سليانة: "دار سليانة"..مبادرة مجتمعية تضامنية لإفطار ما يزيد عن 130 صائم يوميا
في حي الأنس بمدينة سليانة الواقعة شمال غرب البلاد التونسية، يعجّ أحد المنازل بالنساء والشبان والكهول ضمن مبادرة رمضانيّة تطوّعية لإعداد إفطار الصائمين بمعتمديتي سليانة الشمالية والجنوبية.
تحمل المبادرة اسم "دار سليانة"، وهي مبادرة مجتمعية تضامنية انطلقت صغيرة لكنها سرعان ما توسّعت بالتفاف الجميع حولها كل من موقعه وما اتيح له من إمكانيات، فباتت توفر وجبات إفطار لأكثر من 130 صائم يوميا.
بدخولك إلى المنزل تعترضك الأجواء العائلية في كلّ ركن رغم أن المتطوّعين لا يعرفون بعضهم البعض، تجدهم مقسمين إلى مجموعات، منهم من يقطع الخضر، وآخرون يعدون الطبق الرئيسي كالكسكسي وغيره من الأطبقة المميزة لشهر رمضان.
صاحبة المبادرة حنان عبد الملك(موظفة)، قالت لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء إنّها حوّلت رفقة زوجها حسن منزل شقيقها إلى مكان لإعداد وجبات الإفطار، وانطلقت في السنة قبل الماضية بإعداد إفطار 5 طلبة، ثم توسّعت التجربة في السنة المنقضية بمجهود عائلي لتشمل 22 منتفعا، إلى أن تم إطلاق المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي لتشهد هبة تضامنية غير متوقعة.
وأضافت أن نجاح هذه المبادرة على بساطتها، جسّم حقيقة الحسّ الإنساني الكبير لدى التونسيين، وتدافعهم لأجل فعل الخير وإطعام الطالب والمحتاج وكبار السن.
وأوضحت أنها تقوم بتنزيل برنامج الوجبة يوميا تزامنا مع صلاة الفجر، ضمن فريق على مواقع التواصل الاجتماعي، إيمانا منها بتقسيم الأدوار، حيث يعمل كل من موقعه بين اقتناء الأغراض اللازمة، وتنظيف المكان، والطبخ، ففي تمام الساعة العاشرة صباحا من كل يوم، ينطلق متطوعون في إعداد وجبة الإفطار في حركة دؤوبة إلى حدود الساعة الخامسة مساء ليظفروا بتحضير مأدبة غنية بما لذّ وطاب، فيما يتولى البقية إيصال الوجبات إلى منازل المعنيين.
وأضافت قولها " شباب ونساء وكهول و حتى أطفال يريدون مد يد المساعدة، كما نسجّل قدوم عدد من المربين إلى دار سليانة في ساعات الفراغ لمساعدة المجموعة".
من جهتها، أفادت منجية الهمامي (متطوّعة) بأنّها مكلفة بتنظيف المكان، وتقطيع الخضر، قبل التحاق بقية المجموعة باعتبار أن أغلبهم من الموظفين.
وقالت المربية نبيهة زروق إنها انخرطت في هذه المبادرة حال انطلاقها، سيما وأنّها صافحت مبادرة مماثلة أطلقها شقشقها في تونس العاصمة وتحديدا بمدينة سكرة، مضيفة أن قيم التعاون و التآزر والرحمة تتجلى بوضوح أكبر في شهر رمضان المبارك، لذلك فإن الجميع مدعو إلى الانخراط في مثل هذه المبادرات كل حسب مقدرته، وفق تعبيرها.
بدورها، دعت الطفلة سندة عبد الملك كافة المتساكنين إلى الإقبال على هذه المبادرة والمشاركة فيها في سبيل الرفع من عدد المنتفعين.
نجحت المبادرة التضامنية "دار سليانة" في ترسيخ مبادئ إيثار الغير والعمل الخيري وغيرها من القيم الإنسانية التي ارتبطت بالمبادرة ومازالت تلازمها إلى موفى شهر رمضان، على أمل إحيائها في رمضان المقبل وفي قادم السنوات.