معهد الصحافة: افتتاح الملتقى العلمي حول جيوبوليتيك الميديا والاتصال في سياق الاضطراب المعلوماتي العالمي

افتتحت أمس الخميس بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار اشغال الملتقى العلمي الدولي "جيوبوليتيك الميديا والاتصال في سياق الاضطراب المعلوماتي العالمي" الذي تؤثثه 3 محاور أساسية موزعة على 6 جلسات ،فضلا عن مائدة مستديرة حول الإعلام والجيوبوليتيك في علاقة بتجاذبات المصالح ولعبة السرديات،ويشارك فيها عدد من الأكاديميين والصحفيين.

و تم خلال الافتتاح تقديم مداخلات عرضت أهمية الموضوع العام المتزامن مع الاضطرابات السياسية العالمية الملحوظة في السياق الراهن ،والتي انجرت عنها صياغات معلوماتية مختلفة ومعقدة، الى جانب الخوض في "جيوبولتيك الاخبار في عصر الاضطراب المعلوماتي"، من خلال مناقشة تأثير كبرى الشبكات العالمية، ووكالات الأنباء العالمية على المضامين الإعلامية ومساهمتها في بلورة الأحداث والقضايا.

كما نقش المشاركون في الملتقى السرديات التي تخدم مصالح القوى الكبرى ،على غرار منصة نتفليكس وأيضا ألعاب للأطفال، وكيفية التشجيع على سلوكيات معينة، علاوة على تسليط الضوء على "جيوبوليتيك الفضاء الافتراضي والقوة السائلة"، في علاقة بالاضطراب المعلوماتي العالمي ، وعلى كيفية التوظيف السياسي للميديا في اللعبة الجيوسياسية ومدى تأثير الشركات العملاقة للانترنات في رسم العلاقات والسياسيات اليوم.

واشار الحضور الى ان العالم بات ازاء نظام عالمي متعدد الأقطاب وبنية سياسية واقتصادية جديدة للنظام الدولي، تعتبر فيها البيانات والمعلومات المورد الجيوسياسي الأكثر أهمية لما لها من قدرة على التأثير في مختلف القرارات، وإعادة تشكيل للعلاقات الدولية ولمفهوم القوة حيث أصبح الأقوى هو الاقدر على توظيف القوة السيبرانية والتأثير في أداء المستخدمين للبيئة السيبرانية.

وفي هذا السياق، يعالج الملتقى عبر مختلف المداخلات إشكالية رئيسة تطرح كيفية اسهام الميديا بوصفها أداة من أدوات القوة الناعمة في تحريك الفوضى العالمية، والاليات والاستراتيجيات التي تحول الاخبار والترفية الى أدوات توجيه و هيمنة.

كما تضمن برنامج الافتتاح محاضرة افتتاحية حول" المقاربات النظرية في دراسة جيوسياسية الإعلام" قدمتها رئيسة مخبر الميديا والاتصال والسياقات الانتقالية حميدة البور، وركزت فيها على خطورة دور الاعلام كفاعل جيوسياسي، حيث تعد الجيوسياسة مجالا علميا ينتمي الى حقل الجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية ،والاعلام يعتبر مكونا اساسيا لها بوصفه فاعلا وعاكسا للتحولات الجيوسياسية ، وهو يمارس تأثيرا غير مسبوق في السياسة الدولية ،من خلال خلق النفوذ السياسي وتوجيه الرأي العام.

و تواصلت فعاليات الجلسات العلمية المبرمجة ،والمداخلات حول الإعلام العربي وسؤال الواقع والدور في ظل هيمنة النظام العالمي والأنظمة المحلية الغربية، والاعلام والاستقطاب الجيوسياسي،والإعلام الناطق بالإنجليزية وتأثيره الجيوسياسي بين الإعلام والاستقطاب الجيوسياسي ، والصراع كقيمة خبرية في الإعلام الدولي زمن الحروب.