بن عروس: الملتقى الجهوي الثاني للطب المدرسي والجامعي يبحث في موضوع الصحة النفسية للطفل
انتظم، مساء أمس الخميس، بالمركز الثقافي والرياضي للشباب ببن عروس، الملتقى الجهوي الثاني للطب المدرسي والجامعي تحت عنوان "الصحة النفسية للطفل"، وذلك ببادرة من مصلحة الطب المدرسي والجامعي بالادارة الجهوية للصحة ببن عروس وجمعية التكوين الطبي المستمر بالجهة.
واعتبر والي بن عروس وسام مرايدي، لدى إشرافه على هذا الملتقى، أن طرح هذا الموضوع الهام هو فرصة للنقاش والتداول حول عدة جوانب تتعلق بالحالة النفسية للطفل، والتي تحددها جملة من السلوكيات وتؤطرها جملة من الضوابط التي تؤسس لشخصية متوازنة في محيطها الأسري والمدرسي والاجتماعي، مشددا على أهمية المعالجة المختصة للسلوكيات اللامتوازنة، وعلى أهمية تشخيص الاشكاليات التي تهدد بناء الشخصية السوية للطفل على غرار مظاهر السلوك العنيف، وانتشار ظاهرة الإدمان، والسلوكات المعبرة عن حالات الاكتئاب، وعلى أهمية الخروج بمقترحات وتوصيات ناجعة.
من جهته، بيّن المدير الجهوي للصحة ببن عروس، فرحات زهمول، أن إعادة إحياء هذا الملتقى في دورته الثانية بعد مرور 10 سنوات على تنظيم الملتقى الأول يؤكد الأهمية البالغة لتناول مثل هذه المواضيع ذات العلاقة بصحة المتمدرس سواء كان طفلا او مراهقا او شابا، وما اختيار محور الصحة النفسية لدى الطفل إلا تأكيد متجدد على أهمية تناول كل السلوكيات المرتبطة بهذا البعد.
واعتبر زهمول أن مواضيع المداخلات المقترحة والتي تتناول مسألة الاكتئاب والتحديات المابعدية لظاهرة الانتحار، وكيفية مجابهة ظاهرة العنف في الوسط المدرسي لدى الطفل، هي مواضيع شديدة الأهمية وتحتاج إلى مقاربة علمية وصحية وسلوكية، وهو ما تحتاجه الإطارات الطبية العاملة في الجهة للتشخيص وبناء معرفة علمية للتعاطي معها في هذا الوسط.
أما رئيسة مصلحة الطب المدرسي والجامعي ببن عروس، جيهان بن حسانة جراية، فأكدت، من جانبها، على أهمية الموضوع بالنسبة للعاملين في قطاع الطب المدرسي والجامعي، وهو موجه أساسا لتنمية وتطوير قدراتهم المعرفية والعلمية حول مواضيع الملتقى، ومن ثمة إكسابهم أنجع المقاربات في معالجة هذه السلوكيات المرتبطة بالطفل والمراهق للعمل عليها في الفضاءات المدرسية والجامعية خلال أعمالهم الميدانية داخل هذه الفضاءات.
وأكدت رئيسة الجمعية التكوين الطبي المستمر ببن عروس الدكتورة هالة عنتيت، على ضرورة الاطلاع على احدث المقاربات في معالجة المسائل المرتبطة بموضوع الملتقى، وهو ماعملت عليه الجمعية من خلال استدعاء أساتذة استشفائيين ومختصين في الطب النفسي، وباحثين في السلوك النفسي لدى الأطفال، وذلك للاستفادة مما يقدمونه من بحوث في هذا المجال، وتطوير القدرات المهنية للإطارات الطبية وشبه الطبية والممرضين العاملين بمختلف المراكز الصحية بالجهة.
واشتمل الملتقى الى جانب المداخلات العلمية حول مختلف المحاور على مجموعة من الورشات الموجهة والتي توزعت بين كيفية فحص العمود الفقري للطفل خلال السنة الاولى للتمدرس، ومحددات الصحة الوقائية داخل المؤسسات المدرسية، وكيفية التواصل مع الطفل او المراهق الذي يتعرض للإدمان في الوسط المدرسي، وخصوصيات فحص وتسجيل عمل القلب لدى الأطفال الذين يقومون برياضات تتطلب مجهودا عاليا، فضلا عن معلقات جدارية علمية حول كيفيات التوقي من داء الكلب وطرق المعالجة والضغط النفسي في الوسط المدرسي، ومظاهر العنف في الوسط المدرسي وآليات المعالجة.