في التنفيذ لم تمس من روح الموسيقى الصوفية

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة