28/04/2019

عناوين واهتمامات الصحف التونسية ليوم الاحد 28 افريل 2019

" يوم اسود في سيدي بوزيد.... كيف نوقف هذا النزيف " و" حملة تضامنية واسعة مع الجلاصي واليسار متهم وهذا موقف الاكاديميين " و" مستجدات المشهد السمعي البصري ..التشريع بين التطبيق والتوظيف " و" حجة اخرى على تكريس التبعية " مثلت ابرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الاحد 28 افريل 2019 .

وجاءت افتتاحية جريدة (المغرب) بعنوان " مستجدات المشهد السمعي البصري... التشريع بين التطبيق والتوظيف " اعتبرت فيها ان ما حدث بمناسب تنفيذ قرار "الهايكا" ضد قناة نسمة " لا يبرراي تجاوز اذا ثبت ارتكابه عند التنفيذ وهو امر موكول للقضاء للبت فيه كما انه لا يمنع في نفس الوقت التضامن مع الصحفيين والعاملين في القناة ، مبينة ان ذلك لا يحجب ضرورة الاحتكام للقانون وفرض احترامه من الجميع في انتظار تدارك الاخلال ان وجد لمواصلة النشاط على اسس سليمة دون اي توظيف .

واشارت الى انه يمكن القول ان ما حصل هو في الحقيقة والواقع اهمال متاخر للنصوص القانونية المعمول بها في هذا الاطار مما يعني انه لا يكفي في تونس ان يوجد التشريع بل يجب ان تتوفر امكانية التطبيق سواء في اتخاذ القرارات اوفي تنفيذها دون اي تمييز بين المخالفين.

واضافت ان المنظومة القانونية في تونس تقتضي الفصل بين مصدر القرار من القضاء او الهيئات وبين اليات التنفيذ التي تمسكها في نهاية الامر السلطة التنفيذية ، مبينة انه ليس للحكومة الماسكة باليات السلطة التنفيذية التنصل من مسؤولياتها ومن القيام بدورها وممارسة صلاحياتها في تنفيذ القرارات او تعطيلها.

كما اكدت في سياق متصل ، ان "الهايكا " مدعوة لاستيعاب مهامها ولمزيد الاطلاع على ميدان ومجال نشاطها كي تكون عارفة بالقوانين ومتشبعة بقيم العدل والمساواة بين جميع المتدخلين في المجال السمعي البصري وقادرة على التعديل والحسم في الابان دون غض الطرف عن اي مخالفة ودون تراخي .

وسلطت الصحيفة ذاتها الضوء على اليوم الاول من اشغال المؤتمر التاسيسي لحركة تحيا تونس الذي لم يحمل اية مفاجاة كبرى حيث بات جليا ان الحزب واهله يتجهون لحسم كل شىء بينهم بالتوافق حول المواقع القيادية من امانة عامة وعضوية للمجلس الوطني وصولا لرئاسة المؤتمر ورئاسة اللجان التابعة له .

واضافت انه تم اختيار كمال ايدير لرئاسة مؤتمرهم الانتخابي بعد ان كان رئيسا للجنة الاشراف على اعداد المؤتمر واختاروا ايضا كلا من هدى ادريس هالة علولو كنائبتين لرئيس المؤتمر فيما انتهت الانتخابات بشان رئاسة اللجان لصالح رئيس كتلة الائتلاف الوطني مصطفة بن احمد رئيسا للجنة اللوائح بمؤتمر تحيا تونس الذي تنتهي اشغاله اليوم .

كما اشارت الى ان المؤتمر لم يحمل حدثا خاصا فكلمة العزابي لم تخرج عن التنويه بمسار التاسيس وهدف الحزب دون ان يغفل عن حادثة سيدي بوزيد والترحم على من ماتوا فيها .

وتطرقت جريدة (الصباح) في مقال الى مشهد الاعتداء على القيادي بحركة النهضة عبد الحميد الجلاصي الذي جاء ليؤكد حالة التوحش السياسي والايديولوجي لعدد واسع من اليسار الوظيفي يسار عجز عن ايجاد موطن قدم له في ساحة سياسية متنوعة ومختلفة فكان لا بد من العودة الى ذات الممارسات التي تكشف اننا اما يسار متكلس لم يستوعب بعد رهانات اللحظة بما فيها من انفتاح ومشاركة دون اقصاء او تعويم للموقف .

واضافت ان سلوك العنف غير المبرر وجد مناهضة قوية من بقية تشكيلات اليسار ورفضها قطاع واسع من اليساريين واكاديميين فقد عبر المناضل اليساري والحقوقي مهدي عبد الجواد عن رفضه للسلوك الذي رافق عملية الاعتداء على الجلاصي ، معتبرا ما حصل في كلية الاداب بمنوبة من منع ندوة حول الاسلام السياسي بتعلة حضور قيادات من حركة النهضة "مرفوض ومدان وفضيحة اخلاقية وسياسية ".

ومن جهته اعتبر الباحث المهدي بن مبروك ما حصل في كلية الاداب بمنوبة " اعتداء صارخا على الفصل 32 من الدستور التونسي الذي ينص على الحريات الاكاديمية وحرية البحث العلمي ، مشيرا الى ان ما كان ذلك ليحدث لولا تواطىء ضمني بين بعض الطلاب الذين لازالوا يلوكون شعار "لاحرية لاعداء الحرية " ومستعدون لممارسة اقصى اشكال العنف الثوري وبين اطراف اخرى كانت تنظر بعين شامتة بل وتحرض الطلاب ضمنيا على المضي قدما .

وخصصت جريدة (الشروق) صفحة كاملة لحادثة وفاة 12 واصابة 20 من العاملين في القطاع الفلاحي بسيدي بوزيد وهو حادث فتح الجروح القديمة واعاد طرح تساؤلات الى متى الاستهتار والى متى الاهمال والتمهيش ومن يحمي هؤلاء الذين يموتون في اليوم الف مرة وينتهي بهم الامر الى النسيان .

واضافت ان حادثة امس اثبتت مرة اخرى حجم الانتقائية في التعاطي مع مسالة المواطنة في تونس فالعاملات من اكثر الفئات تهميشا وظلما وغبنا، مبينة انهم مواطنات ولكن مصنفات ضمن اسفل درجات المواطنة لا احد يقيم لهن وزنا الا اذا تعلق الامر باستحقاق انتخابي .

واشارت الى ان اغلب الهالكين والمصابين في حادث السبالة ينحدرون من قرية واحدة اضطرتهم الظروف الاجتماعية القاسية الى التنقل في ظروف مزرية جدا للعمل بالضيعات الفلاحية من اجل توفير لقمة العيش لهم ولابنائهم مما جعل احدى العائلات تفقد ثلاث افراد في نفس الوقت كن في طريقهن لكسب لقمة العيش .

وتساءلت الصحيفة عن الحلول للحد من هذه الفواجع حيث اشار والي سيدي بوزيد ان الحل الوحيد لتفادي هذه الكوارث هو تفعيل قرار شركات نقل للعاملين في القطاع الفلاحي حتى يكون قطاعا مهيكلا ويضمن سلامة العاملين .

ومن جانبها اضافت النائبة حياة العمري الى انه تم تقديم مبادرة تشريعية منذ 3 سنوات بخصوص نقل النساء العاملات بالقطاع الفلاحي وبعد ضغط النواب تم الاتفاق بين كل من وزارات الفلاحة ووزارة النقل والمراة على توفير حافلات صغيرة لنقل النساء العاملات لتوفير ظروف محترمة لكن بقي الاشكال في تفعيل الاتفاقيات وتطبيق القانون ضد المخالفين بكل صرامة .

واشارت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها اليوم الى ان قرار توريد اللحوم الحمراء من الولايات المتحدة الامريكية كشف مرة اخرى عن عمق القطيعة بين الشاهد وحكومته من جهة والنقابات الفلاحية والشعب التونسي الذي عبر عن رفضه لهذا القرار من جهة ثانية .

   واضافت انه لئن يسمح قانون الاسعار للدولة التونسية بتعديل السوق الداخلية بالتوريد من زاوية الضغط على الاسعار والضرب على ايدي المحتكرين الا ان الشاهد قفز على هذه المعادلة الاقتصادية بمعادلة سياسية يحقق بفضلها ما تعهد به للولايات المتحدة الامريكية في ماي 2017 .

وبينت ان هذا القرار هو تمهيد لاحياء المفاوضات المعلقة والذهاب مباشرة الى مرحلة التوقيع دون الرجوع الى مجلس نواب الشعب ودون الرجوع الى المنظمات النقابية والمهنية وذلك في سياسة الامر الواقع التي انتهجها الشاهد لفرض اتفاقيات تبادل حر تتعارض مع الدستور ، مستفيدا من غياب المحكمة الدستورية كما هو الشان مع مشروع اتفاقية التبادل الحر الشامل والمعمق "الاليكا"' مع الاتحاد الاوروبي .

كما اعتبرت في السياق ذاته ان القرار في ظل موجة الرفض القوية من قبل القوى الوطنية في البلاد لمشروع "الاليكا" هو حجة اضافية ضد الشاهد الذي جاء لخدمة اجندات اجنبية على حساب السيادة الوطنية .

الاكثر قراءة