الندوة الصحفية للدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي: قرطاج منارة وحلم كل فنّان
عقدت الهيئة المديرة لمهرجان قرطاج الدولي لقاء اعلاميا لتقديم ملامح الدورة التاسعة والخمسين للمهرجان وفي كلمة لها أشارت المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية السيدة هند المقراني انّ مهرجان قرطاج الدولي مناسبة لتبادل الثقافة والفنون، فالفن لغة تتجاوز الحدود والمهرجان يعكس روح العصر.
ينجز المهرجان بتكلفة مالية قيمتها 3 مليون دينار هي عبارة عن اعتمادات مرصودة من الدولة مع المداخيل والاستشهار وقد نجح المهرجان في دوراته السابقة في تغطية تكاليفه بفضل ترشيد النفقات.
وأضافت السيدة هند المقراني "ينتصر مهرجان قرطاج للتوجهات الوطنية السامية ويهدف إلى ترسيخ مكانة قرطاج التاريخية عبر الفن بمختلف تلويناته، ليكون المهرجان محرابا للفن الراقي ويخلّد أجمل لحظات لقاء الفنان بالجمهور، منوّهة أنّ الجمهور حليف المهرجان والضامن الأول لنجاح فعالياته.
وأكدت المقراني في كلمتها الافتتاحية على دعم المهرجان للقضية الفلسطينية وانتصار تونس المتجدد ووقوفها الدائم إلى جانب نضالات الشعب الفلسطيني، فمهرجان قرطاج موعد متجدد مع الالتزام الثقافي وله رؤية طموحة نحو المستقبل.
أيام قليلة تفصل الجمهور عن انطلاق الدورة التاسعة والخمسين للمهرجان، لكن استعدادات التهيئة انطلقت منذ شهر جانفي 2025 تحت اشراف وكالة احياء التراث وبالشراكة مع وزارة البيئة وبلدية قرطاج، ولاضفاء جمالية على المكان وتدارك النقائص الفنية والتقنية في مسرح قرطاج حتى يظل منارة للثقافة والتاريخ.
خلال الندوة الصحفية تم عرض "فيديو" للسينوغرافيا الجديدة لركح قرطاج، باستعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي والمؤثرات التقنية الحديثة دون المساس من الطابع التاريخي والاثري، في إطار مزيد تطوير التصور الفني والركحي للعروض المقدمة ومواكبة شروط الفنانين من العالم وذلك تحت إشراف الفنان رفيق غربال، فقرطاج يبقى حلما لكلّ فنان حسب تعبير هند المقراني.
تنطلق فعاليات الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي يوم 19جويلية وسيكون للعروض التونسية نصيب الأسد، اذ تشارك تونس بثمانية عروض من بين العشرين عرضا المبرمج في الدورة الحالية، وذلك احتفاء بالفنان التونسي وبقيمة الإبداع التونسي.
يفتتح المهرجان بعرض "من قاع الخابية" للموسيقار محمد القرفي الذي يعود الى ركح قرطاج بعد 15عاما من الغياب، والعرض محاولة لتكريم الموسيقى التونسية والموسيقيين الذين عملوا طويلا ليدافعوا ويحافظوا على النمط الموسيقي التونسي، تحديدا "الموسيقى العالمة" كما جاء في كلمة محمد القرفي أثناء الندوة الصحفية مضيفا ان "قاع الخابية" سيكرم خميس الترنان وصالح التريكي وقدور الصرارفي وعبد الحميد السلايتي وسيقدمون فترات زمنية مختلفة بمرافقة اوركسترا متنوّعة.
وسيشارك في العرض باقة من أبرز الفنانين التونسيين على غرار الممثل جمال المداني والفنانين حمزة فضلاوي ومحرزية الطويل وشكري عمر الحناشي وضيف شرف العرض الفنان الشاذلي الحاجي، مع مشاركة خاصة للفرقة الوطنية للفنون الشعبية.
ويشارك الفنان رياض الفهري في الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي بعرض البساط الأحمر وهو "زربية موشاة بموسيقى العالم" كما وصفه صاحبه الذي سبق وان صعد على ركح قرطاج لسبع مرات متتالية واولها كانت عام 1993.
ومن العروض التونسية الأخرى عرض سهرة قائدي الأوركستر من انتاج مسرح اوبرا تونس بمشاركة اوركسترا الكورال العربي والعرض اشتغل اساسا على الاوركسترا التونسية بتوجه عالمي حسب تعبير المايسترو شادي القرفي الذي سترافقه الفنانة السورية رشا رزق في احدى المقطوعات.
وتتنوع الأنماط الموسيقية التونسية المشاركة في الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي، سيغني محمد القرفي لجزء من ذاكرة البلاد الموسيقية وينتصر رياض الفهري لإيقاعات العالم بعزف تونسي ويلتقط شادي القرفي اجمل المقطوعات الاوركسترالية لتمزج بايقاعات العالم، كما ستغني لطيفة العرفاوي للجمهورية التونسية في عيدها، وللمرأة التونسية تقدم صوفية صادق عرضا بعنوان "نساء بلادي، نساء ونصف" وتحضر الموسيقى الممسرحة مع عرض "تخيل روحك تسمع" لكريم الثليبي ويحضر المسرح مع الفنان عزيز الجبالي، بالاضافة الى الإيقاعات العربية والغربية وجميعها ستصدح على أجمل المسارح ركح قرطاج العظيم.