بلدية القصرين تطلق حملات نظافة وتوعية بيئية واسعة احتفاء باليوم العالمي للبيئة وبمناسبة عيد الأضحى
في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للبيئة وعيد الأضحى المبارك، نظّمت بلدية القصرين، اليوم الخميس، حملات نظافة استثنائية ومكثّفة بمختلف الأحياء والشوارع والمناطق التابعة لها، وشملت كنس الأنهج ورفع الفضلات والمصبات العشوائية، إلى جانب العناية بالمساحات الخضراء من خلال تنظيفها وسقيها وتهذيب الأشجار.
وفي سياق موازٍ، احتضنت ساحة الشهداء وسط مدينة القصرين ورشات حية بالشراكة مع المندوبية الجهوية للبيئة وجمعية "قرين القصرين"، تمحورت حول كيفية الاستفادة من النفايات المنزلية عبر مشروع الاستسماد المنزلي، المندرج في إطار شراكة ثلاثية بين بلدية القصرين، وجمعية "قرين القصرين"، وبلدية منشن الألمانية، بهدف تثمين النفايات العضوية وتحويلها إلى سماد طبيعي.
وقدّمت الورشات عروضًا حول الموارد المحلية المتوفرة بالقصرين، التي تتيح تحويل النفايات من عبء بيئي إلى فرصة اقتصادية وبيئية، وذلك وفق ما أفادت به، مديرة الشؤون الإدارية العامة ببلدية القصرين، زينة نصري في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.
كما شملت الفعاليات حملات تحسيسية وتوعوية موجّهة إلى المواطنين، تم من خلالها توزيع مطويات تتضمن إرشادات حول السلوكيات البيئية السليمة وطرق المحافظة على نظافة المحيط والمساحات الخضراء. وركّزت الحملة كذلك على توعية الأهالي بسبل التخلص السليم من جلود وفواضل الأضاحي خلال عيد الأضحى، وذلك بمشاركة فعّالة من فرق الكشافة التونسية.
من جانبه، أفاد الممثل الجهوي للبيئة بالقصرين، ماجد حقي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، بأن ولاية القصرين تنتج سنويًا ما يقارب 100 ألف طن من النفايات، تمثل النفايات العضوية حوالي 70 بالمائة منها، أي ما يُناهز 70 ألف طن سنويًا.
وبيّن أن هذا الكمّ الهائل من النفايات العضوية يُمثل فرصة ثمينة للإستثمار، حيث يمكن توظيفه في إنتاج السماد الطبيعي ومصادر طاقة بديلة، بما من شأنه أن يدرّ مداخيل مالية لفائدة البلدية عوضًا عن أن يُهدر ويشكّل عبئًا بيئيًا.
وشدّد حقي على أن الحل الأمثل لمعالجة إشكالية النفايات يكمن في إعتماد مقاربة شاملة تقوم على تثمين النفايات العضوية، إلى جانب رسكلة المواد القابلة لإعادة التدوير مثل الورق المقوى (الكرتون) والألمنيوم، مؤكدا أن هذا التوجه لا يساهم فقط في الحفاظ على البيئة، بل يفتح أيضًا آفاقًا حقيقية لخلق مواطن شغل جديدة، ودعم الاقتصاد الأخضر المحلي.
من جهتها، أوضحت رئيسة جمعية "قرين القصرين"، سنية سمعلي، في تصريح لـ"وات "، أن الجمعية تنشط في عدة مجالات بيئية محورية، من أبرزها ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية، وعلى رأسها الماء، وتثمين فواضل الرخام والمواد العضوية والبلاستيك.
وبيّنت أن من بين التوصيات الأساسية التي تعمل الجمعية على نشرها، هي ترسيخ ثقافة الفرز الانتقائي للنفايات في صفوف المواطنين، لما له من دور جوهري في حماية البيئة وتحسين جودة المحيط.
وأضافت سمعلي أن الجمعية تعتمد مقاربة متكاملة تقوم على تعزيز الوعي المجتمعي من خلال حملات التكوين، وبرامج التحسيس، وعمليات التأطير، إلى جانب اعتماد وسائل الإعلام كأداة فاعلة لنشر السلوكيات البيئية السليمة، مشيرة إلى أن إشراك مختلف مكونات المجتمع المحلي وللمواطنين في هذه الجهود هو السبيل الأمثل لتحقيق انتقال بيئي مستدام.