قصيدة تعود الى القرن السادس هجري تنبأت بجائحة كورونا : خبر زائف
وثيقة تتضمن قصيدة تنبأت بجائحة كورونا مقتطفة من كتاب عظائم الدهور لمؤلفه ابي علي الدبيزي المتوفى سنة 565 هجري . “الوثيقة “ المزعومة تصدرت محركات البحث و تم تداولها عبر النسخ او التلصيق بشكل مكثف في تغريدات تويتر وحسابات الانستغرام وتدوينات الفايس بوك وباعتماد محرك البحث العكسي فان اول نشر لها يعود الى يوم 31 مارس الفارط.
وتضمنت القصيدة مشهدا لما يعيشه العالم اليوم فتم ذكر “ الكورون …خفافيش الصين … الحلقوم والرئتين… روم الطليان ….الدفن في الاعماق …تعطل فيه الصلوات… يخشاه الاخيار والفساق …”
وقد ثبت لوحدة تقصى الاخبار الزائفة من خلال البحث في عديد محركات البحث والموسوعات انه لاوجود للكاتب او للكتاب او للوثيقة بل هي اشاعة محبوكة اختلقها رواد الميديا الجديدة اعتمدت اساسا على:
*لغة بسيطة يسهل قبولها من عامة الناس المتابعين لوسائل الاتصال الحديثة
*اختيار ورقة ذات ارضية صفراء اللون للتاكيد ان الامر يتعلق بمخطوط قديم
*تحديد متقن لاسم الكاتب واسم الكتاب ورقم الصفحة للايحاء بان المعلومة صحيحة
*توفر روابط امكانية تحميل الكتاب تحت عنوان “الكتاب الذي يبحث عنه الجميع “وعند الضغط لا وجود له بل احالة على نوافذ اخرى
قصيدة اخرى اتخذت الاسلوب نفسه وتنبأت بانتشار هذا الوباء سنة 2020 وقيل انها مقتطفة من كتاب اخبار الزمان وتحديدا في الصفحة 365 للكاتب ابراهيم بن سالوقية المتوفي سنة 463 هجري وبالبحث في اسم هذا الكتاب تبين لوحدة تقصي الاخبار الزائفة ان العنوان الحقيقي للكتاب هو “اخبار الزمان ومن اباده الحدثان وعجائب البلدان والعامر بالماء والعمران وهو للمؤرخ ابي الحسن بن الحسين بن علي المسعودي وهو متوفي سنة 346 هجري ويلقب بقطب الدين ولا وجود لابراهيم بن سالوقية المزعوم.
و حسب موقع Good reads المختص في ترويج الكتب فان “اخبار الزمان “ يتضمن 256 صفحة فقط في حين ان المقتطف المروج اخذ من الصفحة عدد 465وهو ما يؤكد زيف الخبر.
كما اتصلت وحدة التقصي من الاخبار الزائفة بالسيد مراد اليعقوبي استاذ تاريخ بالجامعة التونسية الذي اكد انها اخبار وهمية ومحض اختلاق قائلا “ أن محتوى بعض هذه النبوءات تستعمل كلمات حديثة أو تسميات لا ترجع إلى العصر المذكور… وهناك الكثير من الكتب القديمة في تاريخنا التي تحدثت عن الأوبئة ولكنها تستعرضها من جانب تاريخي وصفي وليس تنبؤي، باعتبار تحريم التنبؤ والسحر والشعوذة لدى المسلمين. .. ان هذه الظواهر التنبؤية تعرف رواجا في فترات الازمات العاتية لأن الناس يصبحون أكثر استعدادا لتقبل الخرافات والقصص الخيالية بسبب التوتر النفسي وانعدام السكينة، فيجد المستثمرون في هذه المناخات النفسية المُتازمة فرصة لترويج الأعاجيب. ولنا في التاريخ ظواهر كثيرة مشابهة لاسيما في حالة انتشار الاوبئة والحروب والمجاعات وغيرها من الجوائح التي تهدد بإفناء عدد كبير من الناس. فعندما تصبح مسالة الموت قريبة من الجميع يصبح لدى عامة الناس استعدادا لتقبل التفسيرات الخارقة
واكد استاذ التاريج بالجامعة التونسية مراد اليعقوبي ان “ مثل هذه الاخبار هي على الأرجح من فعل بعض الحمقى ممن يظنون أن التخويف قد يؤدي الى تشجيع الناس على التوبة، من خلال إشعارهم أن لحظة النهاية قريبة ولا بد من المسارعة بالعودة الى التقوى والاستعداد للرحيل الأخير. … والأكيد ان ترويج مثل هذه الخرافات مرتبط بمسألة نفعية لمن ينشرونها في المواقع او صفحات اليوتوب أو غيرها من الباحثين عن زيادة عدد متابعي صفحاتهم أو مواقعهم والحالمين بتصنيف جيد على محركات البحث.”
المصدر: بوابة الإذاعة التونسية