20/07/2017

عرض " لسياد ": عرض فنّي صوفي فرجوي أمتع روّاد مهرجان قفصة الدّولي في سهرة الأربعاء

كان لروّاد مهرجان قفصة الدّولي وعلى وجه الخصوص لعشّاق الموسيقى الصّوفية موعد الليلة البارحة مع عرض "لسياد" أو" الحضرة القفصية" وهو عرض عرّفه مخرجه المسرحي نزار السعيدي في تصريح لمراسلة وات بأنه "عمل فرجوي موسيقي صوفي للتعريف بالتراث الصوفي بجهة قفصة من خلال تجمّع أكثر عدد من المنشدين الصوفيين وشيوخ الطرق".

واستمتع جمهور البرج البيزنطي بقفصة على مدى ساعة ونصف بوصلات من الأناشيد والغناء الصوفي المستوحى من مدائح وأذكار الطرق الصوفية الخاصة بجهة قفصة مثل العيساوية والقادرية، وهي أناشيد شنفت الآذان وتمتّع بها محبو هذا النمط الموسيقي الذين اكتضّت بهم مدارج المسرح البيزنطي، وانتشوا بسماعها وبتكرار المدائح وتفاعلوا معها بالزغاريد والتمايل وخاصة لمّا ردّد المنشدون قصائد "نادى المنادي علي" و"سيدي ولد العارم" و "الحمرة الدّهكالة" وهي قصائد إنشادية في مدح مناسك الحجّ وأيضا في مدح الوليّ الصالح الجيلاني وفرسه.

وكان العرض انطلق بتقديم تجليات وقصائد تتغنّى بالخالق وبرسوله الاكرم وهي قصائد إنشادية كتبها أولياء صالحون في مدح الرسول، ثمّ تداول المنشدون على ترديد أشعار تراثية صوفية ومدائح وأذكار للتبرّك بالاولياء الصالحين من قبل عموم النّاس.

وتضمّنت فقرات عرض "لسياد" مراوحة بين تقديم الأناشيد الصوفية والمقاطع الموسيقية المعاصرة مع إدخال استعمال آلات موسيقية مثل النّاي والكمان والاورغ والقيتار والباتري وتداول على إنشادها مجموعة من المنشدين الصوفيين بجهة قفصة وشيوخ الطرق بها من أبرزهم عبد الرحمان الفزّاني والشيخ العربي ونور الدين جلّول.

وقال المعدّ الموسيقي لهذا العرض ومؤلّف لوحاته الايقاعية عثمان غلالة في تصريح لمراسلة وات "إنّ الطابع الموسيقي الصوفي هو من أول الطبوع الموسيقية العالمية"، لافتا إلى أن استعمال الموسيقى العالمية سواء شرقية أو غربية وإفريقية على وجه الخصوص في هذا العمل هو بالاساس لتبليغ أهمّية هذا الطابع ومدى انسجامه مع كلّ الطبّوع الموسقية العالمية الاخرى. وبين أنه تم التركيز أثناء إعداد عرض "لسياد" على الموروث الصوفي الخاص بجهة قفصة وذلك من حيث اللّهجة والطابع الانشادي للقصائد.

وإلى جانب الإنشاد والغناء، تضمّنت فقرات هذا العرض لوحات استعراضية أصيلة للطرق الصوفية والعيساوية وخاصة لوحة الصفّ والرّقص بالسّيف . ونجح أصحاب هذا العمل الذي امتد على ساعة ونصف في تقريب المادّة الصّوفية فرجويا من خلال توظيف تقنيات الفرجة من إضاءة وملابس وديكور وأيضا من خلال توظيف أجساد الراقصين وتبليغ معاني القصائد وخلق وحدة جمالية لعرض "لسياد".

وشارك في مختلف فقرات هذا العرض نحو 60 عنصرا من منشدين وراقصين وكورال، واللاّفت أن جلّهم من الشبّان، وفي هذا الصدد قال المعدّ الموسيقي للعمل إنّ إشراك الشبّان في مثل هذه الاعمال هو مساهمة في تقريبهم من التراث ودفع نحو توارث الاجيال الجديدة لهذه العادات.

  

   عرض "لسياد" هو عمل من إنتاج مهرجان قفصة الدّولي، وقد أفاد مدير الدّورة 38 للمهرجان عادل العبيدي أن اختيار اللّون الصوفي كإنتاج من قبل المهرجان هو للتشجيع على هذا النّمط من الفنّ وإبرازه والترويج له.

واعتبر وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين الذي واكب هذا العرض أنّ من واجب الوزارة المساعدة على ترويج مثل هذا الاعمال المستوحاة من الخصوصيات التراثية والثقافية للجهة باعتبار أهمية وثراء هذا الموروث الثقافي من ناحية وأيضا بهدف تجاوز الحيّز الجغرافي لهذا الموروث والدّفع نحو إشعاعه وإبرازه من ناحية أخرى. وأضاف في تصريح إعلامي أنّ وزارته ستتدارس كل الامكانيات المتاحة للمساعدة على ترويج هذا العمل على الصعيدين الداخلي والخارجي.

وكان وزير الثقافة قد استهلّ نشاطه عشية الاربعاء بجهة قفصة بتدشين مكتبة عمومية أنجزت بمنطقة سيدي أحمد زرّوق وبمتابعة أشغال تهيئة مقرّ المكتبة العمومية بمعتمدية القصر .

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة