الٱن

19/07/2017

صدى قرطاج : "قرطاج " ديمقراطية ودستور 2014 كتب لفائدة الأحزاب السياسية

المرحلة الحالية تتمة لمرحلة التاسيس ولن تنتهي الا بتركيز المحكمة الدستورية بمينائها الفينيقي الذي يجب العناية به وإعادة الحياة له ومقارنة بروما،لقرطاج  تاريخ مُغيَّب ،وجب على المؤرخين والباحثين إبرازه 
هذا ما جاء في مداخلة مدير الدورة 53 لمهرجان  قرطاج الدولي مختار الرصاع بمناسبة افتتاح برنامج اللقاءات و الحوارات حول عديد المسائل  الثقافية و الفكرية والتي افتتحت بندوة علمية بعنوان "قرطاج مهد الحضارات وشارك فيها كل من خالد المليتي وفرح حشاد وسفيان بن فرحات  واحمدالصديق ومجموعة من الباحثين والمفكرين على غرار محمد حسين فنطر والذين اثروا الندوة بمداخلات وحوارات تناولت النظام السياسي لمدينة قرطاج ودستورها ومواطن القوة والضعف فيه  ومدى تأثيره على اعادة بناء وتشكيل الديمقراطية في النظام الحالي .
البداية كانت مع الباحث ،المقيم في فرنسا ،خالد المليتي الذي تحدث عن دستور قرطاج وتطور الحكم فيها منطلقا من المرحلة الملكية التي هي امتداد للنظام الفينيقي في بلاد الشام والذي يرتكز على اختيار الملك والجيش من فبل الأسر الغنية ،قبل ان ينتقل الى الفترة الثانية التي ارتكزت على حكم عائلة "ماقون" التي تداول أفرادها على حكم قرطاج على امتداد ثلاثة اجيال ، من "ماقون"وصولا الى "صدر بعل" ومن قبله" اميلكار "والتي شهدت امتداد نفوذ قرطاج .
واشار خالد المليتي الى المرحلة الثالثة والمهمة والتي  شهدت تقويض الحكم الفردي المطلق، وظهور خمس هيئات سياسية جديدة تولت أمور الدولة بدلا من أسرة ماقون،مبرزا إقرار عديد المؤرخين بأسبقية قرطاج في فتح أبواب الحرية للشعب وارساء ديمقراطية على مدى تاريخ البشرية وهو ماجعل الفيلسوف اليوناني إرنستو يولي اهتماما خاصا بالنظام السياسي في قرطاج ،ناهيك انه اعتبر ان دستور قرطاج قريبا من المثال الذي تصوره لتنظيم الحياة  السياسية .
ومن جانبها تطرقت فرح حشاد الى مختلف المراحل التي مر بها  الدستور التونسي مبرزة فترة الثلاثينيات التي طالب خلالها التونسيون ببرلمان تونسي منتخب ا وهو ماتحقق على مر السنين .
واكدت فرح حشاد ان أساس كل ديمقراطية هو المساواة والحريّة والعدالة المستقلة .
وقال الإعلامي سفيان بن فرحات في مداخلته ان الدستور التونسي له خصوصيات تأسيسية ، ليست مستوردة ،مستشهدا في ذلك بتجارب بريطانيا وأمريكا وفرنسا .
وقال سفيان بن فرحات ان الدستور التونسي عرف تطورا كبيرا وجاء قبل دساتير الصين واليابان ومن بعدهم مصر ،مشيرا الى ان تونس كانت متقدمة على عديد الدول
واكد الإعلامي سفيان بن فرحات ان دستور 1957جاء لفائدة الشعب غير انه حاد عن هذا التوجه بعد ان قبل بورقيبة بالرئاسة مدى الحياة ،في حين ان دستور 2014 كتب لفائدة الأحزاب السياسية ،
اما عضو مجلس نواب الشعب عن الجبهة الشعبية ،احمد الصديق فقد قال ان الدستور الحالي هو منتوج للحظة سياسية مضطربة ،مؤكدا ان دماء بلعيد  والإبراهيمي واعتصام باردو والهبة القوية لنساء تونس ،كان لها الأثر الإيجابي وتغيرت الأمور بفضل تغير موازين القوى في الشارع التونسي .
وقال عضو مجلس نواب الشعب احمد الصديق ان انتاج التشريعات متأثر بالممارسة الدستورية التي تعرضت الى صعوبات كبيرة رغم ان المواقع تتغير حسب المصلحة العامة وحقوق المواطن .
واكد الصديق ان المرحلة الحالية هي تتمة لمرحلة التاسيس التي لن تنتهي الا  بنهاية الدورة البرلمانية الحالية التي ستشهد وضع المحكمة الدستورية وقانون الحكم المحلي وهو مايتطلب الخروج من هذه المرحلة بأخف الأضرار ،مشيرا الى الحرب اليومية الدائرة حسب المواقف والانتماءات 
وقال الدكتور محمد حسين فنطر اثناء النقاش العام ان قرطاج كانت ديمقراطية ،مشيرا الى ان قناصل فرنسا وبريطانيا هم من أشاروا بدستور 1861لضمان حقوق رعاياهم .
كما أكد الحاضرون ان حرص القرطاجيون على ارساء  مؤسسات جيدة ذات مؤهلات خارجة عن المألوف جعل  الشعب يحافظ  على  النظام المؤسساتي القائم ويجنب قرطاج الانتفاضات والنظم الاستبدادية  وذلك حسب ما جاء في كتاب أرسطو حول السياسة .

هذا وسيكون رواد "لاغوراء -المرسى" على موعد يوم الخميس 20 جويلية 2017 على موعد مع الندوة الفكرية الثانية  التي تحمل  عنوان "ماغون، أب العلوم الزراعية "، وسيشارك فيها  ثلة من الجامعيين والباحثين في الجغرافيا من بينهم الحبيب العايب ومحمد الصالح بشتة، فضلا عن ممثلي منظمات وجمعيات مهتمة بالشأن الزراعي، وسيحاول المشاركون في هذه الندوة  الإجابة عن سؤال رئيسي هو: " هل يمكن أن تكون الإيكولوجيا الزراعية نموذجا متماسكا ومثاليا للزراعة في القرن الحادي والعشرين؟ "، وذلك من خلال الاستئناس بتجربة حاكم  قرطاج "ماغون " في مجال هيكلة الزراعة.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة