عرائس السكر موروث تقليدي يحافظ على مكانته في مدن الوطن القبلي لاستقبال سنة هجرية جديدة
21/09/2017

عرائس السكر موروث تقليدي يحافظ على مكانته في مدن الوطن القبلي لاستقبال سنة هجرية جديدة

تحتفل سائر الشعوب العربية والإسلامية اليوم الخميس باستقبال عام هجري جديد وتختلف العادات والتقاليد من بلد إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى وينفرد أهالي جهة الوطن القبلي في إحياء هذه المناسبة الدينية بعادة مميزة وهي صنع عرائس السكر.    

تتميز أغلب المدن طيلة الاسبوع الذي يسبق رأس السنة الهجرية بحركية تجارية هامة، حيث ينتشر الباعة عارضين منتجاتهم بأشكال وأحجام وألوان مختلفة بالإضافة الى المكسرات والحلويات والفواكه الجافة.  

"عرائس السكر هي عادة توارثناها عن الأجداد منذ عقود مضت ولا معنى لرأس عام هجري دونها"، هكذا تحدثت حبيبة النابلي سيدة في العقد السادس من عمرها بكل فخر عن هذه العادة وهي بصدد شراء "مثرد رأس العام" لحفيدتها، وهو عبارة عن صحن من الفخار لتتوسطه عروس السكر ويقع تزيينه بالفواكه الجافة والحلوى والتمر.  

وواصلت حبيبة حديثها عن العادات المرتبطة بالاحتفالات بهذه المناسبة التي تدخل الفرحة والبهجة على على الاطفال والكبار حيث تحضر العائلات "النابلية" في هذا اليوم الكسكسي بالقديد (اللحم المجفف) الذي يعد ب"الزعفران" و"ماء الزهر"، ليتم تزيينه بالبيض المسلوق والحمص والفول والحلوى والفواكه الجافة والزبيب.  

وأضافت أن طبق "الملوخية" لايغيب عن المائدة داخل كل بيت حيث يتم إعداده تبركا بلونها الأخضر، هكذا ختمت السيدة حبيبة حديثها مهنئة كافة التونسيين بهذه المناسبة السعيدة.  

سارة باباي تربطها بعروس السكر قصة حب كبيرة فرغم ان عمرها تجاوز العشرين سنة إلا انها لم تستغن عن "مثرد رأس العام" في استقبال كل عام جديد كغيرها من البنات.  

وتحدثت سارة والابتسامة مرتسمة على شفتيها والفرحة على وجهها عن عادة أخرى وهي تقديم الشبان المقبلين على الزواج ليلة رأس السنة "مثرد راس السنة" كهدية لزوجة المستقبل، مضيفة ان صناعة عرائس السكر تطورت خلال السنوات الأخيرة، حيث تتنوع الأشكال من سنة إلى أخرى بالإضافة إلى صناعة عرائس من الشوكولاته.

وتكون عرائس السكر في الغالب من مجسمات تتخذ هيئة أسد او ديك او أرنب أوحصان، تمنح للذكور، في حين يختار البنات شكل عروس.  

أما بالنسبة لصنع عرائس السكر فهو عمل يتطلب مدة طويلة ومراحل عدة بين إعداد العرائس وتجفيفها وتزويقها، حسب ما أوضحته إيمان ساسي إحدى البائعات التي قالت ان عملية الإعداد تتطلب توفير السكر والماء وروح الليمون ليطبخ هذا الخليط حتى ينضج السكر ويكتسب لونا ناصع البياض، ثم يسكب في قوالب ذات أحجام وأشكال مختلفة.  

وأضافت أنه يتم في مرحلة ثانية تزيين عرائس السكر بألوان مختلفة وزاهية، ثم يتم في مرحلة أخيرة تغليفها بطبقة شفافة من رقائق الألمنيوم لحمايتها، فتكون جاهزة للعرض على أشكال مختلفة.  

وفي اطار سعيها للحفاظ على هذه العادة نظمت جمعية صيانة المدينة بفضاء سيدي علي عزوز بمدينة نابل امس الاربعاء وايضا اليوم الخميس مهرجان عرائس السكر، بهدف مزيد التعريف بهذه العادة المميزة وصيانة الموروث الثقافي بالجهة.    

ويتضمن المهرجان في هذه الدورة عديد الورشات المتعلقة بمراحل صنع عرائس السكر وزخرفتها بمشاركة رياض الأطفال بالإضافة الى تنظيم سهرات فنية وتنظيم مسابقات لتقديم جائزتي احسن فضاء عرض وجائزة احسن عروس سكر.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة