سهرة استثنائية للطفي العبدلي في الدورة الثالثة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي
31/07/2017

سهرة استثنائية للطفي العبدلي في الدورة الثالثة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي

هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها "لطفي العبدلي" عن الموسم الأخير من "مايد إين تينيزيا" أو "عبدلي شو"، وفي كل مرة كانت فيها فكرة الوصول بهذه التجربة إلى خط النهاية تستبد به، يقوض الجمهور قراره، لكن يبدو أن "العبدلي" جاد هذه المرة، بإعلانه أن عرض السبت 29 جويلية هو الأخير في قرطاج، في انتظار أن ينهي جولته بين المهرجانات التونسية وعروضه في الخارج.

وقال خلال الندوة الصحفية التي انتظمت في كواليس المسرح الروماني بقرطاج بعد نهاية العرض إن "عبدلي شو" مطلوبة جدا من الجمهور في الخارج وفي برنامجه جولة واسعة من المنتظر أن ينهيها بنهاية السنة الحالية (2017) لينطلق في مشروع جديد قال إن تفاصيله مازالت غائمة في ذهنه، ولكن الثابت أن "لطفي العبدلي" لن يتأخر كثيرا في العودة إلى جمهوره الكبير بضغط من هذا الجمهور الذي ملأ المسرح الروماني بقرطاج ليلة السبت 29 جويلية حتى نأى بحمله ليقدم "لطفي العبدلي" واحدة من أنجح سهرات الدورة الثالثة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي فنيا وجماهيريا. 

كغيره من نجوم الكوميديا في العالم، لم يكن "لطفي العبدلي" في حاجة إلى عمل مسرحي يحمل عنوانا واضحا وأفكارا واضحة... اسمه صار كاف ليقترح عرضا يستقطب الآلاف ويملأ أكبر المسارح، ويقضي الساعات في انتظاره، و"لطفي العبدلي" فنان في منتهى الاحتراف كان ليلة السبت 29 جويلية في كامل لياقته الفنية، حضوره متوهج، وإطلالته على الركح كانت مبهرة من حيث السينغرافيا والموسيقى المصاحبة وخطوات "العبدلي" التي تدق الأرض بثبات وثقة في النفس وهو يواجه الآلاف من محبيه من مختلف الأعمار، بعضهم لا يخفي تحرجه من جرأة هذا الفنان، ولكنه يحبه ولا يستطيع منع نفسه من الضحك والاستمتاع بما يقول على الركح.

وكعادته، لم يغفل "لطفي العبدلي" عن تأريخ ليلته الاستثنائية بفيديو "سيلفي" صوره مع الجمهور وهو يصرخ بأعلى صوته "قرطاج" ثم قضى ساعتين كاملتين لم يتعب خلالهما الجمهور من التفاعل ضحكا دون انقطاع وتصفيقا كما لم يبد على "العبدلي" علامات الإرهاق بل كان حاضر البديهة، يتجاوب مع الجمهور ومع تعليقاته، يقدم قراءته الساخرة للواقع بكل مفرداته الاجتماعية والسياسية، جريئا في التوغل في المناطق المحرمة _أخلاقيا واجتماعيا_ وقد قال في هذا الإطار خلال ندوته الصحفية إن الحديث عن الجنس مثلا يشوبه دائما الكثير من الحرج، وهو فنان يتخطى مناطق الحياء بكل شجاعة.

على مدى ساعتين كاملتين من الضحك دون انقطاع، لم يخذل "لطفي العبدلي" جمهوره بنقده لحياة التونسي اليومية، لسلوكه في الحياة الخاصة والعامة... تهكم على الرجال والنساء ووجه نقدا لاذعا لأهل السياسة في تونس، وانهال بسياط تهكمه على الجميع دون استثناء ويبدو أن أهل السياسة صاروا يتهربون من حضور عروض "لطفي العبدلي" التي ازدحمت بهم العام الماضي مثلا، خوفا من سخريته اللاذعة التي أحرجت الكثير منهم في وقت سابق، ولم نر في المسرح سوى والي تونس الذي قال "لطفي العبدلي" إنه وجه إليه الدعوة لحضور العرض احتراما لما ينجزه منذ إشرافه على ولاية تونس.

لا يعترف "لطفي العبدلي" بأي سقف في نقده، بل يذهب إلى الحد الأقصى، والحد الأقصى يبدو أحيانا صادما ومحرجا وبالنسبة إلى الكثيرين، لكن حتى من يشعر بالحرج لا يمنع نفسه من إبداء إعجابه بما يقول ربما لأنه لا يملك جرأته...

ولم ينس "العبدلي" عددا من زملائه وأصدقائه الذين حضروا عرضه: محمد علي بن جمعة، معز القديري، محمد الجبالي، محمد علي النهدي، والشاذلي العرفاوي فاستقبلهم على الركح ومازحهم وسجل معهم اللحظة في "سيلفي."

كانت سهرة استثنائية في الدورة الثالثة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي أكد فيها "لطفي العبدلي" أنه نجم الكوميديا في تونس، حاضر البديهة، لم يخل عرضه من الارتجال ولكنه في الوقت نفسه كان مستعدا كما يجب لواحدة من لحظاته التاريخية.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة