05/12/2021

صفاقس: محاضرة حول "المسيرة النضالية للزعيم حشاد من خلال الصورة" للمؤرخ عبد الواحد المكني

 كانت "المسيرة النضالية للزعيم فرحات حشاد من خلال الصورة" محور محاضرة قدمها، اليوم الأحد، المؤرخ ورئيس جامعة صفاقس، الأستاذ عبد الواحد المكني، بمقر الاتحاد الجهوي للشغل وذلك بمناسبة الذكرى 69 لاغتيال هذا الزعيم النقابي الوطني في 5 ديسمبر 1952 بضاحية رادس.

ووصف المكني الشهيد الرمز فرحات حشاد ب"التاريخ المتعدد والقابل للقراءات"، معتبرا إياه ملكا وإرثا متجددا لجميع التونسيين منذ كان حيّا وحتى بعد أن أقدمت المخابرات العسكرية الفرنسية على تصفيته في مثل هذا اليوم منذ 69 سنة مضت.

وأشار إلى أهمية التاريخ في فهم الحاضر والمستقبل وفي حل "مشكل الطبقة البيروقراطية السياسية التونسية الراهنة التي لم تفهم هذه القاعدة وما انفكت تكرر الأخطاء نفسها في كل مرة"، وفق قوله.

وعن اختياره عنوان "فرحات المؤسس الشاهد والقائد الشهيد" لكتابه الذي أصدره في 2013، علق عبد الواحد المكني قائلا إن "الرجل كان شاهدا على فترة مهمة من تاريخ تونس وحقق للقضية التونسية إشعاعا محليا ووطنيا ودوليا من خلال تجربته في المنظمات النقابية الوطنية والدولية، ولا سيما الاتحاد العام التونسي للشغل، والكنفدرالية العامة للشغل ال"سي جي تي" التي دخلها في 1936، وانطلق في كتاباته بالفرنسية في الصحف ذات التوجه الاشتراكي.

وتحدث هذا المؤرخ المختص في التاريخ المعاصر، من خلال سلسلة من الصور القديمة للزعيم الراحل وأفراد عائلته وزملائه في الكفاح عرضها عبر الشاشة، عن "خصاله كقائد ومنها حضوره القوي وقدرته على الخطابة وشد انتباه الرأي العام وحتى شكله ووسامته وجاذبيته".

ولفت إلى أن هذه الخصال جاءت في شكل شهادة صدرت عن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة دوّنها في مقال نشره في سنة 1953 زمن الكفاح ضد الاستعمار في المجلة الناطقة باللغة الفرنسية "الأزمنة الحديثة".

وتحدث المؤرخ معلقا على عديد الصور المميزة لحشاد ومنها حمله الشاشية التونسية التي يلبسها عامة الناس (على خلاف الشاشية التي يحملها رجال الطبقة الميسورة والأرستقراطية على غرار الشاشية السطنبولي او المجيدي)، واعتماده على الراية الوطنية كخلفية في خطاباته وزياراته الميدانية للعمال والشبيبة الكشفية والمرأة وغيرها من قوى المجتمع الحية.

وقدمت، بالمناسبة، عديد الصور من الأرشيف القديم للزعيم حشاد وعائلته في جزيرة قرقنة، وأخرى أثناء مشاركاته في الزيارات الرسمية واستقبال الوفود الأجنبية، وزياراته خارج حدود الوطن في إطار النضال السياسي أو النقابي، وفي القصبة حيث يقدم خطاباته بمناسبة عيد الشغل، والمسيرات العمالية وخلال جنازة المنصف باي بمقبرة الجلاز في 8 سبتمبر 1948 عندما أشرف على هذا الموكب وكان مرتديا لباسا أبيض في رسالة لبث الأمل بحسب تقدير الباحث عبد الواحد المكني.

كما اطلع النقابيون المشاركون في هذه المحاضرة على صورة لحشاد في المؤتمر التأسيسي للمنظمة الشغيلة بالخلدونية مع الشيخ الفاضل بن عاشور كرمز من رموز الجامعة الزيتونية، وأخرى لصورته التي أغتيل فيها في مدينة رادس.

وتعرف النقابيون الحاضروين كذلك على عديد الصور النادرة وذات الدلالة التاريخية، ومنها صورة مع بورقيبة وصالح بن يوسف وهم ثلاثة قادة كان ينتظر أن يكون أحدهم رئيسا لتونس بحسب قراءة المكني الذي قال إن حشاد كان يقول إن أحد الشخصيات الثلاثة المذكورة سيموت لتنال تونس استقلالها وكأنه قد استشعر اقتراب نهاية حياته، بحسب المؤرخ.

وتم، بالمناسبة أيضا، عرض شريط وثائقي كانت أنتجته التلفزة الوطنية عن مسيرة حشاد انطلاقا من منشئه ودراسته (شهادة ختم التعليم الابتدائي "السرتفيكا" ودراسة في اختصاص التقنية) وعمله بشركة النقل بالساحل، وأبرز محطات مسيرته النضالية النقابية والسياسية، والمضايقات والاعتداءات التي تعرض لها ورفاقه من السلطة الاستعمارية.

واعتبر عبد الواحد المكني أن من الأسباب التي عجلت بقرار السلط الفرنسية تصفية فرحات حشاد وقوفه وراء تشكيل لجنة الأربعين التي كانت تضم كوكبة من الكفاءات ومن ممثلي المنظمات والقوى الوطنية وكان قدمها محمد لمين باي للسلط الفرنسية كسند شعبي لرفض ما سمي بالإصلاحات الفرنسية.

وكان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، يوسف العوادني، شدد في كلمة ألقاها في مفتتح هذه التظاهرة على أن "إرث حشاد لا يزال قائماعلى أرض الواقع" وأن المنظمة الشغيلة عندما تخلد ذكرى الشهيد فرحات حشاد فهي بذلك تخلد ذكرى كل الشهداء في تاريخ تونس من فترة ما قبل الاستقلال إلى ما بعد الثورة.

وأضاف قائلا : "على عكس من كانوا يرضون بالذل، كرس حشاد ومن سار على خطاه النضال النقابي والسياسي والمطلبي ليحوله إلى موروث لا يزال أحفاده يؤمنون به ويعملون على تجسيمه".

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة