22/07/2018

مهرجان قرطاج: أمينة فاخت تطرب الجمهور وتثبت مجددا أنها أيقونة الغناء في تونس رغم سنوات الغياب

تنبئ الطوابير الطويلة خارج المسرح الروماني بقرطاج ساعتيْن قبل انطلاق الحفل، أن الجمهور متعطّش لعودة أيقونة الغناء التونسي أمينة فاخت، بعد غياب ناهز 10 سنوات. وهذا الإقبال المبكّر لعشاق "الديفا" منطلقه الظفر بالمقاعد الأمامية في مدارج المسرح من أجل رؤية أكثر قُربا من فنانتهم المحبوبة جدا أمينة فاخت.  

كان الحضور غفيرا مثلما توقّعته الهيئة المديرة لمهرجان قرطاج الدولي، لذلك تمّ اتخاذ الاجراءات اللازمة لإحكام التنظيم وتأمين إقامة الحفل في أفضل الظروف. أمّا التوظيب الركحي للعرض، فقد ارتكز على الجانب الفرجوي بأن تمّ توزيع أفراد الفرقة الوطنية للموسيقى بناءً على اختصاص العازفين على الآلات الموسيقية بين عازفين على آلات وترية (عود، كمنجة...) وآلات إيقاعية (دربوكة، طبل، دف...) وكورال، لتكتسي الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو محمد الأسود حلّة اركسترالية، وتحقّق التوازن البصري لمتتبعي العرض.

تعالت أهازيج الحضور مع إطلالة "الديفا" على عشاقها بلباس الأميرات، وفي ذلك أكثر من دلالة على أنّها إحدى أهمّ قامات الغناء في تونس رغم غياب ناهز عقدا من الزمن.

استهلّت أمينة حفلها مردّدة أغنية "ولا مرّة"، وقد دفعتها حماسة الجمهور إلى "التمرّد"، كعادتها، على البرنامج الذي أعدّته سلفا مع الفرقة الموسيقية، فأطلقت العنان لصوتها الشجي ونفَسها الطويل لتردّد المقاطع الغنائية بأحاسيس مرهفة وحضور ركحي مميّز، ثمّ تُعيد تكرار المقطع مرّات ومرّات انسجاما مع مدى تفاعل الجمهور، وهو ما أكدته خلال نقطة صحفية انتظمت إثر العرض، إذ قالت "لا يمكنني التقيّد ببرنامج الفرقة الموسيقية... فأنا وفية لما يطلبه الجمهور لا غير".

ورواحت بين الأغاني الطربية والأغاني التونسية، فأدّت "على الله" ورائعتها "سلطان حبك" و"اسألوا قلبي وعنيا" و"أنا هويت" التي لحنها لها الموسيقار المصري بليغ حمدي مطلع التسعينات. وغنّت أمينة أيضا "عالجبين عصابة" وردّدت كذلك الأغنية التراثية "اش خصني كان ربي عطاني" و"يمّا ع الماشينة" و"مستغربين حالي". وأبى جمهور قرطاج مغادرة المسرح، فهتف عاليا "ماناش مروحين"، وتعالت الأصوات مردّدة "موعدنا أرضك يا بلدنا" وجاء الردّ سريعا من "الديفا" تلبية لهذه الرغبة الجامحة من الجمهور، فغنّت "موعدنا أرضك يا بلدنا، ثم طلب الجمهور المزيد من الموسيقى الإيقاعية، فكانت أغنية "بجاه الله يا حب أسمعني".

وفسحت أمينة فاخت المجال، خلال هذا الحفل، لصوت ابنتها الشابة ملكة عويج لتؤدّي مقاطع غنائية على إيقاعات غربية، ثمّ كان الموعد في مناسبة ثانية مع صوت الشاب محمد علي شبيل الذي غنّى "ليّام كيف الريح". وقد علّقت أمينة فاخت على هذه البادرة، في النقطة الصحفية التي العرض، بالقول إن "تونس لا تؤمن بالطاقات الشبابية المبدعة... ولذلك عزمت على أن أمنح الشباب فرصة الظهور". ونفت أن يكون لحضور ابنتها في هذا الحفل صلة بالقرابة، مشدّدة على أن "ملكة" تتمتع بطاقات صوتية عالية في الغناء اكتشفها جمهور قرطاج بنفسه وصفّق لها طويلا.

أمّا الشابة ملكة عويج، فقد قالت في الندوة : "حلم حياتي أن أشبه أمي، واختيار الأغاني الغربية لا ينفي اهتمامي بالموسيقى الشرقية".

تجدر الإشارة إلى أن الفنانة أمينة فاخت ستحيي حفلا ثانيا بقرطاج ضمن الدورة 54 للمهرجان، وذلك يوم الثلاثاء 24 جويلية الحالي. كما ستجوب "الديفا" هذه الصائفة مجموعة من المهرجانات ستشمل كلا من دقة وقفصة وقابس والمنستير ونابل وبنزرت والجم وجربة.

الاكثر قراءة