11/06/2019

تونس تشارك لأول مرة في الاحتفال باليوم العالمي ضد عمل الاطفال

تحت شعار "تشغيل الاطفال يحرمهم من حقهم في الحلم"، تشارك تونس هذه السنة ولأول مرة في الاحتفال باليوم العالمي ضد عمل الاطفال الموافق ليوم 12 جوان من كل سنة، والذي أطلقته منظمة العمل الدولية منذ سنة 2002 بالتعاون مع الحكومات ومنظمات أصحاب العمل والعمّال، لتسليط الضوء على الآثار السلبية لتشغيل الأطفال ولتوحيد الجهود للقضاء على حالات عمل الأطفال التي تحرم الفتيات والفتيان من حقهم في الطفولة والتعليم وتأثر سلبا على صحتهم وعلى مستقبلهم.

وفي هذا الاطار ينظم مكتب العمل الدولي بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، تظاهرات تحسيسية توعوية ضدّ عمل الاطفال وسط بالعاصمة يومي 12 و 13 جوان 2019 وبكل من صفاقس وجندوبة يوم 12 جوان.

كما تتضمن الاحتفالات باليوم العالمي لمكافحة تشغيل الأطفال إطلاق حملة توعية إعلامية وتنظيم معرض صور عالمية حول تشغيل الأطفال يضم المعلقات السنوية لمنظمة العمل الدولية على امتداد 18 سنة وبالتوازي 18 صورة خاصة بعمل الأطفال في تونس لتوعية جميع أصحاب المصلحة ضد تشغيل الأطفال، إلى جانب ورشات تنشيطية لفائدة الأطفال.

وفي اطار الحرص على مكافحة تشغيل الاطفال الذي اصبح ظاهرة بارزة في المجتمع التونسي، قامت الحكومة بدعم من مكتب العمل الدولي وبالتشاور مع وزارة الشؤون الاجتماعية والاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة و التجارة والصناعات التقليدية والاتحاد التونسي للفلاحـة والصيد البحـري، بصياغة مشروع "معا ضدّ عمل الأطفال في تــونس" (PROTECTE) من اجل توفير المساعدة الفنية للحكومة التونسية والشركاء الاجتماعيين لتنفيذ خطة العمل الوطنية لمكافحة عمل الأطفال (PAN-TN) في تونس خلال الفترة 2015 - 2020 و التي تم اعتمادها في شهـر جانفـي 2016

ويهدف هذا المشروع إلى دعم تنفيذ خطة العمل الوطنية لمكافحة عمل الأطفال وخاصة تعزيز قدرات الحكومة التونسية ومنظمات العمال وأصحاب العمل والمجتمع المدني من أجل تنفيذ خطة العمل الوطنية.

وتم في اطار هذا المشروع تدريب أكثر من 183 نقطة اتصال حتى الان في جميع الولايات حول تشغيل الأطفال. وتنتمي نقاط الاتصال إلى وزارة الشؤون الاجتماعية على مستوى مراكز الدفاع والإدماج الاجتماعي، ووحدات النهوض الاجتماعي، والأطباء متفقدي الشغل وتفقّدية الشغل، إضافة إلى وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن على مستوى مندوبي حماية الطفولة، ووزارت التربيـة والتكوين المهني والتشغيل والداخلية والعدل، اضافة الى الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، والاتحاد العام التونسي للشغل، والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري.

وأتاح هذا البرنامج إجراء مسار تشاركي لمراجعة قائمة الأعمال الخطرة المحظورة على الأطفال، والتي ستمكّن من تحديد الأنشطة الاقتصادية التي تعتبر خطرة على الأطفال بشكل أفضل، علاوة على صياغة القائمة المحيّنة الجديدة للأشغال الخطرة على الأطفال.

كما تم تحديد ولايتي جندوبة وصفاقس لتطوير نماذج تجريبية لمنظومة متابعة عمل الأطفال بغاية تطوير نماذج تدخل لمكافحة تشغيل الأطفال، وتشريك مختلف الأطراف الفاعلة المؤسساتية والشركاء الاجتماعيين، ولضمان التنسيق بين هذه الأطراف الفاعلة لفائدة الأطفال المهددين، أو الذين تم سحبهم من تشغيل الأطفال،في انتظار تعميم تركيز هذه النماذج على الولايات الأخرى.

وتقدر نسبة الاطفال التونسيين الناشطين اقتصاديا من الشريحة العمرية المتراوحة بين 5 إلى 17 سنة، ب 9.5 بالمائة، حسب ما كشفت عنه نتائج المسح الوطني حول عمل الأطفال في تونس، الذي أنجزه المعهد الوطني للإحصاء في الفترة الممتدّة بين ماي وجوان 2017 بطلب من وزارة الشؤون الاجتماعية وبدعم مالي وفني من منظمة العمل الدولية.

وأظهرت نتائج هذا المسح أن عمل الاطفال ظاهرة منتشرة في تونس إلا أن الارقام ليست مفزعة، مقارنة مع المعدل العالمي المقدر ب 13.8 بالمائة خلال سنة 2016 حسب ما صرح به وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي تعليقا على هذا المسح، مؤكدا ان أنشطة الأطفال الاقتصادية تختلف حسب الجهات ومكان الاقامة، وان منطقتي الشمال الغربي والوسط الغربي معنية أكثر من غيرها من الجهات بهذه الظاهرة.

الاكثر قراءة