مدنين: خروج مسيرة حاشدة من جرجيس نحو جربة وعودتها بعد تدخل أمني
خرج اهالي معتمدية جرجيس من ولاية مدنين، باعداد كبيرة بين عائلات مفقودي فاجعة غرق مركب الهجرة غير النظامية ومسانديهم في الحراك الشعبي، في مسيرة حاشدة في اتجاه جزيرة جربة، توقفت بمفترق المنطقة السياحية بجرجيس قبل ان تصل الى الطريق الرومانية القنطرة، الرابطة بين جربة وجرجيس، وذلك بسبب وجود حاجز امني منع المحتجين من استكمال الطريق نحو الجزيرة، وفق ما عاينته صحفية وكالة تونس إفريقيا للانباء.
وامام منعهم من مواصلة التوجه نحو جزيرة جربة، قام عدد من المحتجين برشق الوحدات الامنية المتواجدة بالمكان بكثافة بالحجارة، لمحاولة اتمام سيرهم نحو جزيرة جربة، ما جعل الوحدات الامنية تتدخل باستعمال الغاز المسيل للدموع، ليتحول المشهد الى كر وفر وحالة من الاحتقان الشديد رافقتها عملية اعتقال لعدد من المحتجين.
وبعد مفاوضات وتواصل بين عناصر من المحتجين والجهات الامنية، هدات الاوضاع وتم اطلاق سراح بعض من المحتجين الذين تم اعتقالهم ليقرروا تجميع الصفوف والتهدئة للعودة نحو معتمدية جرجيس ومواصلة الاعتصام المفتوح وتنفيذ سلسلة من التحركات منها الاعداد لتنفيذ اضراب عام وعصيان مدني اذا تطلب الامر ذلك، وفق ما افاد به شمس الدين بوراسين رئيس جمعية البحار التنموية واحد اعضاء الهيئة المحلية للحقيقة والعدالة بجرجيس المكلفة بمتابعة فاجعة جرجيس وتاطير الحراك الاجتماعي وكالة تونس إفريقيا للأنباء.
وجاء تحرك هذا اليوم بعد حالة الاحتقان والاستياء التي رافقت تراجع وزير الداخلية عن التحول الى معتمدية جرجيس والالتقاء بعائلات المفقودين ما اعتبروه اهالي جرجيس "تجاهلا ولامبالاة وحقرة" وفق تعبيرهم، وطالبوا اليوم بزيارة رئيس الجمهورية او رئيسة الحكومة "من اجل اعادة الاعتبار والكرامة".
وحسب بوراسين، فان تحركهم اليوم هو "رسالة واضحة المعالم الى رئيس الجمهورية مفادها ان جربة وجرجيس جزء لا يجزا" ولابلاغه ب"ضرورة التثبت من مغالطات تصله"، وفق تعبيره، مطالبين ب"تجسيد شعار رفعه الشعب يريد".
واضاف ان "شعب جرجيس يريد كشف الحقيقة ومعرفة لغز ابنائهم وتحميل المسؤوليات"، مشيرا الى ان "غياب الدولة منذ الفاجعة سيؤدي الى نتيجة لا يمكن الا ان تخلف الاحتقان والتمسك بمشروعية المطالب والنضال بكل الاشكال المتاحة من اضراب عام وعصيان مدني سيتم الاعداد لها اذا ما لم يتجاوب رئيس الجمهورية مع مطالبهم وزيارة جرجيس".
ومع اطلاق سراح كل الموقوفين من الحراك الشعبي عاد المحتجون الى جرجيس مجموعات مجموعات وتم اعادة فتح الطريق امام السيارات مع محافظة الامن على التواجد بنفس المكان دون ان يشكل نفس الحاجز الذي انطلق به مع وصول المسيرة، وفق ما لاحظته صحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء.
