الٱن

صفاقس
18/03/2017

رغم الصعوبات المادية والهنات التنظيمية "صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016" تكسب رهان التألق في اختتامها

لئن شهد تنظيم تظاهرة "صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016" بعض العثرات والهنات التنظيمية نظرا للظروف المادية الصعبة التي تمر بها البلاد، إلا أنه على امتداد تسعة أشهر تمكنت صفاقس من احتضان تظاهرات وملتقيات عربية ودولية وتأسيس مهرجانات وإبراز ما تزخر به المدينة من شواهد حضارية وتاريخية، ذلك ما أجمع عليه القائمون على هذه التظاهرة والضيوف الذين توافدوا إلى صفاقس لمواكبة الاحتفالية الختامية للتظاهرة مساء أمس الجمعة بصفاقس.  

وفي هذا السياق، أكدت المنسقة العامة لهذه التظاهرة، هدى الكشو في حفل أقيم على شرف الضيوف الحاضرين قبل انطلاق العرض الفني بساحة الديوان لاختتام "صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016" أن احتضان هذه التظاهرة "يعد تحديا كبيرا في ظل ضعف البنية التحتية الثقافية للجهة وبعد تسلم مشعل تنظيم التظاهرة من قبل الهيئة التنفيذية قبل شهرين من انطلاقها" مشيرة إلى أنه على امتداد تسعة أشهر ظل رهان النجاح قائما بفضل إرادة أبناء الجهة وعزم كل التونسيين على تحقيق النصر لتونس وتأكيد جدارتها بتنظيم تظاهرات ثقافية كبرى رغم الصعوبات المادية والمتغيرات المجتمعية".  

ومن جهته، أعرب وزير الشؤون الثقافية، محمد زين العابدين عن امتتنانه لكل من بذل جهدا لإنجاح هذه التظاهرة ملاحظا أن ملف "صفاقس عاصمة الثقافة العربية" رغم ما عرفه من اضطرابات وتشنجات إلا أن صفاقس توجت في اختتامها عروسا للثقافة العربية وللحراك الفكري والفني الذي جمع المثقفين والفنانين من عدة دول عربية وأجنبية في مختلف فعاليات التظاهرة".  

وفي جانب آخر اعتبر وزير الثقافة المصري، حلمي نمنم أن الهدف من مشروع العواصم الثقافية هو بالأساس إبراز أهمية دور الثقافة في ربط الشعوب العربية مبينا أن المشتركات الفكرية والحضارية والثقافية في الأمة العربية قائمة على التلاقحات والتنويعات الإبداعية التي من شأنها أن تكون حصنا متينا يضمن السلام ويدعم المودة بين الشعوب العربية وسلاحا قويا لمواجهة الأفكار المتطرفة والتصدي لثقافة الموت التي يستعملها الظلاميون لتشويه صورة المجتمعات العربية.  

وأفاد أن مدينة الأقصر التي ستكون سنة 2017 المحطة الثالثة للعواصم العربية، هي عاصمة مصر القديمة وشاهدة على تاريخ فرعوني يحمل بصمات لافتة في التراث العربي مشيرا إلى أن الثقافات العربية متكونة من طبقات فكرية متكاملة ومتصالحة مع أصولها ومنفتحة على حركة الحداثة، وتعهد في هذا الصدد بأن تكون الأقصر من خلال تسلمها مشعل عاصمة الثقافة العربية نموذجا يليق بمصر وبالأمة العربية.  

وفي سياق آخر، أبرزت مديرة إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، حياة قطاط قرمازي أن احتضان صفاقس لفعاليات ومهرجانات وملتقيات متعددة المشارب الفكرية والفنية والإبداعية بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة العربية لسنة 2016، يعد بلوغا لتونس عامة ومدينة صفاقس بالخصوص مرحلة ثقافية جديدة نظرا لانفتاح برنامج التظاهرة على تجارب عربية ودولية طعمت الموروث الثقافي بالجهة ورسخت آثارا فكرية يمكن ضمها إلى الذاكرة الثقافية التونسية.  

وأضافت أن مشروع العواصم الثقافية الذي يتم تنفيذه تحت مظلة الالكسو، يسعى إلى جعل القطاع الثقافي محركا فعالا في الدورة الإقتصادية والمشاريع التنموية معتبرة أن "الاستثمار في الثقافة اليوم ليس بمغامرة وإنما هو استثمار في نتاجات الإنسان والمورد البشري الذي يعد اساس التنمية وجوهرها"، حسب تقديرها.  

وقد أقيم بمناسبة إسدال الستار عن تظاهرة "صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016" عرض احتفالي ضخم بساحة الديوان، أمنه كل من الفنان صابر الرباعي والفنانة المصرية أنغام، وشهد فضاء العرض أيضا تسليم المشعل الرمزي لعاصمة الثقافة العربية من قبل وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين لنظيره المصري حلمي نمنم، كما تم رفع النشيد الوطني التونسي والنشيد الوطني المصري تأكيدا للتواصل الثقافي ودعما للروابط الفكرية والتاريخية بين البلدين.

الاكثر قراءة