الٱن

29/10/2022

توزر: تظاهرة فلاحية وثقافية في تمغزة بعنوان "البذور الاصلية من أجل سيادة غذائية"

بذور محلية من واحة شنني بولاية قابس، وأخرى من ضيعات فلاحية من ولاية مدنين، وتجارب ناشئة لإعادة انتاج القمح والشعير في مناطق من معتمدية تمغزة بولاية تزور، اجتمعت في معرض، الى جانب مداخلات علمية لمختصّين تؤثث فعاليات التظاهرة الفلاحية والثقافية التي ينظمها مجمع التنمية الفلاحية بتمغزة، اليوم السبت وغدا الأحد، بعنوان "البذور الاصليّة من أجل سيادة غذائية".

ومثّلت، التظاهرة التي يعتزم القائمون عليها تنظيمها سنويا، فرصة للدفع الى استعادة البذور المحلية والحفاظ عليها حتى تكون بديلا للبذور الدخيلة في مواجهة المتغيرات المناخية، وفرصة للتعرف على تجارب قديمة وأخرى ناشئة في ولايات الجنوب التونسي وخاصة مناطق الواحات.

وتخلّلت التظاهرة مداخلات حول التغيرات المناخية وأهمية السيادة الغذائية، كما شهدت بيع بذور محلية لخضر وغلال وبذور قمح وشعير انتجت في مناطق مجاورة وتتماشى مع منظومة الواحات، وفق رئيس مجمع التنمية بواحة تمغزة كريم بن شعبان.

وأشار بن شعبان الى أن التخلي عن البذور الاصيلة وإدخال أخرى هجينة قد أدى الى إشكاليات على مستوى نوعية وكمية الإنتاج وإلى ظهور أمراض ساهمت في فقدان السيادة الغذائية في بلدنا، وفق تأكيده.

ويسعى المجمع، وفق نفس المصدر، إلى إحداث منصة توثّق لجهود الفلاحين في المحافظة على البذور المحلية لإكثارها، مع الاستئناس بالتجارب المقدّمة، الى جانب هدف أكبر يتمثل في استعادة واحة تمغزة لخصوصيتها من حيث البذور المحلية على غرار فلفل وبصل ميداس، وتشجيع الفلاحين على عودة منظومة واحية متكاملة توفر المنتوج لسكانها كامل السنة باستغلال الطوابق الثلاثة.

وعرض خلال هذه التظاهرة الفلاح صالح بشير من واحة شنني بقابس بذورا محلية والتي تتضمّن بعض الخضروات الورقية، وزراعات علفية، وخضروات شتوية، والتي يسعى بمفرده منذ سنوات للمحافظة عليها متضمنة.

وأبرز بشير لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أنه انطلق منذ سنة 1992 في عملية جمع هذه البذور وتخزينها واستغلالها بعد ذلك في الزراعة لتتواصل جهوده الى الآن، ويصبح من بين الفلاحين القلائل المحافظين على البذور الاصيلة، مؤكدا أن الحفاظ على هذه البذور كانت وسيلة كذلك لتنمية موارده بتحقيق الاكتفاء الذاتي منها وترويجها لغيره.

وتحوّلت تجربته الى تجربة يقتدى بها فلاحون في منطقته والى مزار لطلبة كليات الفلاحة من تونس والخارج باعتبار أن بذوره تتأقلم مع مناخ المنطقة وتستجيب كذلك لمقتضيات الفلاحة البيولوجية لعدم حاجتها لأدوية كيميائية.

وفي معتمدية تمغزة، انطلق الفلاح عمر أحمدي، من منطقة عين الكرمة، في تجربة انتاج القمح السقوي مرتين في السنة أو أكثر بالاستعانة ببذور محلية، وقد أكّد لـ"وات" نجاح التجربة في بدايتها من حيث حجم الإنتاج ونوعيته، وذلك من خلال زراعة 10 أنواع من بذور القمح التونسي على مساحة ألف متر مربع بمبادرة خاصة منه، على أن ينطلق في بداية العام المقبل في إنتاج كميات أكبر بعد نجاح التجربة.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة