تظاهرة جربة ارض السلام والتسامح تحتفي بقيم إنسانية وتوطد العلاقات بين الجزر المتوسطية

بنوا قصورا من الرمال وتسابقوا سباحة كبارا وحتى رضع ولعبوا فاستمتعوا وروحوا عن أنفسهم على ضفاف البحر بالشاطئ العمومي سيدي الحشاني بجربة حومة السوق ورغم شدة حرارة الطقس لبوا النداء وحضروا، اليوم الأحد، تظاهرة جربة أرض السلام والتسامح قناعة منهم أنها لأجلهم ولدت وبهم تحيى.

أطفأت تظاهرة جربة أرض السلام والتسامح شمعتها السادسة وأصبحت من التقاليد الثقافية بالجزيرة التي تفتتح موسم الاصطياف والموسم السياحي وتكتسب من دورة إلى أخرى جماهير أوفياء قطعوا عهدا على أنفسهم أن يدعموها حتى تنجح وتتواصل علامة مضيئة بالجزيرة وشهادة راسخة على قيم تحملها وتسعى لأن تكرسها هي التسامح والتآلف والسلام لتبقى جربة عنوانا لها ولتترسخ هذه المعاني لدى كل الأجيال فتحافظ عليها وتجعلها نصب أعينها وعلامة مميزة لجزيرة احتضنت بكل حب حضارات متعاقبة وتعايشا فوقها مذاهب وديانات مختلفة وأنست أوليس عودته إلى بلده، وفق شادلي بن مسعود مدير الدورة ورئيس جمعية هيبيسكوس منظمة التظاهرة.

تركزت فقرات اليوم الثاني من جربة أرض السلام والتسامح على البحر فتحولت وجهة الجمهور هناك أين أثثوا أنشطة متنوعة انتظمت في اطار فقرة عومة السلام ومنها ألعاب بلا حدود وألعاب مائية وسباق الرضع والسلسلة البشرية التي وضع فيها الجميع اليد في اليد باختلاف أجناسهم وأديانهم ولونهم.

امتدت السلسلة البشرية على مسافة طويلة لكنها لم تكن بحجم الدورات الماضية بسبب العوامل المناخية غير أن سلسلة هذه الدورة تميزت لأول مرة بمنح فائز جائزة قيمة تمثلت في قلادة ذهبية ثمينة ترمز للسلسلة البشرية التي أصبحت نموذجا يعتمد في جهات اخرى.

تجددت التظاهرة بتنوع كبير وبنفس أقوى لمنظميها من جمعية هيبيسكوس ومساندين لها راهنوا على أن يجعلوا منها موعدا سنويا للمتعة والتنشيط دون أن ينتظروا مقابلا فكل فقرات التظاهرة مجانية هدفها يتجاوز المادي ليشمل فقط تنويع المشهد الثقافي بالجزيرة وخلق منتوج تنشيطي وترفيهي لأهلها بعد فترة امتحانات ولزوارها من أبناء تونس ومن خارجها من السواح، وفق خالد بن غفاد عن هيئة التنظيم.

وتختتم تظاهرة جربة أرض السلام والتسامح، مساء اليوم الأحد، بحفل فني مجاني تعود على استقطاب آلاف الجماهير في فضاء المارينا بحومة السوق وبامضاء لأول مرة اتفاقية بين الجزر المتوسطية ستشمل أربعة جزر هي جربة ومالطا وكورسيكا وسيسيليا لخلق فدرالية الجزر المتوسطية لإعلان جربة عاصمة هذه الفدرالية ومن أجل التأسيس لمهرجان جديد في السنوات المقبلة حول موسيقى الجزر المتوسطية.

كما سيتم مساء اليوم تدشين برج الجماجم ذلك المعلم التاريخي الذي قامت جمعية هيبيسكوس بمناسبة هذه الدورة بالتدخل فيه لاعادة الاعتبار له بتنظيفه وحمايته من خلال تسييجه دون المس منه ولإعادة إدخاله في المسلك السياحي.

وانطلقت تظاهرة جربة أرض السلام والتسامح مساء أمس بأمسية الإبداع التي امتزجت فيها الفنون والثقافات وكل الموسيقات متوزعة على مختلف ساحات مدينة حومة السوق فجسدت ذلك التنوع بالجزيرة في ثرائه الكبير فكان للموسيقى التراثية والشعبية للجزيرة النصيب وللتراث الموسيقي الجزائري نصيب ورسم الأب ماتيو بخروجه من كنيسة حومة السوق وفرقة معه لوحة موسيقية رمزية بأناشيد وموسيقى "القوسبال " chants gospels تفاعل معها الجمهور وحضر أيضا 6 مترشحات ملكة جمال فرنسا جملة الفقرات الاحتفالية في أمسية السبت.