بن عروس تحتضن، اليوم وغدا، الدورة الثانية لملتقى المنصف وناس للعلوم الاجتماعية والانسانية
انطلقت صباح اليوم السبت بفضاء المكتبة المغاربيّة ببن عروس ، الدورة الثانية لملتقى المنصف ونّــاس للعلوم الاجتماعيّة والانسانيّة تحت عنوان : « المدرسة السوسيولوجيّة التونسيّة وانتاجاتها المعرفيّة والأكاديميّة "والذي تنظمه جمعيّــة أحبّــاء المكتبة والكتاب ببن عروس، بالتعاون مع مركز الدراسات والبحوث الاقتصاديّة والاجتماعيّة بتونس.
وخصصت الجلسة العلمية الاولى للملتقى للتعريف بالأستاذ بالجامعة التونية رضا بوكراع من خلال تقديم لسيرته الذاتية وبحوثه في المجال الاجتماعي عبر مقاربة تأريخية رصدت فيها الجامعية عائشة التايب أبرز المجالات التي اشتغل عليها والتي مسّت تقريبا جل الأوساط الحضرية والثقافية والاجتماعية وعرّجت من خلالها على منهجه العلمي في رصد الظواهر الاجتماعية التي جمعت بين الأبعاد النظرية وتطبيقاتها الميدانية واستندت في مرجعاياتها إلى المقاربتين الفرنكوفونية والانقلوسكسونية.
وتناول الأستاذ رضا بوكراع في دراسة تفصيلية تاريخية مفاهيم الدولة والمجتمع والوطن عرض من خلالها لنشأة هذه المفاهيم عبر حقبات تاريخية مختلفة والسمات التي طبعت هذه المفاهية في الحضارتين الغربية والشرقية والتحولات التي ارتبطت بهذه المفاهيم وصولا إلى عصر الحداثة.
واعتبر بوكراع أن هذه المفاهيم أسّست التصوّرات المعاصرة لطبيعة السلطة ونوعية الحكّام والمحكومين والعلاقة التي ربطت بينهم من خلال نماذج للدولة في الفترة الحديثة وحتى في فترات سابقة مشيرا إلى أنه كلّما كان هناك تواز في هذه المفاهيم كلما استطاعت السلطة تجسّر الهوة بين الدولة ومجتماعتها بما يساهم في تكريس فكرة ومفهوم الوطن.
ويتضمن برنامج الدورة الجديدة، مداخلات متنوعة تستمر على مدى يومين، يقدم فيها باحثون من تونس والجزائر وليبيا والمغرب، مقاربات علمية تتناول إشكاليات معرفية ترتبط بنشأة المدرسة السوسيولوجية التونسية وخصوصياتها، ومدى ارتباطها بالمدارس السّوسيولوجية الأخرى وتجليات المجتمع التونسي من خلال هذه المدرسة، ومدى مساهمة علم الاجتماع في معالجة وفهم الظواهر الاجتماعية للمجتمع التونسي في ظل المتغيرات العالمية السياسية والاقتصادية وخاصة التكنولوجية والرقمية .
وتتوزع الجلسات العلمية على خمسة محاور رئيسية تشمل الأبعاد النظرية والتطبيقية في دراسات علماء الاجتماع الأوائل في تونس وتطور البحوث السوسيولوجية في تونس منذ النشأة وصولا إلى العصر الراهن ، والهوية وإشكالاتها وأبعادها في المجتمع التونسي والتنمية وانعكاساتها على الدولة ، والعلاقة بين الدين والدولة والتغير الاجتماعي وتأثيره في الثقافي والديني.
