الٱن

17/10/2017

كتاب جديد لشوقي العلوي : الاتصال السياسي النظريات والنماذج والوسائط:

صدر أخيراً عن مركز النشر الجامعي في تونس، كتابٌ بعنوان “الإتصال السياسي: النظريات والنماذج والوسائط” للإعلامي والباحث التونسي في علوم الإعلام والاتصال، الدكتور شوقي العلوي، تناول من خلاله إشكاليات عديدة على المستويات الإبستيمولوجية والنظرية والعملية للإتصال السياسي الذي يُعتّبر حقلاً معرفياً إرتبطت نشأته بدراسة الظاهرة الإنتخابية وتأثير الدعاية ووسائل الإعلام ليشمل لاحقاً ظواهر مُركّبة لا حدود لها.

ويتوق الباحث من خلال هذا الإصدار الذي يعدّ محاولة تحليلية وتأليفية ترتكز على رسم الملامح العامة للإتصال السياسي بالإعتماد على مراجع علمية غربية إلى “المساهمة المتواضعة في نقل خلاصة المعارف، التي يتضمنها الكتاب، إلى المدوّنة البحثية العربية والمشاركة في بناء هذا الحقل المعرفي الناشئ في عالمنا العربي”، على حد تعبيره.

وينقسم هذا الكتاب الذي يضم 455 صفحة إلى جِزئين أساسيين يهتم الأول بتحليل الأرضية الإبستيمولوجية التي يرتكز عليها حقل الإتصال السياسي، الحديث نسبياً، والروافد النظرية التي تلتقي فيه. ويستعرض هذا الجزء في بابيه الأول والثاني “النماذج الكلاسيكية للإتصال السياسي” على ضوء تصنيف الباحث الفرنسي “جيل أشاش” الذي صنفها سنة 1989 إلى ثلاثة نماذج كبرى وهي “النموذج الدعائي” و”النموذج الحواري” و”النموذج التسويقي

. أما الجزء الثاني فيُحلّل فيه الباحث العلاقة التي ولّدتها وسائل الإتصال الجماهيري، وخصوصاً التلفزيون بين الباث والمتلقي، وما ينجر عنها من “مشهدة سياسية” وحشر المتلقي في زاوية “المتفرج السلبي”، بحسب المؤلف. وحاول، بعد ذلك، أن يُقدّم عرضاً تأليفياً لما يمثل في نظره “المثلّث النّظري” الذي تشكّلت منه القاعدة التنظيريّة لوعود تجديد الإتصال السياسي بواسطة الإنترنت بين الباث والمتلقي.

وتتشكّل أضلاع هذا المثلث من خطاب “مجتمع المعلومات” ومقولة “الديموقراطية الإلكترونية” ومسألة “تفاعلية الإتصال بواسطة شبكة الإنترنت”. وسعى إثر ذلك إلى رسم ملامح نموذج سياسيّ رابع للإتّصال السّياسيّ إضافه إلى نماذج ” أشاش الكلاسيكيّة” بإعتباره النّموذج الذي يصاحب ظهور شبكة الإنترنت خصوصاً مع جيلها الثاني المعروف ب “الواب الاجتماعي.

وفي قراءة تأليفية لأبرز نتائج الدراسات حول ممارسة الإتصال السياسي الذي نشأ مع “الريتوريقا اليونانية” (البلاغة) ليتطور عبر العصور ويتكيف مع التحوّلات الإجتماعية والتكنولوجية، مروراً بالدعاية السياسية التي إزدهرت في فترة ما بين الحربين، ووصولاً إلى ممارسته بواسطة الإنترنت بجيليها الأول والثاني في الديموقراطيات الغربية، يخلص الكاتب إلى أن هذا التسلسل للأشكال التاريخية للإتصال السياسي عبر العصور لا يعني أن كل شكل جديد يمحو الشكل السابق ويحل مكانه، وإنما يؤكد أن هذه الأشكال لا تزال متعايشة إلى اليوم، يستمد بعضها من مبادئ البعض الآخر ومن تقنياته ولكن يبقى لكل حقبة تاريخية ولكل سياق سوسيو – ثقافي شكل سائد على بقية الأشكال.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة