16/06/2021

منوبة :موظفة على ابواب التقاعد تجتاز الباكالوريا صحبة ابنها

نعيمة عويشاوي- وكالة تونس افريقيا للانباء استيقظت نجوى باكرا صبيحة اليوم الاربعاء لاعداد ابنها "محمد" للالتحاق بمركز امتحانه بالمعهد الثانوي ابن ابي الضياف بمنوبة، لاجتياز امتحان الباكالوريا..

لم ترافق نجوى ابنها لمعهده، لشحذ همته ، كما جرت العادة مع الامهات في مثل هذا اليوم الهام بالنسبة لهن لتشجيع ابنائهن ، بل  التحقت بدورها بمركز الامتحان بمعهد حمودة باشا بمنوبة كمترشحة فردية للباكالوريا الاكبر سنا على مستوى ولاية منوبة.. 

 لم تمض مدة على ترقيتها في مهنتها وتوسيمها، في اخر سنة لها قبل احالتها على شرف المهنة ،لكنها لم تفقد حلمها في الحصول على شهادة الباكالوريا التي تخول لها الحصول على شهادة جامعية..

عن سن ال54 عاما وعن تجربة مهنية  ب30 عاما  ومستوى نضج، قوّى من عزيمتها و أهّلها لترتيب اولوياتها ووضع النجاح صلب عينيها كهدف لا حياد عنه، اعاودت نجوى الترشح بعد ترشح قبل ثلاث سنوات رسبت فيه في دورة التدارك، وترشح اول في عام 1988 كانت نتيجته الرسوب ايضا  بمعدل 9,82 تم حرمانها فيه من الالاسعاف بسبب عقوبة مدرسية.

تقول نجوى ، انها  اختارت شعبة الاداب كاختصاص لطالما عشقت فيه الفلسفة والادب ، وغاصت في اسراره وظلت تحلم به كاختصاص  يضيئ  مسيرتها ويضفي عليها حياة وحيوية.

تضيف نجوى وهي ام لثلاثة ابناء اكبرهم طالبة جامعية ثم تلميذ  في التعليم الثانوي وتلميذ في الاساسي انه بعد التحقاها بمهنتها  وزواجها وانجابها الاطفال تفرغت لحياتها المهنية والعائلية، لكن رغم مرور السنوات وانغماسها في  متطلبات الحياة اليومية ،لم تنس  حلمها  الذي ظل عالقا نصب اعينها  رغم دروب الشائكة المليئة بالقيود،  ليكبر مع مرور السنوات مستوعبا كل  المعوقات التي وقفت في طريقه. 

شاركت ابناءها فترة المراجعة وفق تصريحها ، فكانت مثلهم الاعلى ، وكانوا حافزها لتحضير مواد امتحان الباكالوريا، متسلحة بالتحدي ومؤمنة بشدة بأن العلم لا حدود له، كما حظيت بتشجيع زوجها الذي ساعدها على توفير كافة الظروف المناسبة للمراجعة والتركيز في المنزل.

تحلم نجوى ان تتنهي محاولتها  بنيل شهادة الباكالوريا  ومواصلة دراستها الجامعية في الفلسفة ، وتحقيق جزء من حلمها الذي لطالما فاضت به روحها كفسحة وجدانية اراحت  نفسها بعد سنوات من العمل   وبعد اعباء وضغوطات اثقلت كاهلها.

يذكر ان ولاية منوبة شهدت  ترشح اربعة  موظفين تجاوز عمرهم الاربعين عاما وذلك في محاولة من اجل نيل شهادة الباكالوريا فلم تمنعهم مسؤولياتهم المهنية والعائلية ولا ظروف الوضع الوبائي الاستثنائي من شرف المحاولة.

الاكثر قراءة