الٱن

الغريبة
15/05/2017

يهود من أصول تونسية: الغريبة تعني لنا تونس الحبيبة

الغريبة تعني لنا تونس الحبيبة" هكذا يجمع أغلب اليهود الذين توافدوا هذه السنة على معبد الغريبة لأداء طقوسهم خاصة منهم ذوي الأصول التونسية فهي بالنسبة إليهم مكان للتعبد والتقرب من الله ومناسبة لا يمكن تفويتها للعودة إلى عاداتهم وتقاليدهم وماضيهم الذي لا يحملون عنه أحيانا سوى بعض الذكريات.

وفي ردهم على سؤال لـوكالة تونس إفريقيا للأنباء "ماذا تمثل لك الغريبة" قال زوار الكنيس اليهودي أن هذه الزيارة تعد عادة دأبوا عليها منذ سنوات ومكانا للإحتفال والصداقة والتلاقي بين مختلف الحضارات والديانات وفرصة للحديث عن الأقلية  اليهودية وفتح المجال البراز الثراء التونسي.

وفي هذا الصدد اعتبر غي عزرية يهودي أصيل ولاية قابس وصاحب وكالة أسفار إن صورة رسخت في مخيلته خلال الاحتفالات هذه السنة وهي صورة الإمام المقيم بفرنسا حسن الشلغومي وهو يقرأ الفاتحة داخل بيت الصلاة بالغريبة قائلا "ذلك يؤكد أن الله للجميع ولكل طريقته في الدعاء إليه لطلب السلم والتقرب منه."

وضاف عزرية أن الغريبة حدث في ظاهره احتفال ديني تقليدي لكنه في الحقيقة مثال للتسامح والأخوة جعل من جربة مكانا يلتقي فيه المواطنون بالسياسين والإعلاميين والمثقفين وبرجالات الدين ليكونوا بذلك عائلة واحدة مؤكدا أن عبارة "تونس للجميع" ليست مجرد شعار سياسي بل هي فكرة يمكن ملامستها من خلال وحدة التونسيين وتضامنهم على الرغم من اختلاف ديانتهم

وكصاحب وكالة أسفار قال إنه كان يؤمن رحلات للغريبة لألف زائر لكن بعد الثورة وجراء التخوفات التي لم يساهم الإعلام في التخفيف من وطأتها تراجع الإقبال على هذه الزيارة مشيرا إلى " أن وسائل الإعلام لم تعمل في السنوات الأخيرة على تحسين صورة تونس بالخارج رغم أنها كانت في السابق تحمل صورة ايجابية ".

أما شاوول صيادة وهو يهودي عربي قادم من الراضي المحتلة ومن أصول تونسية فقد عبر عن تعلقه بتونس التي تعني له الحنين للماضي فهو مولود بمدينة سبيطلة (القصرين ) سنة 1951 وجدّه أصيل ولاية سيدي بوزيد ومنزله مازال قائما هناك مؤكدا أن تواجده في الغريبة في زيارة أولى يؤديها إلى المعبد كان من "أجل الغريبة وتونس الحبيبة".

وقال من جهة أخرى أن موسم الزيارة لهذه السنة كان منظما بشكل جيد خاصة وأن الوحدات الأمنية والعسكرية قد حرصت على تأمينه وتواجدت بكافة الطرقات والمداخل وحتى بالفنادق وعملت على حماية الزوار مبينا انه يزور الغريبة بمعية زوجته وابنته وعدد من الأصدقاء الذين خيروا القدوم إلى تونس على الذهاب إلى وجهة أخرى من العالم .

من جانبها أكدت عيشوشة وهي امرأة في السبعين تونسية يهودية تضع "التقريطة" وتلبس السفساري التونسي إن الغريبة تذكرها بسنوات الطفولة والشباب مبينة أنها لا تقوم بالطقوس كما يفعل الجميع لكنها تأتي للإلتقاء والمشاركة في الإحتفالات.

أما ادريال القادم من فرنسا والذي غادر تونس في التسعينات فهو يزور الغريبة سنويا منذ 1989 رغم إنه مقعد قائلا "أن زيارة الغريبة فرصة لا يمكن التفويت فيها لممارسة الطقوس ولتجديد العلاقات وإذكائها "

من جهتها اعتبرت عدة ذات الأصول التونسية والقاطنة بباريس (والدها من حلق الوادي وأمها من أريانة) أن الغريبة تعني لها شفاء ابنها وزواج ابنتها قائلة أن "تواجدها اليوم بتونس هو استجابة لنذر قطعته سنة 2015 بالغريبة إذا ما تحققت أمانيها".

وأضافت أنها تعشق تونس البلد المضياف وتعرف الغريبة منذ صغرها كمكان للتلاقي وربط العلاقات والصلاة والشعور بالراحة بفضل والديها والعائلة وبعض الأصدقاء قائلة " لا بد من المجيء إلى تونس فالبلد آمن والأمن موجود ".

  

    

الاكثر قراءة