الٱن

11/05/2020

في اجتماع افتراضي مع منظمات عربية وإسلامية: شيراز العتيري تستعرض التجربة التونسية في مجابهة تفشي جائحة كورونا

ناشدت وزيرة الشؤون الثقافية شيراز العتيري كل الفاعلين في القطاع الثقافي ونظرائھا في البلدان العربية للتفكير مليا في الشأن الثقافي والبحث في معوقات تطويره، في ظل الأزمة الصحية العالمية وبعدھا واعتبار تونس شريكا للحوار والتعاون الثنائي متعدد الأطراف.

جاء ذلك خلال اجتماع افتراضي اليوم الاثنين 11 ماي، لوزيرة الشؤون الثقافية مع كلّ من الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور أحمد أبو الغيط، والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الدكتور محمد ولد اعمر، والمدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) الدكتور سالم بن محمد المالك.

وتم خلال هذا الاجتماع الافتراضي، الذي واكبه أيضا عدد من وزراء الثقافة الأعضاء في "الالكسو" و"الايسسكو" والمديرين العامين للمنظمات الدولية والاقليمية والعربية، التباحث حول إشكاليات الشأن الثقافي في الوطن العربي في ظل انتشار جائحة كورونا في العالم، وكذلك التعريف بالتجربة التونسية في مجابھة ھذا الوباء.

وفي كلمة ألقتھا بالمناسبة، أكدت وزيرة الشؤون الثقافية أن الحكومة التونسية برئاسة إلياس الفخفاخ اعتمدت في وقت مبكر من شھر مارس، وفي إطار سياسة استباقية لمواجھة جائحة فيروس كورونا، تدابير صحية واقتصادية واجتماعية صارمة لتوفير الحد الأدنى من استقرار المواطنين التونسيين وعمل المؤسسات المالية.

وأوضحت أن وزارة الشؤون الثقافية أوقفت أنشطة القطاع الثقافي والإبداعي والفني، إذ تم تأجيل وإلغاء أكثر من 700 عرض وإغلاق مئات الفضاءات العمومية والخاصة قبل أن يتم الإعلان عن بعث "حساب دفع الحياة الثقافية (FRC " (لتخفيف الانعكاسات السلبية لھذا الوباء على جميع الأطراف المساھمين في حيوية الحياة الثقافية التونسية من فنانين مستقلين وفنيين ومھنيين إلى جانب الشركات الصغرى والمتوسطة وعلى أصحاب الصناعات الثقافية والإبداعية بالإضافة إلى النسيج الجمعياتي".

 وذكّرت شيراز العتيري بأن "حساب دفع الحياة الثقافية" ھو استجابة قطاعية وملموسة ستعمل على المدى القريب والمتوسط على مجابھة أزمة فيروس كورونا في مرحلة أولى من خلال إسناد مساعدات اقتصادية واجتماعية للأفراد والعاملين في المجال

   الثقافي لمدة ثلاثة أشھر ودعوتھم للانضمام إلى القطاع النظامي المقنن، وعلى دعم الفنانين والمبدعين والمثقفين ومصاحبة عدد من المؤسسات والمبادرات الثقافية وتمويلھم سعيا إلى إنعاش القطاع وإعادة ھيكلتھا بإرساء قواعد أكثر صلابة للحفاظ على النسيج الاقتصادي والاجتماعي وتطويره في مرحلة ثانية.

وأشارت إلى أن وزارة الشؤون الثقافية عملت على مزيد التشجيع على الانتقال الرقمي ودعم الفاعلين الاقتصاديين والمھتمين بالقطاع الابداعي خلال فترة الحجر الصحي، كما شرعت في تعزيز التراث المادي واللامادي بمناسبة الاحتفال بشھر التراث من خلال عرض رقمي غير مسبوق.

وأعلنت عن سعي وزارة الشؤون الثقافية إلى دعم تظاھرة "قابس سينما فن" أول مھرجان عربي عبر الانترنت عبر منصة Artify VOD ،بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر عبر الانترنت حول حق المؤلف والصناعات الابداعية في سياق أزمة كورونا بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية.

وشددت الوزيرة على أن أزمة فيروس كورونا العالمية ھي فرصة جديدة لإعادة ترشيد ميزانية الوزارة وتخصيص جزء منھا لعملية دفع الحياة الثقافية وتثمينھا وتطوير مضامينھا الإبداعية ومزيد إرساء مبادئ الحوكمة الرشيدة والعمل على إصلاح الإطار القانوني والتشريعي في ما يتعلق بالأساس بوضعية الفنانين وحقوق التأليف والتراث.

قالت إن ھذه الأزمة فتحت المجال أكثر للشروع في الخطوات الأولى لتجسيد برنامج اللامركزية لضمان نفاذ الجميع ولتعزيز أطر التعاون مع مختلف الوزارات الأخرى في مسائل التعليم العالي والبحث العلمي والسياحة والتكنولوجيات الجديدة واللامركزية، وھو ما من شأنھا أن يؤكد مساھمة القطاع الثقافي في التنمية الوطنية المستدامة.

الاكثر قراءة