الٱن

03/08/2023

صفاقس: بعد 10 سنوات من انطلاقه...عرض الزيارة مازال يستقطب عددا هاما من عشاق الموسيقى الصوفية والروحانيات

وسط تصميم ركحي محكم يبهر الناظرين، من ديكور وإضاءة وتقنيات صوتية وكوريغرافيا وسينوغرافيا وغيرها، ولوحات فنية روحانية تعبيرية مستلهمة من عمق التراث التونسي ومعطرة بطقوس الزيارة بمختلف ملامحها والغنية بالإيقاعات الموسيقية الصوفية على الطريقتين العيساوية والعوامرية، نجح الفنان "سامي اللجمي"، مساء أمس الأربعاء في استقطاب عدد لافت من جمهور صفاقس من مختلف الأعمار والأجناس، لمواكبة العرض الفرجوي "الزيارة" ضمن الدورة 43 لمهرجان صفاقس الدولي.

وازدحمت الجماهير المتعطشة لمشاهدة هذا العرض الفني الموسيقي الفرجوي، رغم تقديمه مرارا على مسارح صفاقس في المهرجانات الصيفية وغيرها منذ انطلاق أول عروضه سنة 2013

"الزيارة" ... هذا العرض الموسيقي الروحاني الفرجوي للفنان سامي اللجمي، الذي يعد عصارة بحث موسيقي حول الغناء الصوفي للطريقتين العيساوية والعوامرية التي تتميز بها جهة صفاقس وغيرها، مع إضفاء التجديد على نوتاتها الموسيقية وإعادة توزيعها بلغة موسيقية معاصرة دون المساس من جوهر وهوية العرض الروحانية وأصالته، لم يصدأ بريقه لدى عشاق الموسيقى الصوفية والروحانيات، رغم مرور 10 سنوات على انطلاقته، ومتابعتهم إياه عديد المرات، حتى أنهم حضروا مبكرا وأمتلأت بهم مدارج المسرح الصيفي سيدي منصور بصفاقس قبل انطلاق العرض، وتفاعلوا معه منذ بدايته حتى نهايته، وكأنهم يتابعون العرض لاول مرة ... حيث أكد عدد من الحاضرين في تصريحات متطابقة لـ/وات/ "على ان "متعة متابعة عرض الزيارة والتفاعل والشعور بالإنتشاء معه تبقى متجددة ... بدليل أنهم واكبوا عرض الزيارة في عدة مناسبات ولا يزال الشوق يحدوهم إلى متابعته مجددا"، وفق تعبيرهم.

العرض الفرجوي "الزيارة" بقيادة الفنان سامي اللجمي، رفقة فرقته المتألفة من اكثر من 100 عنصرا بين منشدين وموسيقيين وراقصين، الذي امتد على نحو ساعتين من الزمن، وسط أضواء الشموع ورائحة البخور التي عبقت رائحتها في أرجاء المسرح الصيفي سيدي منصور بصفاقس وزغاريد النساء، حضرت فيه "السناجق" والابتهالات والمدائح والأذكار والأناشيد الدينية، والتغني بخصال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبمكارم الأولياء الصالحين ... فأمتع الجمهور الحاضر، وخطف انظاره بلوحات فنية روحانية مستوحاة من الموروث الثقافي العربي الإسلامي وحلقت بوجدانه في النسائم الفنية الروحانية والأغاني الصوفية، بلغ حد التفاعل والتناغم الكبيرين للجمهور الحاضر ... بل حد "التخميرة.

ومن أبرز الأناشيد الدينية والمدائح والأذكار والتغني بخصال الأولياء الصالحين، التي أبدعت خامات صوتية تابعة لفرقة "الزيارة" في آدائها

"ناجيتك زاير" و"هايم في الأصحار" و"نبغي نفزعكم" و"الله يا الله" و"هيا نزوروا " و"الله يا لطيف اللطف " و"حب النبي زين الصفات " و"جيناكم قاصدين حماكم"

و"هللوا وكبروا تكبيرا " و"نمشي زاير"" و"راكب عالحمراء" و"بالك تنساني يا بنية جمال" و"نغارة" و "أم الزين الجمالية" و"السيدة المنوبية" ونوبة "الشيخ عبد القادر" و"الشيخ بودربالة" و"يا بابا عامر" و"صيد عقارب" فضلا عن "يا لللا جيتك بدخيل" التي تعد من أبرز الأغاني التي طبعت عرض "الزيارة" للفنان، سامي اللجمي، ... وغيرها من الأغاني التي تفاعل معها الجمهور ورقص على إيقاعاتها.

وأكد الفنان، سامي اللجمي، صاحب عرض الزيارة، في الندوة الصحفية التي تلت العرض، على أن "نسبة التجديد التي شهدها عرض الزيارة، في نسخته الجديدة، قد كانت في حدود ال30 بالمائة"، مشيرا إلى أن "مشروعه الفني الجديد الذي ينوي تأسيسه خارج تونس سنة 2025، لن يتحقق إلا في حال توفير الإمكانيات والاعتمادات المادية لإنتاجه " وأردف قوله " أن عروض الزيارة منذ انطلاقها سنة 2013، كانت بتمويلات ذاتية، لا بتمويل عمومي من الدولة.

 

 

الاكثر قراءة