مسرحية "حورية " في سهرة افتتاح العروض بمتحف قرطاج ضمن فعاليات الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي
18/07/2017

مسرحية "حورية " في سهرة افتتاح العروض بمتحف قرطاج ضمن فعاليات الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي

رائحة العنبر والمسك تفوح في كامل ارجاء المتحف ...أضواء طغى عليها اللون في تجلياته  وجمهور تميز بتفاعله مع العرض...ذلك ما ميز مسرحية "حورية "مساء الأحد في سهرة افتتاح العروض بمتحف قرطاج ضمن فعاليات الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي .

مسرحية "حورية" تعيد الى الى الاذهان العمل الإشكالي لليلى طوبال "سلوان"من حيث اُسلوب الكتابة والطرح ،لكن جغرافيا المكان تتجاوز تونس ليمتد من سوسة الى باريس ومن باردو الى بغداد والموصل و برلين ودمشق واسلام أباد ومالي ونيجيريا و بيروت  وطرابلس و بنقردان وبنغازي...و مبروك وخليفة ....أما الزمن الذي تدور فيه وقائع "حورية" فهو العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وما يعرفه من تنوع في أشكال الارهاب ..الاجرامي والاجتماعي والاقتصادي وحتى الغذائي وهو ما يتطلب نفسا مسرحيا استعراضيا ،أمنته ليلى طوبال على احسن ما يرام بمصاحبة عازف البيانو  مهدي الطرابلسي .

انطلق عرض مسرحية"حورية"  الذي يختزل حياتنا اليومية بالنشيد الوطني واللحن المميز لمهرجان قرطاج الدولي ليطل علينا منبعد عازف البيانو مهدئ الطرابلسي بلباسه الأحمر  ومن بعده ومن خلف البيانو  ليلى طوبال بفستانها الأسود الذي يتغير في الفصل الأخير من المسرحية الى الأبيض لتنطلق في سرد فصول المسرحية التي تدور أحداثها في استوديو إذاعة  "السلام أف أم"الذي تعرض الى عملية  ارهابية، يقرّر بعدها العازف (مهدي الطرابلسي)والصحافية (ليلى طوبال)مواصلة البثّ  ليحكيا عبر برنامج  "Love Story" قصة حب مستحيلة في مكان وزمان غير مناسبين بين"حورية "و"آدم "وإصرارهما على  مقاومةالاٍرهاب بكل أنواعه .

وبأسلوب يجمع بين الطرافة والمواقف التراجيديّة الموجعة قدمت عديد المواقف الثائرة والناقدة للواقع وللحياة اليومية بتناقضاتها وآلامها و الفساد السياسي الذي يميزها ونقدت التطرّف الديني والفكري وهي تجوب ركح متحف قرطاج  يمنة و يسرة بجسدها لتضحك وتوجع الجماهير الحاضرة ولتثير بداخلهم أفكارا وذكريات كانوا يحاولون دفنها ونسيانها وطيها في رفوف الماضي.

وقد كان لحورية ضمن برنامج "لوف ستوري"فقرات قارة على غرار الأحوال الجوية التي تحدثت خلالها على الحيتان الكبيرة التي تلتهم الحوت الصغير وتحطم المراكب المعبأة بالمهاجرين غير الشرعيين "الحارقين"

 وفِي ركن موجز الأنباء بشرت بالبدر الطالع وبديمقراطية الاسلام الغاضب الذي اصبح علمانيا  وبان باب التوبة سيفتح على مصراعيه امام الارهابيات والارهابيين "التائبين"و"التائبات"للعودة من بؤر التوتر 

وفِي تناغم بين النص والموسيقى المتدفقة من بيانو مهدي  الطرابلسي وفِي حضور صوت الشهيد شكري بلعيد تتصل حورية مباشرة بشمس المذيعة التي قتلت يوم تفجير الإذاعة  ،في الجنة لترويجها على المباشر  حالة الجهاديين العفنة ومطالبتهم بحقهم في الحوريات السبع، ودخول حور العين في إضراب احتجاجا على الوضع،قبل ان تعود للحديث عن تونس التي أصبح يطيب فيها الموت وقد صارت بجناحين جناح الشقوق والخلافات وجناح الإرهاب وماء الفرق.

لقد ارادت ليلى طوبال بارتدائها لفستانا أبيضا في الفصل الأخير من المسرحية ان ترمز الى الخلود والنقاء رغم التنكيل والاغتصاب والرجم الذي مورس على "حورية"والى ان القيم الخالدة ستبقى وترفرف عاليا رغم المحاولات المتعددة لاغتصاب الحرية.

 لقد كانت ليلى طوبال من خلال  "حورية" كالشوكة في حلق الأصوات المعادية للحياة واكدت ان  الموت لا يهزم عشّاق الحرية مهماتعدّدت روايات الاغتصاب ومهما سال الدم.

*حضر العرض وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين كما شهد حضور السيدة وداد بوشماوي رئيسة الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة