05/12/2021

الدورة 22 لأيام قرطاج المسرحية: تونس أرض اللقاء بين المسرحيين العرب والأفارقة

عادت أيام قرطاج المسرحية للانعقاد ولتكون موعدا يلتقي فيه عشاق المسرح ومريديه من الدول العربية والافريقية، بعد أن تعذّر تنظيم دورتها الثانية والعشرين خلال السنة الماضية.

وأعطت وزير الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي إشارة افتتاح هذه الدورة الثانية والعشرين بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة، بحضور عدد من السفراء المعتمدين بتونس من دول عربية وافريقية وكذلك مجموعة من الوفود المشاركة في هذه الدورة.

وهنّأت وزيرة الشؤون الثقافية المسرحيين بتنظيم هذا الموعد الهام لما له من دور في ربط الصلة بين المسرحيين والجمهور. وقالت الوزيرة في كلمتها "يجمعنا شغف بافتتاح أيام قرطاج المسرحية وهي دورة جديدة متجددة تعلن عن عودة الروح للفن الرابع مثلها مثل السينما والكتاب".

وأضافت "تعود أيام قرطاج المسرحية بعد توقفها جراء جائحة كورونا تحت شعار "المسرح والمقاومة"، وهي مقاومة للرداءة والتعصب وثقافة الموت، مقابل بناء عقول سليمة متشبعة بحب الحياة". وأكدت على قدرة الفن والثقافة بكل أطيافها على الصمود أمام كل التحديات والعوائق، قائلة "أردنا أن تكون أيام قرطاج المسرحية فسحة حقيقية لتلاقي التجارب وتبادل الخبرات وإقامة الندوات الفكرية".

ونوّهت الدكتورة حياة قطاط القرمازي باختيار جمهورية مصر العربية لتكريمها، وذلك لما لهذا البلد من زخم في الفنون المسرحية والفنون الأخرى، فضلا عن تفعيل قرار الرئيسيْن التونسي قيس سعيد والمصري عبد الفتاح السيسي، في تخصيص سنة 2021 للاحتفاء بثقافتيْ البلدين.

من جانبها، ذكرت مديرة الدورة نصاف بن حفصية أن أيام قرطاج المسرحية تعود كفعل مقاومة بكثير من التحدي وحب المسرح للقاء عشاق الفن الرابع ومريديه، وذلك بعد تأجيل دورة 2020.

ووفاءً لأرواح عدد من المسرحيين التونسيين الذين فُقدوا خلال السنتيْن الأخيرتيْن، كان حفل الافتتاح لمسة وفاء لكلّ من خميس الدريدي وعبد المطلب الزعزاع والشريف العبيدي وشكري السماوي وحسن هرماس وقيس عويديدي وكمال الغانمي وسليم العسكري ومنصف بن عربية ومنيرة عطية ودلندة عبدو وزينب فرحات وقيس رستم ومكرم النصيب.

 تكريم مسرحيين عرب وأفارقة

وكرّمت الهيئة المديرة للدورة 22 لأيام قرطاج المسرحية ثلّة من المسرحيين التونسيين والعرب والأفارقة وهم: الأسعد بن عبد الله وعبد الغني بن طارة وسعيد الحامي وفاتحة المهدوي وجمال مداني من تونس وفضيلة حشماوي من الجزائر وأحمد فؤاد سليم من مصر، ومن الأردن أمل دباس ومن البينين الممثلة "فلوريس أدجنهوم" والممثل الكيني "جان سيبي أكومو" والممثل الكندي "ميشال كورتمونش" الذي تحدّث عن ثراء هذا المهرجان وحفاوة الاستقبال الذي حظي به في تونس. وقدّم مقاطع فكاهية للجمهور.

وتمّ أيضا تقديم الأعمال المسرحية التي ستتنافس على جوائز هذه الدورة، وهي 12 عملا مسرحيا منها ثلاثة أعمال تونسية هي "منطق الطير" لنوفل عزارة و"آخر مرّة" لوفاء الطبوبي و"كابوس آينشتاين" لأنور الشعافي. وستتسابق هذه الأعمال على جوائز أفضل عمل متكامل (قيمته 25 ألف دينار)، وكذلك على جوائز أحسن نص وأحسن إخراج وأحسن ممثل وأحسن ممثلة وأحسن سينوغرافيا.

وتحتكم أعمال المسابقة الرسمية إلى لجنة يرأسها الأستاذ المسرحي التونسي معز المرابط والأعضاء "كنغي الامدجردو" من الطوغو وسامح مهران من مصر والأخضر المنصوري من الجزائر ونزار السعيدي من تونس.

وتابع الحاضرون خلال حفل الافتتاح مشهدا من مسرحية "روميو وجولييت" للكاتب الأنقليزي "ويليام شكسبير. وأخرج هذا المشهد المسرحي الشاذلي العرفاوي، وجسّده باللغة الأنقليزية الممثلة التّونسية نسرين المهبولي والممثل "تيتاندا دومبا" من الزمبابواي، بالإضافة إلى تقديم مشهد ثانٍ من المسرحية نفسها "روميو وجوليات"، مع إضافة بعض العناصر الموسيقية المستلهمة من الموروث الغنائي التونسي، تخلّلتها مقاطع من مونولوغات "روميو" و"جولييت"، بمشاركة عازف الكمنجة زياد الزواري والفنان أنيس شوشان وراقصة البالي التّونسية نسرين بن عربية، وصاحبتهم موسيقيا كلّ من درصاف الطّرابلسي وهيثم بونوح ومحمد علي وردة وأيمن بن شيخة وزبيدة بن محمّد.

وكان حفل الافتتاح الرسمي لهذه الدورة، مسبوق بافتتاح خاريجي في بهو مدينة الثقافة حيث تزيّن بالسجاد الأحمر وصولا إلى مسرح الأوبرا. وتمّ تركيز مجسّمات فنية وتماثيل حيّة لشخصيّات مسرحية في وضعيات مشهدية مختلفة. أما في ساحة المسارح، فاحتضنت عرضا موسيقيا إيقاعيا، استمع خلاله الجمهور إلى أشهر المعزوفات العربية والغربية.

غياب المغرب وسوريا

وغابت عن هذه الدورة دولتيْ المغرب وسوريا، وذلك بسبب "غلق المغرب لمجالها الجوي توقيا من المتحوّر الجديد لفيروس كورونا"، بحسب عضو الهيئة المديرة لهذه الدورة منير العرقي. أما الفرقة السورية فتغيب بسبب "عدم حوزة أفرادها على تصريح صحي إلزامي"، وفق المصدر نفسه.

وجدير بالتذكير أن الدورة 22 لأيام قرطاج المسرحية تتواصل فعالياتها إلى يوم 12 ديسمبر الحالي، سيتابع خلالها جمهور الفن الرابع حوالي ما لا يقلّ عن 100 عرض من 26 دولة.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة