الٱن

15/07/2019

مسرحية "مدام .م" على ركح مهرجان الحمامات الدولي

تابع جمهور مهرجان الحمامات الدولي في دورته الخامسة والخمسين ثاني العروض المبرمجة لهذا العام وقد كان الموعد مع مسرحية "مدام. م" سينوغرافيا وإخراج آسيا الجعايبي وإنتاج شركة "فاميليا للإنتاج".

هذه المسرحية التي تابعها جمهور مهرجان الحمامات الدولي مساء السبت، بدأت من خارج مدارج المسرح حيث توجه صوت متكلّم إلى الجمهور يذكّره بآداب الفرجة من إغلاق للهاتف الجوال وعدم التشويش وغيرها ثمّ يُتابع الصوت تقديم العمل والشخصيّات قبل أن يفاجئ بعض الحاضرين بدعوتهم للصعود على الركح.

تدور أحداث مسرحية "مدام م." حول أسرة تتكون من أم أرملة "مليكة" و5 أبناء، وهم "منى" و"مراد" و"مهدي" و"مينا" و"موسى".

تبدو الأسرة سعيدة ويبدو أفرادها منسجمين إلى أن ظهرت "هاجر" وهي صحفية نشرت مقالا عن تورط هذه الأسرة في انتشار الجرذان في الحي مما نتج عنه انتحار"مهدي" لشعوره بالظلم وتشتيت أفراد الأسرة.

ينتقد العمل الصحفيين الذين يبحثون عن السبق الإعلامي قبل التحري وتسابقهم في نشر الإشاعات والأخبار الزائفة مما ساهم في انهيار القيم المجتمعية وتقسيم المواطنين.

الصحفية "هاجر" كانت غائبة ركحيا يمثلها كرسي أحمر اللون، وفي ذلك مقاصد عديدة منها رمزية الكرسي إلى السلطة ورمزية اللون الأحمر إلى الخطر وحالة الطوارئ.

يحاول أفراد العائلة كل من جهته الانتقام من "هاجر" بطريقته الخاصة حتى التخلص منها مما يزيد الأحداث تعقيدا حيث يظهر صراع آخر يتمثل في الاختلاف بين "مدام م." وأبنائها وصراع آخر بين الأبناء فيما بينهم مما يمحو الصورة النمطية لعائلة مستقرة ومتماسكة.

تقدم المسرحية لوحات مختلفة بين الرقص والشجار والاحتفال والنقاشات المطولة كما أنها لا تخفى شيئا عن الجمهور، من تغيير الملابس والديكور فيما شكلت الإضاءة عنصرا هاما في كشف الحقائق وإخفائها.

العرض دام ساعة ونصف من المراوغة المتواصلة وعدم النطق بالحقيقة سوى في الأخير حيث تبين أن ما يجمع الأبناء ليس الأم بل قالب حلوى عيد ميلاد الأم، حيث يجلس الجميع لاقتسام الحلوى وفي ذلك إشارة لاقتسام السلطة وتقسيم البلاد وإشارة إلى أن الطبقة السياسية بدورها ساهمت إلى جانب إعلام المجاري في تردي الأوضاع في البلاد.

  

                                         

  

 

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة