الٱن

16/12/2018

زوجة الشهيد خالد الغزلاني تروي تفاصيل عملية إغتياله وأمه تعبر عن فخرها بإبنيها الشهيدين

لم تسعف الكلمات في البداية زوجة الشهيد خالد الغزلاني في التعبير عما يخالجها من مشاعر الحزن والاسى بعد تعرضه للاغتيال غدرا، أول أمس الجمعة، من قبل مجموعة إرهابية بالقرب من منزله الكائن بدوار الخرايفية في منطقة الثماد المحاذية لجبل مغيلة المعلن منطقة عسكرية مغلقة. الكلمات عجزت عن التعبير عن هول الفاجعة التي ألمت بها، فكانت الدموع سبيلها للتعبير عن حزنها الشديد بعد فقْد زوجها ورّب أسرتها غدرا دون سابق إنذار.

ولكن إصّرار زوجة الشهيد على تحدّي أعداء الموت كان أقوى من لوعتها فروت تفاصيل الفاجعة لمراسلة (وات) بالجهة قائلة: " قدمت لزوجي الغداء مع حوالي الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال إثر عودته من مدينة سبيبة، وتركته يأكل ويشاهد التلفاز، وخرجت لأرعى أغنامي، وبعد حوالي 15 دقيقة لمحت سيارة تقف بالقرب من منزلنا وسمعت منبهها يصدر أصواتا متتالية تنم عن سرعة واسعجال أصحابها ، ورغم ذلك لم اعرّها في البداية اهتمامي".

وتتابع: "في الأثناء ذهب إبني الذي كان يرافقني في الرّعي مسرعا إلى والده لإخباره بالامر، وفي اللحظة التي خرج فيها زوجي وبمجرد اقترابه من السيارة سمعت طلقا ناريا قويا وشاهدت ثلاثة أفراد مكشوفي الوجه بأيديهم أسلحة، عندها أيقنت أنهم إرهابيون فتقدمت نحوهم لأرى زوجي غير أن أحدهم أمرني بالتراجع فهممت برميه بالحجارة وأصبته على كتفه فنطق قائلا "القواد عدّو الله" .

ثم تصمت زوجة الشهيد عن الكلام هنيهة وتنفجر بالبكاء وتردف قائلة "لم أكن أتوقع أنهم الإرهابيون الخونة، كنت أعتقد أنهم تجار جاؤوا لشراء الزيتون أو عابرو سبيل يسألون عن الطريق، لم يخطر ببالي أنهم أعداء الحياة ، لقد تركوا أبنائي السبعة يتامى لا عائل لهم ، لقد كان مهددا منذ حادثة استشهاد شقيقه الرقيب أول سعيد الغزلاني في نوفمبر 2016 بسبب دفاعه عن أخيه وتعبيره عن كرهه ونقمته على الارهابيين وحبه لوطنه فكان جزاؤه الموت ".

أما لوعة أم الشهيدين فكانت أعظم وأشد، لأنها كما قالت خسرت فلذتين من كبدها، خسرتهما إلى الأبد في رمشة عين، بنفس الطريقة الشنيعة الغادرة لا لشئ إلا لأنهما كانا ضدّ الارهاب، وفق ما قالته لنا. الأم ورغم خسارة ابنيها ورغم صدمتها الثانية أبت إلا أن تعبر عن فخرها بابنيها الشهيدين قائلة " سعيد وخالد عاشا رجالا وماتا رجالا " .

أما الأخ الأصغر للشهيد ، فخّير الحديث عن عائلته قائلا " رغم فقدان شقيقي سعيد، ورغم التهديدات المتواصلة لأخي خالد بسبب استبساله في الدفاع عن سعيد وتحديه لأعداء الموت إلا أن السلط المعنية في الدولة لم تعمل على توفير الحماية له ولعائلته وتركته وحيدا في مواجهة مصيره ". وشدد على ضرورة إنقاذ عائلة الشهيد وتمكينها من مسكن بعيد عن المنطقة المناخمة لجبل مغيلة، مع تمكينها من مورد رزق قار يحفظ كرامتها بعد فقدان عائلها الوحيد.

أحد أقارب الشهيد وعدد من متساكني منطقة الخرايفية طالبوا بدورهم بضرورة توفير الحماية لعائلة الغزلاني الأكثر عرضة للتهديد بالمنطقة، وتخليصهم من الإرهابيين الذين استوطنوا جبلهم، وحرموهم من خيراته، وشردوا اغلبهم وهجّورهم بعيدا عن أراضيهم ، وطالبوا أيضا بعزل وغلق جبل مغيلة عزّلا فعليا لا صوريا بالدوريات العسكرية القارة أو بحاجز أو غيره لتضييق الخناق بصفة فعلية عن الإرهابيين .

وتفاعلا مع هذه المطالب أعلن والي القصرين سمير بوقديدة، في تصريح إعلامي، أمس السبت، أنه سيتخذ إجراءات عاجلة لفائدة الشهيد خالد الغزلاني منها توفير مورد رزق قار لزوجته وأبنائه السبعة وتكليف فريق طبي من بينهم أخصائيون نفسانيون سيتحولون إلى منزل عائلة الشهيد لتوفير الاحاطة النفسية والصحية اللازمة لهم، فضلا عن تكليف فريق من الشؤون الاجتماعية لدارسة وضع العائلة الإجتماعي وتقديم يد المساعدة لهم مع إمكانية إتخاذ قرار نقل العائلة من مقر سكناها الحالي إلى مسكن جديد بعد موافقة الزوجة .

والشهيد خالد الغزلاني هو شقيق شهيد المؤسسة العسكرية سعيد الغزلاني الذي أستشهد في عملية إرهابية غادرة سنة 2016 ، ويبلغ خالد من العمر 45 سنة وهو أب لسبعة أبناء تتراوح أعمارهم بين 19 سنة وعام ونصف، وهو عامل يومي في مجال البناء يتنقل بين الولايات بحثا عن لقمة عيش أبنائه في ظل ظروفه الإجتماعية الصعبة.

وكان عاد منذ الثلاثاء قبل المنقضي من العاصمة للاطمئنان على أسرته ولأخذ قسط من الراحة بعد فترة من العمل غير أنه لقى حتفه بطلق ناري في صدره من قبل مجموعة إرهابية مسلحة قامت قبل استهدافه بالسطو على فرع بنكي بمدينة سبيبة باستعمال سيارة من نوع " ديماكس" افتكتها من صاحبها تحت التهديد .

ومن المنتظر أن يوارى جثمان الشهيد خالد الغزلاني ظهر اليوم الأحد بمسقط رأسه في مقبرة الثماد بعد أن تم تشريحه بالمستشفى الجهوي بالقصرين

الاكثر قراءة