الٱن

25/07/2019

جمهور الحمامات يحتفي بنعمة "لا ديفا" الفنانة المبدعة ويستحضر 62 سنة من العطاء والحب

"ما أحلى الأغنية التونسية كلمة ولحنا فلا تجعلوها غريبة في تونس" هكذا قالت الفنانة "السيدة نعمة" في ليلة الاحتفاء بها في الحمامات. كلمات اختزلت وفاء الفنانة نعمة وعشقها للأغنية التونسية فتركت للحاضرين وصية فنان في رصيده اثنين وستين سنة من العطاء وحب الجمهور.

أن يحتفي مهرجان الحمامات الدولي ووزارة الشؤون الثقافية بالفنانة نعمة بادرة حياها جمهور الحمامات فحضر بكثافة أدهشت الكثيرين. جمهور بادل الفنانة نعمة الحب وهتف باسمها طويلا وصفق لها وردد أغانيها وتمايل على أنغامها وقاطعها مرارا ليعبر عن حبه للفنانة النعمة، التي حضرت حفل تكريمها، و رددت بعضا من كلمات أغانيها. جمهور غص به مسرح الهواء الطلق بالحمامات، جمهور عاود اللقاء بالفنانة واستعاد مسيرة فنانة زاخرة قدمت الكثير من الأغاني للمدونة التونسية ما تزال إلى اليوم كالوشم مرسومة في قلوب جمهور "نعمة لا ديفا".

"ربي يفرحكم ويمتعكم بالصحة" هي كلمات على بساطتها خاطبت وجدان الجمهور الذي كان يتطلع لعباراتها عساه يلامس " ذاكرة فنية حية" ومسيرة فنانة نحتت اسمها برصيد لا يحصى من الأغاني التونسية " أم القد طويلة" و " اركزي عل الرملة" و الليلة يا ليل" و " حرمت بيك نعاسي".

تقول نعمة " مسيرتي انطلقت من الرشيدية مدرستي الأولى" غنت المالوف ورسمت مسيرة زاخرة وأغان لأكبر الملحنين التونسيين : الشاذلي أنور و محمد رضا وخميس ترنان ومحمد التريكي واحمد خير الدين.

نعمة حضرت حفل تكريمها رغم مرضها وأصرت على أن تعاود اللقاء بجمهورها فالفنان يتنفس حب الجمهور ويعيش بصور لا تمحى من الحب المتبادل فتبعث فيها روحا جديدة لتحلق في سماء الحمامات وتعانق نسائمها فإذا الرحلة بين الماضي والحاضر وإذا المتعة ترسم على وجوه الجمهور وتعزف على انغام تونسية أصيلة ما تزال إلى اليوم " صامدة بصمود فنانة اختارت الوفاء للأغنية التونسية.

نعمة واسمها حليمة الشيخ ولدت بأزمور من معتمدية قليبية. عمرها 84 سنة وما تزال إلى اليوم متيمة بالأغنية التونسية تشجع الفنانين وتوصيهم خيرا بالأغنية التونسية. تستحضر صورا وحوارات وذكريات " فهي اليوم عنوان للفن التونسي الأصيل" والاحتفال بها كان رسالة لكل من " ظن انه يستصغر الاغنية التونسية و الألحان والكلمات التونسية" ليبحث عن نجاح من خارج البلاد".

تتحدث نعمة فتقول " ثروتي التي لا تنضب حب الجمهور أن احضر اليوم حفلي فهو اكبر تتويج". أن يبقى الفنان راسخا ومنحوتا في مخيلة جمهوره هو عنوان النجاح و " الخلود بصدق الكلمة وبالإخلاص في الأداء" فهي اليوم وان "غنت ما عندي والي" التي استعادتها الفنانة سلاف وهي تمسك يدها فكل الجمهور واليها".

الاحتفاء بنعمة في حفلها " أثثه عبد الستار عمامو يحكي ويحاكي مسيرة فنية يروي أدق تفاصيلها ويلخص سنواتها فاذا الحكواتي يرسم بطرافة أسلوبه وحنيته مسيرة مبدعة وأحياه فنانون كبار حكي حاكي مجموعة من الفنانين من بينهم سلاف والبشير السالمي على الكمان و نوال غشام و نور الدين الباجي وعبد الوهاب الحناشي ومحسن الرايس وجيل جديد من الفنانين من بينهم سفيان الزايدي و فؤاد بالشيخ و ليلى حجيج وآية دغنوج وراقية ناصر .

تذكرت الفنانة نعمة محطات من مسيرتها في تونس والمغرب ومصر واستحضرت أغنية "فينك يا غالي" التي لحنها محمد الجموسي وغنتها لأول مرة الفنانة المصرية شافية احمد ورفض بعد ذلك أن لا يسمعها إلا بصوت نعمة نظرا لتميزها في غنائها. المبدع التونسي محمد زمنتر من جهته جمع جزءا من أغانيها وأهداها 620 أغنية عساه يساهم بدوره في تكريمها.

"عيني شافتك خنتينا ...قداش نصبر قداش نصبر " كلمات إحدى أشهر أغانيها رددتها بصوت فيه غصة اختلطت بغبطة فتقول " أنا محموصة لان أغاني لم تعد تسمع اليوم" وتضيف " ألا تعلموا أن حبي لجمهوري ولتونس هو الخيط الذي ما زال يربطني بالحياة".

سهرة الاحتفاء التي تواصلت إلى الواحدة والنصف صباحا وسحرت الجمهور الذي رفض مغادرة المدارج عساه يشبع جوعا ويروي تعطشا إلى الموسيقى التونسية الأصيلة سهرة لم تقف عند نوتة حزينة بل أنها توجت بإحدى أشهر أغاني نعمة " اليلة عيد الليلة عيد".

وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين قال أن "الاحتفاء بالفنانة نعمة هو احتفاء بمدونة نعمة الفنانة المبدعة في سهرة النوستالجيا التي ملئت محبة ليغني أجيال من الفنانين موروث نعمة وتراثها" مبرزا أن برمجة الاحتفاء بنعمة في مهرجان الحمامات الدولي هو " اعتراف بالجميل لمن أسس الأغنية التونسية وبناة الذائقة التونسية". ويضيف "الاحتفاء بنعمة هو واجب واعتراف بالمكانة الكبيرة لهذه الفنانة التي تركت إرثا فنيا لتونس يجب العمل على صونه وتعهده وتداوله ليبقى حيا في الذاكرة الثقافية الوطنية".

اختتم حفل الاحتفاء بالفنانة نعمة بهالة من التصفيق وبتدافع أعداد من الحاضرين عساه يفوز بصورة مع الفنانة نعمة وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة عريضة وقالت " الحمد لله على نجاح هذا الحفل فقد أغدق علي كل الحاضرين محبة أنستني مرضي ولن أنسى بأن أوصيكم بالمحافظة على الأغنية التونسية فهي هويتنا و روحنا وهي الحاضر والماضي والمستقبل".

   

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة