الٱن

09/01/2022

بمناسبة مرور 11 سنة على حصار تالة واستشهاد عدد من ابنائها : ملحمة تأبى الجحود والنسيان

تكلمت الخالة زينة خشناوي والدة شهيد ثورة الحرية والكرامة، غسان الخشناوي، بصوت متهدج وقد غلبتها الدموع، عن قرة عينها وفلذة كبدها الذي فقدته برصاصة غادرة مساء الثامن من جانفي 2011 رفقة خمسة من خيرة شباب تالة، قائلة " نار الفقد لا تزال تشتعل في مهجتي إلى اليوم، ولن تنطفئ إلا مع انطفاء روحي".

كلمات نطقت بها أم الشهيد لتعبر بها عما يختلج في صدرها من وجع وألم وغضب وإستياء من دولة قالت إنها "تنكرت لدماء إبنها ورفاقه الزكية التي سالت في سبيل تحرير الوطن من الظلم والإستبداد والإستعباد، ومن أجل تحقيق العدل والحرية والكرامة، فما نالهم غير التسويف و"الحقرة" واللامبالاة ومزيد من الفقر والتهميش".

تحتضن الخالة زينة صورة إبنها بكل حب، متحدثة لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء عن عن دماثة أخلاقه وحبه الكبير لها ولوالده وإخوته وأبناء بلدته ووطنه وعن كرهه الشديد للظلم والإستبداد، وأردفت بالقول: "إنه شهم وشجاع وصادق، يأبى الظلم ويدافع عن المظلوم ولا يبخل بالنصيحة على أحد، يتوق ويطمح الى حياة أفضل، لكن القدر شاء له الرحيل باكرا وأطفأ شمعته المتقدة إلى الأبد".

وحتى لا تستسلم لوجع الفقد، وتتمالك نفسها، وقفت أم الشهيد شامخة، وتشبثت جيدا بصورة قرة عينها، لتختم حديثها بصوت فيه الكثير من اللوم والغضب على الحكومات المتعاقبة، قائلة: "لقد دفعت دم إبني فداء للمهمشين والفقراء، لكن من اعتلوا الكراسي سرقوا أحلام الشعب وأغمضوا أعينهم عن المفقرين وتركوهم يتخبطون في أوضاعهم البائسة دون رحمة أو شفقة".

حلمي الشنيتي وهو أخ الشهيد غسان تحدث، بدوره، لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء عما يعتمل في نفسه من حزن وألم، قائلا: "لقد مرت 11 سنة كاملة على اندلاع ثورة الحرية والكرامة، ولا شئ تقدم ولو قيد أنملة ، بل أصبحت الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية في شتى أنحاء الوطن، لاسيما في الولايات الداخلية التي انتفضت ضد الإستبداد والظلم والفقر والقهر، أكثر صعوبة وقسوة وتعاسة".

حلمي أكد أن دماء الشهداء سالت، وأطيح بالدولة البوليسية لتحل محلها دولة مدنية حرة ديمقراطية، لكن النافذين فيها أضاعوها وأضاعوا معها حقوق عائلات الشهداء والجرحى وعوضوهم بالجحود والنكران والتسويف واللامبالاة، مضيفا "حتى ذكرى انتفاضة مدينتي تالة والقصرين التي سقط فيها 21 شهيدا، تم طمسها من تاريخ الثورة التونسية بهدف قبرها".

وبنبرة حزينة ممزوجة بالغضب والإستياء، أكد حلمي أن ولاية القصرين ستبقى عاصمة الشهداء أحب من أحب وكره من كره ، مبرزا أنه عمل ولا يزال يعمل منذ جانفي 2011 من أجل تخليد ذكرى انتفاضة شباب تالة وتوثيق أحداثها حتى تبقى دليلا قاطعا أمام كل من يشكك في كل قطرة دم سالت في أرض الشرف والمقاومة.

وحتى تظل ذكرى انتفاضة شباب تالة محفورة في ذاكرته وذاكرة أهله، حوّل حلمي ركنا في منزل والده إلى معرض دائم يخلد جميع تفاصيل هذه الملحمة لحظة بلحظة، بالصور والمقالات الصحفية والفيديوهات دون أن ينسى صور شقيقه الشهيد غسان التي جعلها عنوان معرضه ومحوره الأول والأخير.

ويبقى مطلب حلمي وجميع أبناء تالة رغم مرور 11 سنة على ثورة الحرية والكرامة ذاتها وهي كشف قتلة شهدائهم ومحاسبتهم مع تمكين منطقتهم من حقها في ثمار التنمية والعدالة الاجتماعية، واحداث هيكل رسمي يتبنى ملف شهداء الثورة وجرحاها مع تفعيل المراسيم الخاصة بهذا الملف.

يذكر أن مدينة تالة تعرضت، ذات جانفي 2011 ، إلى الحصار لمدة تجاوزت ال10 أيام ( من يوم 3 جانفي 2011 الى مابعد 12 جانفي 2011 ) بنية اخماد لهيب الاحتجاجات المناهضة للظلم والقهر ولاجهاض حراكها الشبابي الثوري، وتم إطلاق الرصاص الحي على أبنائها الذين سالت دماء 6 منهم لكنها صمدت وقاومت حتى انتصرت.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة