الٱن

15/10/2024

مختصون في الإعلام يدعون إلى بعث منصة عربية للتدقيق والتحري لمجابهة الأخبار الزائفة

دعا المشاركون في ندوة بعنوان "الأخبار الزائفة في تغطية الحروب والأزمات" انتظمت اليوم بمقر اتحاد إذاعات الدول العربية بتونس العاصمة، إلى بعث منصة عربية للعمل على التدقيق في المعلومات وصياغة مدونة تحريرية تضم المصطلحات التي يجب استخدامها في الأعمال الصحفية المخصصة لتغطية الأزمات والحروب.

وخصصت الندوة التي شهدت مشاركة أكاديميين وباحثين مختصين في الإعلام من تونس وعديد الدول الأعضاء في اتحاد الدول العربية، لتحليل الأخبار الزائفة التي انتشرت خلال التغطيات الإعلامية للحرب على فلسطين، والكوارث الطبيعية التي عاشت على وقعها بعض البلدان العربية على غرار زلزال سوريا وإعصار ليبيا وتأثير هذه الأخبار على مسار الحرب وتوجيه الرأي العام.

وقدم أسامة عبد الله الأستاذ الجامعي في الإعلام في جامعة النجاح الفلسطينية، مداخلة تحمل عنوان "الحرب الهجينة ... المعلومات سلاح إسرائيل في حرب غزة" تطرق من خلالها إلى الأخبار الزائفة وحرب المعلومات بصفتها "حربا هجينة تدار في الفضاء الرقمي". وأشار إلى أن "رواية الاحتلال الصهيوني لا تحتكم إلى جذور واقعية ولكن تمتلك أدوات وتقنيات اتصال تسيطر من خلالها على الحرب في حين أن الحقيقة الفلسطينية تستند إلى مضمون قوي ولكن بوسائل اتصال ضعيفة مقارنة بوسائل العدو".

وأكد الأستاذ عبد الله بالمناسبة على أن امتلاك المعلومة هو أداة للسيطرة في الحرب، منوها إلى أن المعلومة ليست بالضرورة حقيقية في السياق الحالي. وفي هذا الإطار تحدث عن أربع ركائز للحرب الهجينة على حد تعبيره، وهي "نشر اتهامات دون أدلة" من خلال "الماكينة" الإعلامية للكيان و"ماكينة" الولايات المتحدة الأمريكية التي تسيطر على الإعلام العالمي. أما الركيزة الثانية فهي "شيطنة الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية" من خلال نشر معلومات زائفة حول المقاومة، أما الركيزة الثالثة فهي "إنكار الحقائق والتنصل من المسؤولية" على غرار إنكار استعمال الكيان المحتل للفسفور الأبيض خلال حرب الإبادة. والركيزة الرابعة للحرب الهجينة هي "مهاجمة الناشطين داعمي القضية الفلسطينية".

وفي ذات السياق تطرق أسامة عبد الله إلى المصطلحات التي يتم التسويق لها خلال الحرب الاتصالية على فلسطين من ذلك أهمية استعمال الحرب على فلسطين وليس الحرب على غزة نظرا لكون معاناة الفلسطينيين في رفح لا تقل وطأة عما يعيشه "الغزاويون" إضافة إلى المصطلحين اللذين تم الترويج لهما وهما "باليوود" وهو دمج لكلمة فلسطين بالانقليزية "Palestine" و"هوليوود" للتشكيك في السردية الفلسطينية وتقديم ما يروج عن القضية الفلسطينية على أنه "تمثيل". وقد تم استبدال هذا المصطلح خلال حرب الإبادة ب"غزة وود" لحصر القضية في قطاع غزة والتشكيك في معاناة أهالي غزة من الحرب.

وأشار المتدخل بالمناسبة إلى الضرر الحاصل جراء ما اعتبره "التعاطف الخاطئ مع الحقيقة الفلسطينية" الذي فسره بنشر معطيات قديمة ونسبها إلى واقع الإبادة حاليا، ونشر فيديوهات وصور وغيرها من المحامل التي تخص حروب ونزاعات أخرى ونسبها لغزة وغيرها.

أما الدكتورة في علوم الإعلام والاتصال في معهد الصحافة وعلوم الإخبار بتونس، أروى الكعلي، فقد تناولت بالدرس في مداخلتها التي جاءت تحت عنوان "كيف تعاملت منصات التحقق من الأخبار مع المعلومات الخاطئة والمضللة وقت الأزمات الخطيرة؟"، كيفية تعامل منصات التحقق من الأخبار والمعلومات مع المعلومات الخاطئة والمضللة التي تنتشر خلال الأزمة وتحديدا انطلاقا من أنموذج الحرب على غزة وزلزالي سوريا والمغرب وإعصار ليبيا. وقد تحدثت خلال مداخلتها العلمية عن اضطراب المعلومات خلال فترة الأزمات خاصة في ظل "الفراغ المعلوماتي" الذي تتسم به هذه الفترات مما يفتح المجال أمام نشر المحتويات الخاطئة والمضللة على غرار "البروباغندا وخطابات الكراهية ونظريات المؤامرة" وغيرها، مما يضع شبكات التدقيق أمام العديد من التحديات والصعوبات خاصة في ظل انتشار اعتماد الذكاء الاصطناعي في إنتاج ونشر "الصور المولدة والفيديوهات الزائفة". ومن ضمن المنصات التي تم تناول محتواها بالدرس منصة "تونس تتحرى" التابعة للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.

وقد طرحت أروى الكعلي أيضا كيفية محاربة هذه الأخبار التي تضر بواقع القضايا وتغالط الرأي العام، من خلال التعاون بين منصات التدقيق المختلفة من أجل التثبت من المعطيات وتفسير أساليب المغالطة والعمل على إنتاج معلومات تعدل الكفة في ظل انتشار الأخبار الزائفة. وفي هذا السياق دعت الباحثة إلى ضرورة تكثيف إنتاج ونشر تحقيقات وأعمال صحفية معمقة لمواجهة هذه الظاهرة.

وتلا تقديم المحاضرتين نقاش مطول مع الحاضرين أسفر عن تقديم مجموعة من المقترحات المذكورة لمجابهة ظاهرة المغالطة وتزييف الأخبار والتحقق من المعلومات.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة